2347 - ولا يجزون من حسنى بسوء . . . . . . . . . . . . . . . .
و "الأسماء" هنا: الألفاظ الدالة على الباري تعالى كالله والرحمن. وقال المراد بها التسميات إجماعا من المتأولين لا يمكن غيره، وفيه نظر لأن التسمية مصدر، والمصدر لا يدعى به على كلا القولين في تفسير الدعاء، وذلك أن معنى "فادعوه" نادوه بها، كقولهم: يا الله يا رحمان يا ذا الجلال والإكرام اغفر لنا. وقيل: سموه بها كقولك: "سميت ابني بزيد". ابن عطية:
قوله: يلحدون قرأ هنا وفي النحل وحم السجدة: يلحدون بفتح الياء والحاء من لحد ثلاثيا. والباقون بضم الياء وكسر الحاء من ألحد. فقيل: هما بمعنى واحد، وهو الميل والانحراف. ومنه لحد القبر لأنه يمال، بحفره إلى جانبه، بخلاف الضريح فإنه يحفر في وسطه، ومن كلامهم [ ص: 523 ] "ما فعل الواجد؟ قالوا لحده اللاحد". وإلى كونهما بمعنى واحد ذهب حمزة وقال: "هما العدول عن الحق". وألحد أكثر استعمالا من لحد قال: ابن السكيت
2348 - ليس الإمام بالشحيح الملحد
وقال غيره: لحد بمعنى ركن وانضوى، وألحد: مال وانحرف. قاله ونقل عنه أيضا: ألحد: أعرض، ولحد: مال. قالوا: ولهذا وافق الكسائي. في النحل إذ معناه: يميلون إليه. حمزة
وروى عن أبو عبيدة ألحد: مارى وجادل، ولحد: حاد ومال. ورجحت قراءة العامة بالإجماع على قوله "بإلحاد" . وقال الأصمعي: "ولا يكاد يسمع من الواحدي: العرب لاحد". قلت: فامتناعهم من مجيء اسم فاعل الثلاثي يدل على قلته وقد قدمت من كلامهم "لحده اللاحد". ومعنى الإلحاد فيها أن اشتقوا منها أسماء لآلهتهم فيقولون: اللات من لفظ الله، والعزى من لفظ العزيز، ومناة من لفظ المنان، ويجوز أن يراد سموه بما لا يليق بجلاله.