وأكد سبحانه النهي عن
nindex.php?page=treesubj&link=18783_18789نقض العهد مهما يكن الثمن، فقال تعالى:
nindex.php?page=treesubj&link=19244_30945_33066_34136_28987nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=95ولا تشتروا بعهد الله ثمنا قليلا إنما عند الله هو خير لكم إن كنتم تعلمون .
عهد الله تعالى هو عهده سبحانه الذي أمر بالوفاء به في قوله:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=91وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم فكل عهد تعاهد المؤمن أو دولة الإيمان عليه، هو عهد الله تعالى لا يصح أن ينقض؛ لأنه يؤدي إلى الخذلان وإلى الصد عن سبيل الله سبحانه، وتشتروا هنا معناها تبيعوا؛ لأن الباء داخلة على المتروك، وقوله تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=95ثمنا قليلا قد وصف سبحانه ما يترك لأجله العهد بأنه ثمن قليل مهما يكن مقداره؛ لأن ما يضيع بسبب ترك العهد من فقد الثقة والشك في العهود والمواثيق أمر كبير لا يقدر بقدر؛ لأنه يكون الوهن والخزي والضياع، وقد ضربنا الأمثال على
[ ص: 4262 ] ذلك كثيرا، وفوق ذلك عذاب الله تعالى يوم القيامة وجزاؤه على الوفاء في الدنيا والآخرة فقال تعالى:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=95إنما عند الله هو خير لكم إن كنتم تعلمون
( ما) اسم موصول بمعنى الذي، أي أن الذي ادخره الله في الدنيا والآخرة خير لكم، ففي الدنيا تكون عزة الحق، وقوة الوفاء وهو في ذاته قوة، وخصوصا إذا كان العقد مع الضعفاء، وفي الآخرة نعيم مقيم.
وَأَكَّدَ سُبْحَانَهُ النَّهْيَ عَنْ
nindex.php?page=treesubj&link=18783_18789نَقْضِ الْعَهْدِ مَهْمَا يَكُنِ الثَّمَنُ، فَقَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=treesubj&link=19244_30945_33066_34136_28987nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=95وَلا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلا إِنَّمَا عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ .
عَهْدُ اللَّهِ تَعَالَى هُوَ عَهْدُهُ سُبْحَانَهُ الَّذِي أَمَرَ بِالْوَفَاءِ بِهِ فِي قَوْلِهِ:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=91وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ فَكُلُّ عَهْدٍ تَعَاهَدَ الْمُؤْمِنُ أَوْ دَوْلَةُ الْإِيمَانِ عَلَيْهِ، هُوَ عَهْدُ اللَّهِ تَعَالَى لَا يَصِحُّ أَنْ يُنْقَضَ؛ لِأَنَّهُ يُؤَدِّي إِلَى الْخِذْلَانِ وَإِلَى الصَّدِّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ، وَتَشْتَرُوا هُنَا مَعْنَاهَا تَبِيعُوا؛ لِأَنَّ الْبَاءَ دَاخِلَةٌ عَلَى الْمَتْرُوكِ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=95ثَمَنًا قَلِيلا قَدْ وَصَفَ سُبْحَانَهُ مَا يُتْرَكُ لِأَجْلِهِ الْعَهْدُ بِأَنَّهُ ثَمَنٌ قَلِيلٌ مَهْمَا يَكُنْ مِقْدَارُهُ؛ لِأَنَّ مَا يَضِيعُ بِسَبَبِ تَرْكِ الْعَهْدِ مِنْ فَقْدِ الثِّقَةِ وَالشَّكِّ فِي الْعُهُودِ وَالْمَوَاثِيقِ أَمْرٌ كَبِيرٌ لَا يُقَدَّرُ بِقَدْرٍ؛ لِأَنَّهُ يَكُونُ الْوَهْنُ وَالْخِزْيُ وَالضَّيَاعُ، وَقَدْ ضَرَبْنَا الْأَمْثَالَ عَلَى
[ ص: 4262 ] ذَلِكَ كَثِيرًا، وَفَوْقَ ذَلِكَ عَذَابُ اللَّهِ تَعَالَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَجَزَاؤُهُ عَلَى الْوَفَاءِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخَرَةِ فَقَالَ تَعَالَى:
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=95إِنَّمَا عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ
( مَا) اسْمٌ مَوْصُولٌ بِمَعْنَى الَّذِي، أَيْ أَنَّ الَّذِي ادَّخَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ خَيْرٌ لَكُمْ، فَفِي الدُّنْيَا تَكُونُ عِزَّةُ الْحَقِّ، وَقُوَّةُ الْوَفَاءِ وَهُوَ فِي ذَاتِهِ قُوَّةٌ، وَخُصُوصًا إِذَا كَانَ الْعَقْدُ مَعَ الضُّعَفَاءِ، وَفِي الْآخِرَةِ نَعِيمٌ مُقِيمٌ.