[ ص: 267 ] بسم الله الرحمن الرحيم
سورة المائدة
قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ،
nindex.php?page=showalam&ids=14676والضحاك ، هي مدنية . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=17132مقاتل: نزلت نهارا وكلها مدنية . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12033أبو سليمان الدمشقي فيها من المكي
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3اليوم أكملت لكم دينكم قال: وقيل: فيها من المكي
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=2يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله والصحيح أن قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3 (اليوم أكملت لكم دينكم نزلت
بعرفة يوم عرفة ، فلهذا نسبت إلى
مكة . nindex.php?page=treesubj&link=17047_25507_29723_30945_32445_34089_34383_3441_28976nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=1يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود أحلت لكم بهيمة الأنعام إلا ما يتلى عليكم غير محلي الصيد وأنتم حرم إن الله يحكم ما يريد
قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=1يا أيها الذين آمنوا اختلفوا في المخاطبين بهذا على قولين .
أحدهما: أنهم المؤمنون من أمتنا ، وهذا قول الجمهور .
والثاني: أنهم أهل الكتاب ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، و "العقود": العهود ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد ، nindex.php?page=showalam&ids=15992وابن جبير ، nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة ، nindex.php?page=showalam&ids=14676والضحاك ، nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي ، والجماعة . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : "العقود": أوكد العهود .
واختلفوا في المراد بالعهود هاهنا على خمسة أقوال .
[ ص: 268 ] أحدها: أنها عهود الله التي أخذها على عباده فيما أحل وحرم ، وهذا قول
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، nindex.php?page=showalam&ids=16879ومجاهد .
والثاني: أنها عهود الدين كلها ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن .
والثالث: أنها عهود الجاهلية ، وهي الحلف الذي كان بينهم ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة .
والرابع: أنها العهود التي أخذها الله على أهل الكتاب من الإيمان بالنبي
محمد صلى الله عليه وسلم ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، وقد ذكرنا عنه أن الخطاب للكتابيين .
والخامس: أنها عقود الناس بينهم ، من بيع ، ونكاح ، أو عقد الإنسان على نفسه من نذر ، أو يمين ، وهذا قول
ابن زيد .
قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=1أحلت لكم بهيمة الأنعام في بهيمة الأنعام ثلاثة أقاويل .
أحدها: أنها أجنة الأنعام التي توجد ميتة في بطون أمهاتها إذا ذبحت الأمهات ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ، nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس . والثاني: أنها الإبل ، والبقر ، والغنم ، قاله
nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن ، nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة ، والسدي .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14354الربيع: هي الأنعام كلها . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابن قتيبة: هي الإبل ، والبقر ، والغنم ، والوحوش كلها .
والثالث: أنها وحش الأنعام كالظباء ، وبقر الوحش ، روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، وأبي صالح . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14888الفراء: بهيمة الأنعام: بقر الوحش ، والظباء ، والحمر الوحشية .
[ ص: 269 ] قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : وإنما قيل: لها بهيمة ، لأنها أبهمت عن أن تميز ، وكل حي لا يميز فهو بهيمة .
قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=1إلا ما يتلى عليكم روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أنه قال: هي الميتة وسائر ما في القرآن تحريمه . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابن الأنباري: المتلو علينا من المحظور الآية التي بعدها ، وهي قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3 (حرمت عليكم الميتة) .
قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=1غير محلي الصيد قال
nindex.php?page=showalam&ids=13674أبو الحسن الأخفش: أوفوا بالعقود غير محلي الصيد ، فانتصب على الحال . وقال غيره: المعنى: أحلت لكم بهيمة الأنعام غير مستحلي اصطيادها ، وأنتم حرم ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : الحرم: المحرمون ، وواحد الحرم: حرام ، يقال: رجل حرام ، وقوم حرم . قال الشاعر:
فقلت لها فيئي إليك فإنني حرام وإني بعد ذاك لبيب
[ ص: 270 ] أي: ملب . وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=1 (إن الله يحكم ما يريد أي: الخلق له يحل ما يشاء لمن يشاء ، ويحرم ما يريد على من يريد .
[ ص: 267 ] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سُورَةُ الْمَائِدَةِ
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=14676وَالضَّحَّاكُ ، هِيَ مَدَنِيَّةٌ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=17132مُقَاتِلٌ: نَزَلَتْ نَهَارًا وَكُلُّهَا مَدَنِيَّةٌ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12033أَبُو سُلَيْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ فِيهَا مِنَ الْمَكِّيِّ
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ قَالَ: وَقِيلَ: فِيهَا مِنَ الْمَكِّيِّ
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=2يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَالصَّحِيحُ أَنَّ قَوْلَهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3 (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ نَزَلَتْ
بِعَرَفَةَ يَوْمَ عَرَفَةَ ، فَلِهَذَا نُسِبَتْ إِلَى
مَكَّةَ . nindex.php?page=treesubj&link=17047_25507_29723_30945_32445_34089_34383_3441_28976nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=1يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ إِلا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=1يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اخْتَلَفُوا فِي الْمُخَاطَبِينَ بِهَذَا عَلَى قَوْلَيْنِ .
أَحَدُهُمَا: أَنَّهُمُ الْمُؤْمِنُونَ مِنْ أُمَتِّنَا ، وَهَذَا قَوْلُ الْجُمْهُورِ .
وَالثَّانِي: أَنَّهُمْ أَهْلُ الْكِتَابِ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنُ جُرَيْجٍ ، وَ "الْعُقُودُ": الْعُهُودُ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ ، nindex.php?page=showalam&ids=16879وَمُجَاهِدٌ ، nindex.php?page=showalam&ids=15992وَابْنُ جُبَيْرٍ ، nindex.php?page=showalam&ids=16815وَقَتَادَةُ ، nindex.php?page=showalam&ids=14676وَالضَّحَّاكُ ، nindex.php?page=showalam&ids=14468وَالسُّدِّيُّ ، وَالْجَمَاعَةُ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : "الْعُقُودُ": أَوْكَدُ الْعُهُودِ .
وَاخْتَلَفُوا فِي الْمُرَادِ بِالْعُهُودِ هَاهُنَا عَلَى خَمْسَةِ أَقْوَالٍ .
[ ص: 268 ] أَحَدُهَا: أَنَّهَا عُهُودُ اللَّهِ الَّتِي أَخَذَهَا عَلَى عِبَادِهِ فِيمَا أَحَلَّ وَحَرَّمَ ، وَهَذَا قَوْلُ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ، nindex.php?page=showalam&ids=16879وَمُجَاهِدٌ .
وَالثَّانِي: أَنَّهَا عُهُودُ الدِّينِ كُلُّهَا ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ .
وَالثَّالِثُ: أَنَّهَا عُهُودُ الْجَاهِلِيَّةِ ، وَهِيَ الْحِلْفُ الَّذِي كَانَ بَيْنَهُمْ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16815قَتَادَةُ .
وَالرَّابِعُ: أَنَّهَا الْعُهُودُ الَّتِي أَخَذَهَا اللَّهُ عَلَى أَهْلِ الْكِتَابِ مِنَ الْإِيمَانِ بِالنَّبِيِّ
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنُ جُرَيْجٍ ، وَقَدْ ذَكَرْنَا عَنْهُ أَنَّ الْخِطَابَ لِلْكِتَابِيِّينَ .
وَالْخَامِسُ: أَنَّهَا عُقُودُ النَّاسِ بَيْنَهُمْ ، مِنْ بَيْعٍ ، وَنِكَاحٍ ، أَوْ عَقْدِ الْإِنْسَانِ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ نَذْرٍ ، أَوْ يَمِينٍ ، وَهَذَا قَوْلُ
ابْنِ زَيْدٍ .
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=1أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الأَنْعَامِ فِي بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ثَلَاثَةُ أَقَاوِيلَ .
أَحَدُهَا: أَنَّهَا أَجِنَّةُ الْأَنْعَامِ الَّتِي تُوجَدُ مَيِّتَةً فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِهَا إِذَا ذُبِحَتِ الْأُمَّهَاتُ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12ابْنُ عُمَرَ ، nindex.php?page=showalam&ids=11وَابْنُ عَبَّاسٍ . وَالثَّانِي: أَنَّهَا الْإِبِلُ ، وَالْبَقَرُ ، وَالْغَنَمُ ، قَالَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14102الْحَسَنُ ، nindex.php?page=showalam&ids=16815وَقَتَادَةُ ، وَالسُّدِّيُّ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14354الرَّبِيعُ: هِيَ الْأَنْعَامُ كُلُّهَا . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13436ابْنُ قُتَيْبَةَ: هِيَ الْإِبِلُ ، وَالْبَقْرُ ، وَالْغَنَمُ ، وَالْوُحُوشُ كُلُّهَا .
وَالثَّالِثُ: أَنَّهَا وَحْشُ الْأَنْعَامِ كَالظِّبَاءِ ، وَبَقَرِ الْوَحْشِ ، رُوِيَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَأَبِي صَالِحٍ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14888الْفَرَّاءُ: بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ: بَقَرُ الْوَحْشِ ، وَالظِّبَاءِ ، وَالْحُمُرِ الْوَحْشِيَّةِ .
[ ص: 269 ] قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : وَإِنَّمَا قِيلَ: لَهَا بَهِيمَةٌ ، لِأَنَّهَا أَبْهَمَتْ عَنْ أَنْ تُمَيِّزَ ، وَكُلُّ حَيٍّ لَا يُمَيِّزُ فَهُوَ بَهِيمَةٌ .
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=1إِلا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ رُوِيَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: هِيَ الْمَيْتَةُ وَسَائِرُ مَا فِي الْقُرْآنِ تَحْرِيمُهُ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=12590ابْنُ الْأَنْبَارِيِّ: الْمَتْلُوُّ عَلَيْنَا مِنَ الْمَحْظُورِ الْآيَةُ الَّتِي بَعْدَهَا ، وَهِيَ قَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=3 (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ) .
قَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=1غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=13674أَبُو الْحَسَنِ الْأَخْفَشُ: أَوْفُوا بِالْعُقُودِ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ ، فَانْتَصَبَ عَلَى الْحَالِ . وَقَالَ غَيْرُهُ: الْمَعْنَى: أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ غَيْرَ مُسْتَحِلِّي اصْطِيَادِهَا ، وَأَنْتُمْ حُرُمٌ ، قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : الْحُرُمُ: الْمُحْرِمُونَ ، وَوَاحِدُ الْحُرُمِ: حَرَامٌ ، يُقَالُ: رَجُلٌ حَرَامٌ ، وَقَوْمٌ حُرُمٌ . قَالَ الشَّاعِرُ:
فَقُلْتُ لَهَا فِيئِي إِلَيْكِ فَإِنَّنِي حَرَامٌ وَإِنِّي بَعْدَ ذَاكَ لَبِيبُ
[ ص: 270 ] أَيْ: مُلَبٍّ . وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=1 (إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ أَيِ: الْخَلْقُ لَهُ يُحِلُّ مَا يَشَاءُ لِمَنْ يَشَاءُ ، وَيُحَرِّمُ مَا يُرِيدُ عَلَى مَنْ يُرِيدُ .