[ ص: 153 ] سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم .
قوله تعالى: سيقول السفهاء من الناس .
فيهم ثلاثة أقوال . أحدها: أنهم اليهود ، قاله البراء بن عازب ، ومجاهد ، والثاني: أنهم أهل وسعيد بن جبير . مكة ، رواه عن أبو صالح والثالث: أنهم المنافقون ، ذكره ابن عباس . عن السدي ابن مسعود ، وقد يمكن أن يكون الكل قالوا ذلك ، والآية نزلت بعد تحويل القبلة . والسفهاء: الجهلة . ما ولاهم ، أي: صرفهم عن قبلتهم: يريد: قبلة وابن عباس . المقدس .
واختلف العلماء في مدة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ، إلى بيت المقدس بعد قدومه إلى المدينة على ستة أقوال . أحدها: أنه ستة عشر شهرا ، أو سبعة عشر ، قاله والثاني: سبعة عشر شهرا ، قاله البراء بن عازب . والثالث: ثلاثة عشر شهرا ، قاله ابن عباس . والرابع: تسعة أشهر ، أو عشرة أشهر ، قاله معاذ بن جبل . والخامس: ستة عشر شهرا . والسادس: ثمانية عشر شهرا ، روي القولان عن أنس بن مالك . قتادة .
وهل كان استقباله إلى بيت المقدس برأيه ، أو عن وحي؟ فيه قولان . أحدهما: أنه كان بأمر الله تعالى ووحيه ، قاله ابن عباس والثاني: أنه كان باجتهاده ورأيه ، قاله وابن جريج . الحسن ، وأبو العالية ، وعكرمة ، والربيع . وقال كان الناس يتوجهون إلى أي جهة شاؤوا بقوله: قتادة: ولله المشرق والمغرب [ البقرة: 115 ] . ثم أمرهم باستقبال بيت المقدس . وفي سبب اختياره بيت المقدس قولان . أحدهما: ليتألف أهل الكتاب ، ذكره بعض المفسرين . والثاني: لامتحان العرب بغير ما ألفوه ، قاله الزجاج .