ربة محراب إذا جئتها ... لم ألقها أو أرتقي سلما
ومنه قوله - عز وجل -: وهل أتاك نبأ الخصم إذ تسوروا المحراب ؛ ونصب " كلما " ؛ بقوله: " وجد " ؛ أي: يجد عندها الرزق في كل وقت يدخل عليها المحراب؛ فيكون " ما " ؛ مع " دخل " ؛ بمنزلة الدخول؛ أي: كل وقت دخول.
وقوله - عز وجل - قال يا مريم أنى لك هذا ؛ أي: من أين لك هذا؟ قالت هو من عند الله ؛ [ ص: 404 ] وإنما سأل زكريا عن الرزق؛ لأنه خاف أن يأتيها من غير جهته؛ فتبين عنده أنه من عند الله؛ وذلك من آيات مريم؛ قال الله - تبارك وتعالى -: وجعلناها وابنها آية للعالمين ؛ فمن آياتها أنها أول امرأة قبلت في نذر في المتعبد؛ ومنها أن الله أنشأ فيها عيسى - عليه السلام - من كلمة ألقاها إليها؛ ومنها أن الله - عز وجل - غذاها برزق من عنده لم يجره على يد عبد من عبيده؛ وقد قيل في التفسير: إنها لم تلقم ثديا قط؛ ومعنى إن الله يرزق من يشاء بغير حساب ؛ أي: بغير تقتير؛ و " حساب " ؛ إن شئت فتحت الألف؛ وألزمتها جهة الفتح؛ وإن شئت أملتها إلى الكسر؛ لانكسار الحاء؛ وذلك كثير في لغة العرب.