[ ص: 101 ] سئل الشيخ رحمه الله عمن قال : يجوز في كل ما يستغاث الله تعالى فيه : على معنى أنه وسيلة من وسائل الله تعالى - في طلب الغوث وكذلك يستغاث بسائر الأنبياء والصالحين في كل ما يستغاث الله تعالى فيه . الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم
وأما من توسل إلى الله تعالى بنبيه في تفريج كربة فقد استغاث به سواء كان ذلك بلفظ الاستغاثة أو التوسل أو غيرهما مما هو في معناهما وقول القائل : أتوسل إليك يا إلهي برسولك أو أستغيث برسولك عندك أن تغفر لي استغاثة بالرسول حقيقة في لغة العرب وجميع الأمم . قال : ولم يزل الناس يفهمون معنى الاستغاثة بالشخص قديما وحديثا وأنه يصح إسنادها للمخلوقين وأنه يستغاث بهم على سبيل التوسل وأنها مطلقة على كل من سأل تفريج الكربة بواسطة التوسل به ، وأن ذلك صحيح في أمر الأنبياء والصالحين . قال : وفيما رواه الطبراني : عن النبي صلى الله عليه وسلم { } [ ص: 102 ] إن النبي صلى الله عليه وسلم لو نفى عن نفسه أنه يستغاث به ونحو ذلك يشير به إلى التوحيد وإفراد الباري بالقدرة : لم يكن لنا نحن أن ننفي ذلك ونجوز أن نطلق أن النبي صلى الله عليه وسلم والصالح يستغاث به يعني في كل ما يستغاث فيه بالله تعالى ولا يحتاج أن يقول على سبيل أنه وسيلة وواسطة وأن القائل لا يستغاث به منتقصا له وأنه كافر بذلك ; لكنه يعذر إذا كان جاهلا . أن بعض الصحابة رضي الله عنهم قال : استغيثوا برسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا المنافق فقال النبي صلى الله عليه وسلم إنه لا يستغاث بي وإنما يستغاث بالله
فإذا عرف معنى الاستغاثة ثم أصر على قوله بعد ذلك ; صار كافرا . والتوسل به استغاثة به كما تقدم فهل يعرف أنه قال أحد من علماء المسلمين : إنه يجوز أن يستغاث بالنبي صلى الله عليه وسلم والصالح في كل ما يستغاث به الله تعالى ؟ وهل يجوز إطلاق ذلك ؟ كما قال القائل وهل التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم أو الصالح أو غيرهما إلى الله تعالى في كل شيء ; استغاثة بذلك المتوسل به ؟ كما نقله هذا القائل عن جميع اللغات وسواء كان التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم أو الصالح استغاثة به أو لم يكن فهل يعرف أن أحدا من العلماء قال : إنه يجوز ؟ فقد أفتى الشيخ التوسل إلى الله بكل نبي وصالح عز الدين بن عبد السلام في فتاويه المشهورة : أنه لا يجوز التوسل إلى الله تعالى إلا بالنبي صلى الله عليه وسلم إن صح الحديث فيه فهل قال أحد خلاف ما أفتى به الشيخ المذكور ؟ وبتقدير أن يكون في المسألة خلاف فمن قال : لا يتوسل بسائر الأنبياء والصالحين . كما أفتى الشيخ عز الدين ؟ هل يكفر كما كفره هذا القائل ؟ ويكون ما أفتى به الشيخ كفرا بل نفس التوسل به لو قال قائل : لا يتوسل به ; [ ص: 103 ] ولا يستغاث به ; إلا في حياته وحضوره لا في موته ومغيبه هل يكون ذلك كفرا ؟ أو يكون تنقصا ؟ ولو قال : ما لا يقدر عليه إلا الله تعالى لا يستغاث فيه إلا بالله أي : لا يطلب إلا من الله تعالى هل يكون كفرا . أو يكون حقا ؟ وإذا نفى الرسول صلى الله عليه وسلم عن نفسه أمرا من الأمور لكونه من خصائص الربوبية هل يحرم عليه أن ينفيه عنه أم يجب أم يجوز نفيه ؟ أفتونا رحمكم الله - بجواب شاف كاف موفقين مثابين - إن شاء الله تعالى .