2279 - غير الجدة من آياتها خرق الريح وطوفان المطر
والطوفان: الماء الكثير قاله وأنشد الليث، للعجاج:
2280 - وعم طوفان الظلام الأثأبا شبه ظلام الليل بالماء الذي يغشى الأمكنة.
2281 - ومد طوفان مبيد مددا شهرا شآبيب وشهرا بردا
وقيل: الطوفان من كل شيء ما كان كثيرا محيطا مطبقا بالجماعة من كل جهة كالماء الكثير والقتل الذريع والموت الجارف، قاله أبو إسحاق. وقد فسره النبي صلى الله عليه وسلم بالموت تارة وبأمر من الله تارة، وتلا قوله تعالى: فطاف عليها طائف من ربك . وهذه المادة وإن كانت قد تقدمت في "طائفة" إلا أن لهذه البنية خصوصية بهذه المعاني المذكورة. [ ص: 434 ] قوله: والجراد جمع جرادة، الذكر والأنثى فيه سواء. يقال: جرادة ذكر وجرادة أنثى كنملة وحمامة. قال أهل اللغة: وهو مشتق من الجرد، قالوا: والاشتقاق في أسماء الأجناس قليل جدا يقال: أرض جرداء أي: ملساء، وثوب جرد: إذا ذهب زئبره.
قوله: والقمل قيل هي: القردان وقيل: دواب تشبهها أصغر منها. وقيل: هي السوس الذي يخرج من الحنطة. وقيل: نوع من الجراد أصغر منه. وقيل: الحمنان الواحدة حمنانة نوع من القردان. وقيل: هو القمل المعروف الذي يكون في بدن الإنسان وثيابه. ويؤيد هذا قراءة "والقمل" بفتح القاف وسكون الميم فيكون فيه لغتان: القمل كقراءة العامة، والقمل كقراءة الحسن وقيل: القمل: البراغيث. وقيل: الجعلان. الحسن البصري.
قوله: والضفادع : جمع ضفدع بزنة درهم، ويجوز كسر داله فيصير بزنة زبرج وقد تبدل عين جمعه ياء كقوله:
2282 - ومنهل ليس له حوازق ولضفادي جمه نقانق
وشذ جمعه أيضا على ضفدعان، والضفدع مؤنث وليس بمذكر. فعلى هذا يفرق بين مذكره ومؤنثه بالوصف. فيقال: ضفدع ذكر وضفدع أنثى، كما قلنا ذلك في المتلبس بتاء التأنيث نحو حمامة وجرادة ونملة.
قوله: آيات منصوب على الحال من تلك الأشياء المتقدمة أي: أرسلنا عليهم هذه الأشياء حال كونها علامات مميزا بعضها من بعض. [ ص: 435 ]