آ. (32) قوله : جملة : حال من القرآن، إذ هي في معنى مجتمعا.
قوله "كذلك" الكاف: إما مرفوعة المحل أي: الأمر كذلك. و "لنثبت" علة لمحذوف أي: لنثبت فعلنا ذلك. وإما منصوبته على الحال أي: أنزل مثل ذلك، أو على النعت لمصدر محذوف، و "لنثبت" متعلق بذلك الفعل المحذوف. وقال "هي جواب قسم" وهذا قول مرجوح نحا إليه أبو حاتم: وجعل منه الأخفش "ولتصغى"، وقد تقدم في الأنعام.
وقرأ "ليثبت" بالياء أي: الله تعالى. عبد الله
والترتيل: التفريق. ومجيء الكلمة بعد الأخرى بسكون يسير دون قطع النفس. ومنه ثغر رتل ومرتل أي: مفلج الأسنان، بين أسنانه فرج يسيرة.
[ ص: 482 ] قال "ونزل هنا بمعنى: أنزل لا غير كـ خبر بمعنى أخبر، وإلا تدافعا" يعني أن "نزل" بالتشديد يقتضي بالأصالة التنجيم والتفريق، فلو لم يجعل بمعنى أنزل الذي لا يقتضي ذلك لتدافع مع قوله "جملة" لأن الجملة تنافي التفريق، وهذا بناء منه على معتقده وهو أن التضعيف يدل على التفريق. وقد نص على ذلك في مواضع من كتابه "الكشاف". وتقدم ذلك في البقرة وأول آل عمران وآخر الإسراء، وحكى هناك عن الزمخشري: ما يقوي ظاهره صحته. [676/أ] ابن عباس