إذ نادى ربه نداء خفيا [ ص: 4609 ] / أي دعاه دعاء الضارع الخاضع المتوكل؛ الذي لا يرجو إلا ربه؛ وعبر بالنداء لأنه طلب منه؛ التجأ فيه إليه؛ وهو طلب لشخصه ولأسرته؛ وقد كان هذا الطلب في ذاته دعاء وعبادة ؛ كما قال (تعالى): ادعوني أستجب لكم ؛ ودعاه في خفاء؛ ولذا قال - سبحانه -: إذ نادى ربه نداء خفيا و "خفيا "؛ صفة مبالغة من "خفي "؛ أي أنه بالغ في إخفاء دعائه؛ فلا يعلمه قومه؛ ولأنه مناجاة لله؛ وضراعة إليه؛ وهو لا يلتجئ إلا إليه وحده: واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ؛ وقال (تعالى): ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين
وفي هذا إشارة إلى أن الدعاء تضرع؛ وفي الجهر به اعتداء; لأنه يكون فيه دعوة لغير الله؛ وشكوى للناس من ربه.
وموضوع النداء؛ بينه بقوله (تعالى) - عنه -: