ابتداء وخبر ، أي يقومون بالنفقة عليهن والذب عنهن ، يقال : قوام وقيم . بما فضل الله " ما " مصدر فلذلك لم يحتج إلى عائد ، وفضل الله - جل وعز - الرجال على النساء بجودة العقل وحسن التدبير وبما أنفقوا من أموالهم في المهور حتى صرن لهم أزواجا وصارت نفقتهن عليهم فالصالحات قانتات ابتداء وخبر ، قال : وفي حرف الفراء : ( فالصالحات قوانت حوافظ ) . قال عبد الله : وهذا جمع مكسر مخصوص به المؤنث . أبو جعفر بما حفظ الله وفي قراءة : ( بما حفظ الله ) بالنصب . وقد ذكرناه ، ولكنا نشرحه بعناية الشرح ههنا . الرفع أبين أي حافظات لمغيب أزواجهن بحفظ الله - جل وعز - وتسديده . وقيل : بما حفظهن الله في مهورهن وعشرتهن . وقيل : بما استحفظهن الله إياه من أداء الأمانات إلى أزواجهن . والنصب بمعنى : بالشيء الذي حفظ الله أي بالدين أو العقل الذي حفظ أمر الله . وقيل : بحفظ الله أي بخوف مثل ما حفظت الله - جل وعز - . وقيل : التقدير : بما حفظن الله ثم وحد الفعل كما قال : أبي جعفر
فإن الحوادث أودى بها
[ ص: 453 ] واللاتي تخافون نشوزهن في موضع رفع بالابتداء ، وتقديره على قول : وفيما فرض عليكم . وعند غيره التقدير : أن الخبر ( فعظوهن ) ، وقيل : " اللاتي " في موضع نصب على قراءة من قرأ : " والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما " ، فقول سيبويه أبي عبيدة : " تخافون " بمعنى توقنون وتعلمون ؛ مردود غير معروف في اللغة ، وتخافون على بابه ؛ أي تخافون أن يكون منهن هذا لما تقدم . والفراء فعظوهن واهجروهن في المضاجع فيه ثلاثة أقوال ، فمنها : أن يهجرها في المضجع أي وقت النوم . وقيل : المعنى : وبينوا عليهن بكلام غليظ وتوبيخ شديد ، من قولهم : أهجر إذا أفحش ؛ لأن أبا زيد حكى : هجر وأهجر ، وقال صاحب هذا القول : النشوز التنحية عن المضجع ، فكيف يهجرها فيما تنحت عنه ؟ والقول الثالث : إن حفص بن غياث روى عن الحسن بن عبيد ، عن أبي الضحى ، عن في قول الله - جل وعز - : ابن عباس فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن قال : هذا كله في أمر المضجع ، فإن رجعت إلى المضجع لم يضربها . قال : وهذا أحسن ما قيل في الآية ، أي اضربوهن من أجل المضاجع ، كما تقول : هجرت فلانا في الكذب . أبو جعفر