[ ص: 412 ]
3449 - فلما كففت الحرب كانت عهودكم كلمع سراب في الفلا متألق
يضرب به المثل لمن يظن بشيء خيرا فيخلف. [666/أ] وقيل: هو الشعاع الذي يرمي به نصف النهار في شدة الحر، يخيل للناظر أنه الماء السارب أي الجاري. والقيعة: بمعنى القاع، وهو المنبسط من الأرض. وقد تقدم في طه. وقيل: بل هي جمعه كجار وجيزة.
وقرأ مسلمة بن محارب بتاء ممطوطة. وروي عنه بتاء شكل الهاء، ويقف عليها بالهاء. وفيها أوجه، أحدها: أن تكون بمعنى قيعة كالعامة، وإنما أشبع الفتحة فتولد منها ألف كقوله: "مخرنبق لينباع" قاله صاحب "اللوامح". والثاني: أنه جمع قيعة، وإنما وقف عليها بالهاء ذهابا به مذهب لغة طيئ في قولهم: "الإخوة والأخواه، ودفن البناه من المكرماه" أي: والأخوات، والبنات، والمكرمات. وهذه القراءة تؤيد أن قيعة جمع قاع. الثالث قال "وقول بعضهم: بقيعاة بتاء مدورة كرجل عزهاة" فظاهر هذا أنه جعل هذا بناء مستقلا ليس جمعا ولا اتساعا. الزمخشري:
[ ص: 413 ] وقوله: "يحسبه الظمآن" جملة في محل الجر صفة لسراب أيضا. وحسن ذلك لتقدم الجار على الجملة. هذا إن جعلنا الجار صفة. والضمائر المرفوعة في "جاءه" وفي "لم يجده" وفي "وجد"، والضمائر في " عنده " وفي "وفاه" وفي "حسابه" كلها ترجع إلى الظمآن; لأن المراد به الكافر المذكور أولا. وهذا قول وهو حسن. وقيل: بل الضميران في الزمخشري "جاءه" و "وجد" عائدان على الظمآن، والباقية عائدة على الكافر، وإنما أفرد الضمير على هذا - وإن تقدمه جمع وهو قوله: "والذين كفروا"- حملا على المعنى، إذ المعنى: كل واحد من الكفار. والأول أولى لاتساق الضمائر.
وقرأ - ورويت عن أبو جعفر "الظمان" بإلقاء حركة الهمزة على الميم. نافع-