وقوله: يثخن قرأ العامة "يثخن" مخففا عدوه بالهمزة، وقرأ أبو جعفر ويحيى بن وثاب "يثخن" بالتشديد، عدوه بالتضعيف وهو مشتق من الثخانة، وهي الغلظ والكثافة في الأجسام، ثم يستعار ذلك في كثرة القتل والجراحات فيقال: أثخنته الجراح أي: أثقلته حتى أثبتته، ومنه ويحيى بن يعمر حتى إذا أثخنتموهم . وقيل: حتى تقهر. والإثخان: القهر. أنشد المفضل: [ ص: 638 ]
2445 - تصلي الضحى ما دهرها بتعبد وقد أثخنت فرعون في كفره كفرا
كذا أنشده الهروي شاهدا على القهر وليس فيه معنى، إذ المعنى على الزيادة والمبالغة المناسبة لأصل معناه وهي الثخانة ويقال منه: ثخن يثخن ثخانة فهو ثخين، كظرف يظرف ظرافة فهو ظريف.
قوله: والله يريد الآخرة الجمهور على نصب "الآخرة"، وقرأ سليمان بن جماز المدني بجرها، وخرجت على حذف المضاف وإبقاء المضاف إليه على جره. وقدره بعضهم: عرض الآخرة، فعيب عليه إذ لا يحسن أن يقال: والله يريد عرض الآخرة، فأصلحه بأن جعله كذلك لأجل المقابلة قال "يعني ثوابها". وقدره بعضهم بأعمال أو ثواب. وجعله الزمخشري كقول الآخر: أبو البقاء
. . . . . . . . . . . . . . . . . ونار توقد بالليل نارا
وقدر المضاف "عرض الآخرة". قال الشيخ: "ليست الآية مثل البيت فإنه يجوز ذلك إذا لم يفصل بين حرف العطف وبين المجرور بشيء كالبيت، أو يفصل بـ "لا" نحو:" ما مثل زيد ولا أخيه يقولان ذلك"، أما إذا فصل بغيرها كهذه القراءة فهو شاذ قليل" .