[ ص: 1092 ] سورة النساء
روى
العوفي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : نزلت
nindex.php?page=treesubj&link=32267سورة النساء بالمدينة .
وكذا روى
nindex.php?page=showalam&ids=13508ابن مردويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=16414عبد الله بن الزبير nindex.php?page=showalam&ids=47وزيد بن ثابت .
وقد زعم
النحاس أنها مكية مستندا إلى أن قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=58إن الله يأمركم [النساء: 58] الآية، نزلت
بمكة اتفاقا في شأن مفتاح الكعبة، وذلك مستند واه؛ لأنه لا يلزم من نزول آية أو آيات من سور طويلة - نزل معظمها
بالمدينة - أن تكون مكية، خصوصا أن الأرجح أن
nindex.php?page=treesubj&link=28889ما نزل بعد الهجرة مدني.
ومن راجع أسباب نزول آياتها عرف الرد عليه، ومما يرد عليه أيضا ما أخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عن
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة قالت: "
nindex.php?page=hadith&LINKID=654609ما نزلت سورة البقرة والنساء إلا وأنا عنده " ودخولها عليه كان بعد الهجرة اتفاقا.
وقيل: نزلت عند الهجرة.
وآياتها مائة وسبعون وخمس، وقيل ست وقيل سبع، كذا في الإتقان.
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=14070الحاكم عن
nindex.php?page=showalam&ids=10عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: إن في سورة النساء لخمس آيات ما يسرني أن لي بها الدنيا وما فيها:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=40إن الله لا يظلم مثقال ذرة [النساء: 40] الآية، و
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=31إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه [النساء: 31] الآية،
[ ص: 1093 ] و
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=48إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء [النساء: 48]،
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=64ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك [النساء: 64] الآية.
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=16360عبد الرزاق عنه أيضا قال: خمس آيات من النساء لهن أحب إلي من الدنيا جميعا:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=31إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=40وإن تك حسنة يضاعفها وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=48إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء [النساء: 64] وقوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=110ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما [النساء: 110].
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال: ثماني آيات نزلت في سورة النساء خير لهذه الأمة مما طلعت عليه الشمس وغربت؛ أولهن:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=26يريد الله ليبين لكم ويهديكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم والله عليم حكيم [النساء: 26]، والثانية:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=27والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما [النساء: 27] والثالثة:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=28يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا [النساء: 28] ثم ذكر قول
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود سواء، يعني في الخمسة الباقية.
لطيفة: إنما
nindex.php?page=treesubj&link=28883سميت سورة النساء ؛ لأن ما نزل منها في أحكامهن أكثر مما نزل في غيرها.
[ ص: 1094 ] بسم الله الرحمن الرحيم
القول في تأويل قوله تعالى:
nindex.php?page=treesubj&link=18043_19860_28723_30497_31807_31808_34252_34263_34513_28975nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=1يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا [1]
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=1يا أيها الناس اتقوا ربكم أي: اخشوه أن تخالفوه فيما أمركم به أو نهاكم عنه.
ثم نبههم على اتصافه بكمال القدرة الباهرة، لتأييد الأمر بالتقوى وتأكيد إيجاب الامتثال به على طريق الترغيب والترهيب بقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=1الذي خلقكم من نفس واحدة أي: فرعكم من أصل واحد، وهو نفس أبيكم آدم، وخلقه تعالى إياهم على هذا النمط البديع مما يدل على القدرة العظيمة، ومن قدر على نحوه كان قادرا على كل شيء، ومنه عقابهم على معاصيهم.
فالنظر فيه يؤدي إلى الاتقاء من موجبات نقمته، وكذا جعله تعالى إياهم صنوانا مفرعة من أرومة واحدة من موجبات الاحتراز عن الإخلال بمراعاة ما بينهم من حقوق الأخوة ، كما ينبئ عنه ما يأتي من الإرشاد إلى صلة الأرحام، ورعاية حال الأيتام، والعدل في النكاح، وغير ذلك.
وقد ثبت في صحيح
nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم من حديث
nindex.php?page=showalam&ids=97جرير بن عبد الله البجلي nindex.php?page=hadith&LINKID=658699أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين قدم عليه [ ص: 1095 ] أولئك النفر من مضر وهم مجتابو النمار (أي: من عريهم وفقرهم) قام فخطب الناس بعد صلاة الظهر فقال في خطبته: nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=1يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة [النساء: من الآية 1] حتى ختم الآية، ثم قال: nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=18يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد [الحشر: من الآية 18] ثم حضهم على الصدقة فقال: تصدق رجل من ديناره، من درهمه، من صاع بره، من صاع تمره وذكر تمام الحديث.
وهكذا رواه
nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد وأهل السنن، عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود في خطبة الحاجة.
وفيها: ثم يقرأ ثلاث آيات هذه منها:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=1أيها الناس اتقوا ربكم الآية
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=1وخلق منها زوجها أي: من نفسها، يعني من جنسها ليكون بينهما ما يوجب التآلف والتضام، فإن الجنسية علة الضم، وقد أوضح هذا بقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=21ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون [الروم: 21].
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=1وبث منهما أي: نشر من تلك النفس وزوجها المخلوقة منها بطريق التوالد
[ ص: 1096 ] والتناسل
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=1رجالا كثيرا ونساء أي: كثيرة، وترك التصريح بها للاكتفاء بالوصف المذكور.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=1واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام تكرير للأمر وتذكير لبعض آخر من موجبات الامتثال به، فإن سؤال بعضهم بعضا بالله تعالى بأن يقولوا: أسألك بالله وأنشدك الله - على سبيل الاستعطاف - يقتضي الاتقاء من مخالفة أوامره ونواهيه.
وتعليق الاتقاء بالاسم الجليل لمزيد التأكيد والمبالغة في الحمل على الامتثال بتربية المهابة وإدخال الروعة، ولوقوع التساؤل به لا بغيره من أسمائه تعالى وصفاته.
و:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=1تساءلون أصله تتساءلون، فطرحت إحدى التاءين تخفيفا، وقرئ بإدغام تاء التفاعل في السين لتقاربهما في الهمس، وقرئ (تسألون) من الثلاثي، أي: تسألون به غيركم، وقد فسر به القراءة الأولى والثانية، وحمل صيغة التفاعل على اعتبار الجمع، كما في قولك: رأيت الهلال وتراءيناه، أفاده
أبو السعود .
وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=1والأرحام قرأ
nindex.php?page=showalam&ids=15760حمزة بالجر عطفا على الضمير المجرور، والباقون بالنصب عطفا على الاسم الجليل، أي: اتقوا الله والأرحام أن تقطعوها، فإن قطيعتها مما يجب أن يتقى، أو عطفا على محل الجار والمجرور، كقولك: مررت بزيد وعمرا، وينصره قراءة: (تساءلون به وبالأرحام) فإنهم كانوا يقرنونها في السؤال والمناشدة بالله عز وجل، ويقولون: أسألك بالله وبالرحم، ولقد نبه سبحانه وتعالى - حيث قرنها باسمه الجليل - على أن صلتها بمكان منه، كما في قوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=23ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا [الإسراء: من الآية 23]، وقال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=36واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا وبذي القربى واليتامى والمساكين [النساء: من الآية 36].
[ ص: 1097 ] وقد روى الشيخان عن
nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة - رضي الله عنها - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=661643الرحم معلقة بالعرش، تقول: من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله .
ورويا أيضا عن
nindex.php?page=showalam&ids=67جبير بن مطعم - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
nindex.php?page=hadith&LINKID=655525لا يدخل الجنة قاطع .
قال
سفيان في روايته: يعني قاطع رحم.
وروى
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عن
nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -:
nindex.php?page=hadith&LINKID=655532ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها .
ورويا عن
nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة - رضي الله عنه -:
nindex.php?page=hadith&LINKID=655673من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه والأحاديث في
nindex.php?page=treesubj&link=30495_18043الترغيب بصلة الرحم ، والترهيب من قطيعتها كثيرة.
[ ص: 1092 ] سُورَةُ النِّسَاءِ
رَوَى
الْعَوْفِيُّ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ : نَزَلَتْ
nindex.php?page=treesubj&link=32267سُورَةُ النِّسَاءِ بِالْمَدِينَةِ .
وَكَذَا رَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=13508ابْنُ مَرْدُويَهْ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=16414عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ nindex.php?page=showalam&ids=47وَزَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ .
وَقَدْ زَعَمَ
النَّحَّاسُ أَنَّهَا مَكِّيَّةٌ مُسْتَنِدًا إِلَى أَنَّ قَوْلَهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=58إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ [النِّسَاءِ: 58] الْآيَةَ، نَزَلَتْ
بِمَكَّةَ اتِّفَاقًا فِي شَأْنِ مِفْتَاحِ الْكَعْبَةِ، وَذَلِكَ مُسْتَنَدٌ وَاهٍ؛ لِأَنَّهُ لَا يَلْزَمُ مِنْ نُزُولِ آيَةٍ أَوْ آيَاتٍ مِنْ سُوَرٍ طَوِيلَةٍ - نَزَلَ مُعْظَمُهَا
بِالْمَدِينَةِ - أَنْ تَكُونَ مَكِّيَّةً، خُصُوصًا أَنَّ الْأَرْجَحَ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=28889مَا نَزَلَ بَعْدَ الْهِجْرَةِ مَدَنِيٌّ.
وَمَنْ رَاجَعَ أَسْبَابَ نُزُولِ آيَاتِهَا عَرَفَ الرَّدَّ عَلَيْهِ، وَمِمَّا يَرُدُّ عَلَيْهِ أَيْضًا مَا أَخْرَجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةَ قَالَتْ: "
nindex.php?page=hadith&LINKID=654609مَا نَزَلَتْ سُورَةُ الْبَقَرَةِ وَالنِّسَاءِ إِلَّا وَأَنَا عِنْدُهُ " وَدُخُولُهَا عَلَيْهِ كَانَ بَعْدَ الْهِجْرَةِ اتِّفَاقًا.
وَقِيلَ: نَزَلَتْ عِنْدَ الْهِجْرَةِ.
وَآيَاتُهَا مِائَةٌ وَسَبْعُونَ وَخَمْسٌ، وَقِيلَ سِتٌّ وَقِيلَ سَبْعٌ، كَذَا فِي الْإِتْقَانِ.
وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=14070الْحَاكِمُ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=10عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ: إِنَّ فِي سُورَةِ النِّسَاءِ لَخَمْسُ آيَاتٍ مَا يَسُرُّنِي أَنَّ لِي بِهَا الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=40إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ [النِّسَاءِ: 40] الْآيَةَ، و َ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=31إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ [النِّسَاءِ: 31] الْآيَةَ،
[ ص: 1093 ] وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=48إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ [النِّسَاءِ: 48]،
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=64وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ [النِّسَاءِ: 64] الْآيَةَ.
وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=16360عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْهُ أَيْضًا قَالَ: خَمْسُ آيَاتٍ مِنَ النِّسَاءِ لَهُنَّ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا جَمِيعًا:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=31إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=40وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=48إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ [النِّسَاءِ: 64] وَقَوْلُهُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=110وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا [النِّسَاءِ: 110].
وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: ثَمَانِي آيَاتٍ نَزَلَتْ فِي سُورَةِ النِّسَاءِ خَيْرٌ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ وَغَرَبَتْ؛ أَوَّلُهُنَّ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=26يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ [النِّسَاءِ: 26]، وَالثَّانِيَةُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=27وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلا عَظِيمًا [النِّسَاءِ: 27] وَالثَّالِثَةُ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=28يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الإِنْسَانُ ضَعِيفًا [النِّسَاءِ: 28] ثُمَّ ذَكَرَ قَوْلَ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ سَوَاءً، يَعْنِي فِي الْخَمْسَةِ الْبَاقِيَةِ.
لَطِيفَةٌ: إِنَّمَا
nindex.php?page=treesubj&link=28883سُمِّيَتْ سُورَةَ النِّسَاءِ ؛ لِأَنَّ مَا نَزَلَ مِنْهَا فِي أَحْكَامِهِنَّ أَكْثَرُ مِمَّا نَزَلَ فِي غَيْرِهَا.
[ ص: 1094 ] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=treesubj&link=18043_19860_28723_30497_31807_31808_34252_34263_34513_28975nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=1يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا [1]
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=1يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ أَيِ: اخْشَوْهُ أَنْ تُخَالِفُوهُ فِيمَا أَمَرَكُمْ بِهِ أَوْ نَهَاكُمْ عَنْهُ.
ثُمَّ نَبَّهَهُمْ عَلَى اتِّصَافِهِ بِكَمَالِ الْقُدْرَةِ الْبَاهِرَةِ، لِتَأْيِيدِ الْأَمْرِ بِالتَّقْوَى وَتَأْكِيدِ إِيجَابِ الِامْتِثَالِ بِهِ عَلَى طَرِيقِ التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيبِ بِقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=1الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ أَيْ: فَرَّعَكُمْ مِنْ أَصْلٍ وَاحِدٍ، وَهُوَ نَفْسُ أَبِيكُمْ آدَمَ، وَخَلْقُهُ تَعَالَى إِيَّاهُمْ عَلَى هَذَا النَّمَطِ الْبَدِيعِ مِمَّا يَدُلُّ عَلَى الْقُدْرَةِ الْعَظِيمَةِ، وَمَنْ قَدَرَ عَلَى نَحْوِهِ كَانَ قَادِرًا عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، وَمِنْهُ عِقَابُهُمْ عَلَى مَعَاصِيهِمْ.
فَالنَّظَرُ فِيهِ يُؤَدِّي إِلَى الِاتِّقَاءِ مِنْ مُوجِبَاتِ نِقْمَتِهِ، وَكَذَا جَعْلُهُ تَعَالَى إِيَّاهُمْ صِنْوَانًا مُفَرَّعَةً مِنْ أَرُومَةٍ وَاحِدَةٍ مِنْ مُوجِبَاتِ الِاحْتِرَازِ عَنِ الْإِخْلَالِ بِمُرَاعَاةِ مَا بَيْنَهُمْ مِنْ حُقُوقِ الْأُخُوَّةِ ، كَمَا يُنْبِئُ عَنْهُ مَا يَأْتِي مِنَ الْإِرْشَادِ إِلَى صِلَةِ الْأَرْحَامِ، وَرِعَايَةِ حَالِ الْأَيْتَامِ، وَالْعَدْلِ فِي النِّكَاحِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ.
وَقَدْ ثَبَتَ فِي صَحِيحِ
nindex.php?page=showalam&ids=17080مُسْلِمٍ مِنْ حَدِيثِ
nindex.php?page=showalam&ids=97جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ nindex.php?page=hadith&LINKID=658699أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حِينَ قَدِمَ عَلَيْهِ [ ص: 1095 ] أُولَئِكَ النَّفَرُ مِنْ مُضَرَ وَهُمْ مُجْتَابُو النِّمَارِ (أَيْ: مِنْ عُرْيِهِمْ وَفَقْرِهِمْ) قَامَ فَخَطَبَ النَّاسَ بَعْدَ صَلَاةِ الظُّهْرِ فَقَالَ فِي خُطْبَتِهِ: nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=1يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ [النِّسَاءِ: مِنَ الْآيَةِ 1] حَتَّى خَتَمَ الْآيَةَ، ثُمَّ قَالَ: nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=18يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ [الْحَشْرِ: مِنَ الْآيَةِ 18] ثُمَّ حَضَّهُمْ عَلَى الصَّدَقَةِ فَقَالَ: تَصَدَّقَ رَجُلٌ مِنْ دِينَارِهِ، مِنْ دِرْهَمِهِ، مِنْ صَاعِ بُرِّهِ، مِنْ صَاعِ تَمْرِهِ وَذَكَرَ تَمَامَ الْحَدِيثِ.
وَهَكَذَا رَوَاهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12251أَحْمَدُ وَأَهْلُ السُّنَنِ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ فِي خُطْبَةِ الْحَاجَةِ.
وَفِيهَا: ثُمَّ يَقْرَأُ ثَلَاثَ آيَاتٍ هَذِهِ مِنْهَا:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=1أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الْآيَةَ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=1وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا أَيْ: مِنْ نَفْسِهَا، يَعْنِي مِنْ جِنْسِهَا لِيَكُونَ بَيْنَهُمَا مَا يُوجِبُ التَّآلُفَ وَالتَّضَامَّ، فَإِنَّ الْجِنْسِيَّةَ عِلَّةُ الضَّمِّ، وَقَدْ أَوْضَحَ هَذَا بِقَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=30&ayano=21وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ [الرُّومِ: 21].
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=1وَبَثَّ مِنْهُمَا أَيْ: نَشَرَ مِنْ تِلْكَ النَّفْسِ وَزَوْجِهَا الْمَخْلُوقَةِ مِنْهَا بِطَرِيقِ التَّوَالُدِ
[ ص: 1096 ] وَالتَّنَاسُلِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=1رِجَالا كَثِيرًا وَنِسَاءً أَيْ: كَثِيرَةً، وَتَرَكَ التَّصْرِيحَ بِهَا لِلِاكْتِفَاءِ بِالْوَصْفِ الْمَذْكُورِ.
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=1وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ تَكْرِيرٌ لِلْأَمْرِ وَتَذْكِيرٌ لِبَعْضٍ آخَرَ مِنْ مُوجِبَاتِ الِامْتِثَالِ بِهِ، فَإِنَّ سُؤَالَ بَعْضِهِمْ بَعْضًا بِاللَّهِ تَعَالَى بِأَنْ يَقُولُوا: أَسْأَلُكَ بِاللَّهِ وَأَنْشُدُكَ اللَّهَ - عَلَى سَبِيلِ الِاسْتِعْطَافِ - يَقْتَضِي الِاتِّقَاءَ مِنْ مُخَالَفَةِ أَوَامِرِهِ وَنَوَاهِيهِ.
وَتَعْلِيقُ الِاتِّقَاءِ بِالِاسْمِ الْجَلِيلِ لِمَزِيدِ التَّأْكِيدِ وَالْمُبَالَغَةِ فِي الْحَمْلِ عَلَى الِامْتِثَالِ بِتَرْبِيَةِ الْمَهَابَةِ وَإِدْخَالِ الرَّوْعَةِ، وَلِوُقُوعِ التَّسَاؤُلِ بِهِ لَا بِغَيْرِهِ مِنْ أَسْمَائِهِ تَعَالَى وَصِفَاتِهِ.
وَ:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=1تَسَاءَلُونَ أَصْلُهُ تَتَسَاءَلُونَ، فَطُرِحَتْ إِحْدَى التَّاءَيْنِ تَخْفِيفًا، وَقُرِئَ بِإِدْغَامِ تَاءِ التَّفَاعُلِ فِي السِّينِ لِتَقَارُبِهِمَا فِي الْهَمْسِ، وَقُرِئَ (تَسْأَلُونَ) مِنَ الثُّلَاثِيِّ، أَيْ: تَسْأَلُونَ بِهِ غَيْرَكُمْ، وَقَدْ فُسِّرَ بِهِ الْقِرَاءَةُ الْأُولَى وَالثَّانِيَةُ، وَحَمْلُ صِيغَةِ التَّفَاعُلِ عَلَى اعْتِبَارِ الْجَمْعِ، كَمَا فِي قَوْلِكَ: رَأَيْتُ الْهِلَالَ وَتَرَاءَيْنَاهُ، أَفَادَهُ
أَبُو السُّعُودِ .
وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=1وَالأَرْحَامَ قَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=15760حَمْزَةُ بِالْجَرِّ عَطْفًا عَلَى الضَّمِيرِ الْمَجْرُورِ، وَالْبَاقُونَ بِالنَّصْبِ عَطْفًا عَلَى الِاسْمِ الْجَلِيلِ، أَيِ: اتَّقُوا اللَّهَ وَالْأَرْحَامَ أَنْ تَقْطَعُوهَا، فَإِنَّ قَطِيعَتَهَا مِمَّا يَجِبُ أَنْ يُتَّقَى، أَوْ عَطْفًا عَلَى مَحَلِّ الْجَارِّ وَالْمَجْرُورِ، كَقَوْلِكَ: مَرَرْتُ بِزَيْدٍ وَعَمْرًا، وَيَنْصُرُهُ قِرَاءَةُ: (تَسَاءَلُونَ بِهِ وَبِالْأَرْحَامِ) فَإِنَّهُمْ كَانُوا يُقْرِنُونَهَا فِي السُّؤَالِ وَالْمُنَاشَدَةِ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَيَقُولُونَ: أَسْأَلُكَ بِاللَّهِ وَبِالرَّحِمِ، وَلَقَدْ نَبَّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - حَيْثُ قَرَنَهَا بِاسْمِهِ الْجَلِيلِ - عَلَى أَنَّ صِلَتَهَا بِمَكَانٍ مِنْهُ، كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=23أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا [الْإِسْرَاءِ: مِنَ الْآيَةِ 23]، وَقَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=36وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ [النِّسَاءِ: مِنَ الْآيَةِ 36].
[ ص: 1097 ] وَقَدْ رَوَى الشَّيْخَانِ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=25عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=661643الرَّحِمُ مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ، تَقُولُ: مَنْ وَصَلَنِي وَصَلَهُ اللَّهُ، وَمَنْ قَطَّعَنِي قَطَعَهُ اللَّهُ .
وَرَوِيَا أَيْضًا عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=67جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ:
nindex.php?page=hadith&LINKID=655525لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَاطِعٌ .
قَالَ
سُفْيَانُ فِي رِوَايَتِهِ: يَعْنِي قَاطِعَ رَحِمٍ.
وَرَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=13عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
nindex.php?page=hadith&LINKID=655532لَيْسَ الْوَاصِلُ بِالْمُكَافِئِ، وَلَكِنَّ الْوَاصِلَ الَّذِي إِذَا قُطِعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا .
وَرَوِيَا عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=3أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -:
nindex.php?page=hadith&LINKID=655673مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ وَالْأَحَادِيثُ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=30495_18043التَّرْغِيبِ بِصِلَةِ الرَّحِمِ ، وَالتَّرْهِيبِ مِنْ قَطِيعَتِهَا كَثِيرَةٌ.