الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      آ. (157) وقوله تعالى: فقد جاءكم : جواب شرط مقدر فقدره الزمخشري: إن صدقتم فيما كنتم تعدون من أنفسكم فقد جاءكم وهو من أحسن الحذوف. وقدره غيره: إن كنتم كما تزعمون أنكم إذا أنزل عليكم كتاب تكونون أهدى من اليهود والنصارى فقد جاءكم. ولم يؤنث الفعل; لأن التأنيث مجازي وللفصل بالمفعول، و "من ربكم" يجوز أن يتعلق بجاءكم، وأن يتعلق بمحذوف على أنه صفة لـ "بينة". وقوله: وهدى ورحمة محذوف بعدهما: من ربكم.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: فمن أظلم الظاهر أنها جملة مستقلة. وقال بعضهم: هي جواب شرط مقدر تقديره: فإن كذبتم فلا أحد أظلم منكم.

                                                                                                                                                                                                                                      والجمهور على "كذب" مشددا، وبآيات الله متعلق به. وقرأ يحيى ابن وثاب وابن أبي عبلة "كذب" بالتخفيف، وبآيات الله يجوز أن يكون مفعولا، وأن يكون حالا أي: كذب ومعه آيات الله. وصدف مفعوله محذوف أي: وصدف عنها غيره. وقد تقدم تفسير ذلك.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية