[ ص: 430 ] شرح إعراب سورة النساء
بسم الله الرحمن الرحيم
nindex.php?page=treesubj&link=28908_18043_19860_28723_30497_31807_31808_34252_34263_34513nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=1يا أيها الناس [ 1 ]
( يا ) حرف ينادى به ، وقد يجوز أن يحذف إذا كان المنادى يعلم بالنداء ، و ( أي ) نداء مفرد و " ها " تنبيه ( الناس ) نعت لأي لا يجوز نصبه على الموضع لأن الكلام لا يتم قبله إلا على قول
nindex.php?page=showalam&ids=15141المازني ، وزعم
nindex.php?page=showalam&ids=13676الأخفش أن أيا موصولة بالنعت ، ولا تعرف الصلة إلا جملة .
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=1اتقوا ربكم أمر فلذلك حذفت منه النون
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=1الذي خلقكم في موضع نصب على النعت
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=1من نفس واحدة أنثت على اللفظ ، ويجوز في الكلام " من نفس واحد " ، وكذا
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=1وخلق منها زوجها وبث منهما المذكر والمؤنث في التثنية على لفظ واحد في العلامة ، وليس كذا الجمع لاختلافه واتفاق التثنية . ( واتقوا الله الذي تساءلون به ) هذه قراءة أهل
المدينة بإدغام التاء في السين ، وقراءة أهل
الكوفة : ( تساءلون ) بحذف التاء لاجتماع تاءين ولأن المعنى يعرف ، ومثله
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=15إذ تلقونه بألسنتكم nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=1والأرحام [ ص: 431 ] عطف أي واتقوا الأرحام أن تقطعوها . وقرأ
إبراهيم nindex.php?page=showalam&ids=16815وقتادة nindex.php?page=showalam&ids=15760وحمزة : ( والأرحام ) بالخفض ، وقد تكلم النحويون في ذلك ؛ فأما البصريون فقال رؤساؤهم : هو لحن لا تحل القراءة به . وأما الكوفيون فقالوا : هو قبيح ، ولم يزيدوا على هذا ، ولم يذكروا علة قبحه فيما علمته . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه : لم يعطف على المضمر المخفوض لأنه بمنزلة التنوين . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15141أبو عثمان المازني : المعطوف والمعطوف عليه شريكان لا يدخل في أحدهما إلا ما دخل في الآخر ، فكما لا يجوز " مررت بزيد وك " ، وكذا لا يجوز " مررت بك وزيد " ، وقد جاء في الشعر كما قال :
فاليوم قربت تهجونا وتشتمنا فاذهب فما بك والأيام من عجب
وكما قال :
وما بينها والكعب غوط نفانف
وقال بعضهم : " والأرحام " قسم ؛ وهذا خطأ من المعنى والإعراب ؛ لأن الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدل على النصب ، روى
nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة عن
عون بن أبي جحيفة ،
[ ص: 432 ] عن المنذر بن جرير ، عن أبيه قال : كنت عند النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى جاء قوم من مصر حفاة عراة ، فرأيت وجه النبي - صلى الله عليه وسلم - يتغير لما رأى في فاقتهم ، ثم صلى الظهر ، وخطب الناس ، فقال : " يا أيها الناس اتقوا ربكم والأرحام " ، ثم قال : تصدق رجل بديناره ، تصدق رجل بدرهمه ، تصدق رجل بصاع تمره " وذكر الحديث ، فمعنى هذا على النصب لأنه حضهم على صلة أرحامهم ، وأيضا فلو كان قسما كان قد حذف منه لأن المعنى : ويقولون بالأرحام ، أي : ورب الأرحام ، ولا يجوز الحذف إلا أن لا يصح الكلام إلا عليه . وأيضا فقد صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=849085 " من كان حالفا ؛ فليحلف بالله " ، فكما لا يجوز أن تحلف إلا بالله ، كذا لا يجوز أن تستحلف إلا بالله ، فهذا يرد قول من قال : المعنى أسألك بالله وبالرحم . وقد قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416أبو إسحاق : معنى " تساءلون به " تطلبون حقوقكم به ، ولا معنى للخفض على هذا . والرحم مؤنثة ، ويقال : رحم ورحم ورحم ورحم .
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=1إن الله كان عليكم رقيبا قال
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس : أي حفيظا . قال
nindex.php?page=showalam&ids=11962أبو جعفر : يقال : رقب الرجل ، وقد رقبته رقبة ورقبانا .
[ ص: 430 ] شَرْحُ إِعْرَابِ سُورَةِ النِّسَاءِ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
nindex.php?page=treesubj&link=28908_18043_19860_28723_30497_31807_31808_34252_34263_34513nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=1يَا أَيُّهَا النَّاسُ [ 1 ]
( يَا ) حَرْفٌ يُنَادَى بِهِ ، وَقَدْ يَجُوزُ أَنْ يُحْذَفَ إِذَا كَانَ الْمُنَادَى يَعْلَمُ بِالنِّدَاءِ ، وَ ( أَيٌّ ) نِدَاءٌ مُفْرَدٌ وَ " هَا " تَنْبِيهٌ ( النَّاسُ ) نَعْتٌ لِأَيٍّ لَا يَجُوزُ نَصْبُهُ عَلَى الْمَوْضِعِ لِأَنَّ الْكَلَامَ لَا يَتِمُّ قَبْلَهُ إِلَّا عَلَى قَوْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=15141الْمَازِنِيِّ ، وَزَعَمَ
nindex.php?page=showalam&ids=13676الْأَخْفَشُ أَنَّ أَيًّا مَوْصُولَةٌ بِالنَّعْتِ ، وَلَا تُعْرَفُ الصِّلَةُ إِلَّا جُمْلَةً .
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=1اتَّقُوا رَبَّكُمُ أَمْرٌ فَلِذَلِكَ حُذِفَتْ مِنْهُ النُّونُ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=1الَّذِي خَلَقَكُمْ فِي مَوْضِعِ نَصْبٍ عَلَى النَّعْتِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=1مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ أُنِّثَتْ عَلَى اللَّفْظِ ، وَيَجُوزُ فِي الْكَلَامِ " مِنْ نَفْسٍ وَاحِدٍ " ، وَكَذَا
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=1وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا الْمُذَكَّرُ وَالْمُؤَنَّثُ فِي التَّثْنِيَةِ عَلَى لَفْظٍ وَاحِدٍ فِي الْعَلَامَةِ ، وَلَيْسَ كَذَا الْجَمْعُ لِاخْتِلَافِهِ وَاتِّفَاقِ التَّثْنِيَةِ . ( وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَّاءَلُونَ بِهِ ) هَذِهِ قِرَاءَةُ أَهْلِ
الْمَدِينَةِ بِإِدْغَامِ التَّاءِ فِي السِّينِ ، وَقِرَاءَةُ أَهْلِ
الْكُوفَةِ : ( تَسَاءَلُونَ ) بِحَذْفِ التَّاءِ لِاجْتِمَاعِ تَاءَيْنِ وَلِأَنَّ الْمَعْنَى يُعْرَفُ ، وَمِثْلُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=24&ayano=15إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=1وَالأَرْحَامَ [ ص: 431 ] عَطْفٌ أَيْ وَاتَّقُوا الْأَرْحَامَ أَنْ تَقْطَعُوهَا . وَقَرَأَ
إِبْرَاهِيمُ nindex.php?page=showalam&ids=16815وَقَتَادَةُ nindex.php?page=showalam&ids=15760وَحَمْزَةُ : ( وَالْأَرْحَامِ ) بِالْخَفْضِ ، وَقَدْ تَكَلَّمَ النَّحْوِيُّونَ فِي ذَلِكَ ؛ فَأَمَّا الْبَصْرِيُّونَ فَقَالَ رُؤَسَاؤُهُمْ : هُوَ لَحْنٌ لَا تَحِلُّ الْقِرَاءَةُ بِهِ . وَأَمَّا الْكُوفِيُّونَ فَقَالُوا : هُوَ قَبِيحٌ ، وَلَمْ يَزِيدُوا عَلَى هَذَا ، وَلَمْ يَذْكُرُوا عِلَّةَ قُبْحِهِ فِيمَا عَلِمْتُهُ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ : لَمْ يُعْطَفْ عَلَى الْمُضْمَرِ الْمَخْفُوضِ لِأَنَّهُ بِمَنْزِلَةِ التَّنْوِينِ . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15141أَبُو عُثْمَانَ الْمَازِنِيُّ : الْمَعْطُوفُ وَالْمَعْطُوفُ عَلَيْهِ شَرِيكَانِ لَا يَدْخُلُ فِي أَحَدِهِمَا إِلَّا مَا دَخَلَ فِي الْآخَرِ ، فَكَمَا لَا يَجُوزُ " مَرَرْتُ بِزَيْدٍ وَكَ " ، وَكَذَا لَا يَجُوزُ " مَرَرْتُ بِكَ وَزَيْدٍ " ، وَقَدْ جَاءَ فِي الشِّعْرِ كَمَا قَالَ :
فَالْيَوْمَ قَرَّبْتَ تَهْجُونَا وَتَشْتِمُنَا فَاذْهَبْ فَمَا بِكَ وَالْأَيَّامِ مِنْ عَجَبِ
وَكَمَا قَالَ :
وَمَا بَيْنَهَا وَالْكَعْبِ غُوطٌ نَفَانِفُ
وَقَالَ بَعْضُهُمْ : " وَالْأَرْحَامِ " قَسَمٌ ؛ وَهَذَا خَطَأٌ مِنَ الْمَعْنَى وَالْإِعْرَابِ ؛ لِأَنَّ الْحَدِيثَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَدُلُّ عَلَى النَّصْبِ ، رَوَى
nindex.php?page=showalam&ids=16102شُعْبَةُ عَنْ
عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ ،
[ ص: 432 ] عَنِ الْمُنْذِرِ بْنِ جَرِيرٍ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَتَّى جَاءَ قَوْمٌ مِنْ مِصْرَ حُفَاةً عُرَاةً ، فَرَأَيْتُ وَجْهَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَتَغَيَّرُ لِمَا رَأَى فِي فَاقَتِهِمْ ، ثُمَّ صَلَّى الظُّهْرَ ، وَخَطَبَ النَّاسَ ، فَقَالَ : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَالْأَرْحَامَ " ، ثُمَّ قَالَ : تَصَدَّقَ رَجُلٌ بِدِينَارِهِ ، تَصَدَّقَ رَجُلٌ بِدِرْهَمِهِ ، تَصَدَّقَ رَجُلٌ بِصَاعِ تَمْرِهِ " وَذَكَرَ الْحَدِيثَ ، فَمَعْنَى هَذَا عَلَى النَّصْبِ لِأَنَّهُ حَضَّهُمْ عَلَى صِلَةِ أَرْحَامِهِمْ ، وَأَيْضًا فَلَوْ كَانَ قَسَمًا كَانَ قَدْ حَذَفَ مِنْهُ لِأَنَّ الْمَعْنَى : وَيَقُولُونَ بِالْأَرْحَامِ ، أَيْ : وَرَبِّ الْأَرْحَامِ ، وَلَا يَجُوزُ الْحَذْفُ إِلَّا أَنْ لَا يَصِحَّ الْكَلَامُ إِلَّا عَلَيْهِ . وَأَيْضًا فَقَدْ صَحَّ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=849085 " مَنْ كَانَ حَالِفًا ؛ فَلْيَحْلِفْ بِاللَّهِ " ، فَكَمَا لَا يَجُوزُ أَنْ تَحْلِفَ إِلَّا بِاللَّهِ ، كَذَا لَا يَجُوزُ أَنْ تَسْتَحْلِفَ إِلَّا بِاللَّهِ ، فَهَذَا يَرُدُّ قَوْلَ مَنْ قَالَ : الْمَعْنَى أَسْأَلُكُ بِاللَّهِ وَبِالرَّحِمِ . وَقَدْ قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416أَبُو إِسْحَاقَ : مَعْنَى " تَسَاءَلُونَ بِهِ " تَطْلُبُونَ حُقُوقَكُمْ بِهِ ، وَلَا مَعْنَى لِلْخَفْضِ عَلَى هَذَا . وَالرَّحِمُ مُؤَنَّثَةٌ ، وَيُقَالُ : رَحِمٌ وَرِحِمٌ وَرِحْمٌ وَرَحْمٌ .
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=1إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ : أَيْ حَفِيظًا . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=11962أَبُو جَعْفَرٍ : يُقَالُ : رَقَبَ الرَّجُلُ ، وَقَدْ رَقَبْتُهُ رِقْبَةً وَرِقْبَانًا .