والخلف في التنزيل في أحياهم ثمت أحياكم وفي محياهم
ثم به في فصلت أحياها ...............................
أما "أحياهم" ففي "البقرة": فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم .
وأما "أحياكم" ففيها: وكنتم أمواتا فأحياكم .
وأما "محياهم" ففي "الشريعة": سواء محياهم ومماتهم .
وأما "أحياها" ففي "المائدة" فهو: إن الذي أحياها لمحيي الموتى .
واحترز بقيد السورة عن الواقع في غيرها وهو في "المائدة": ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا .
فإن ألفه ثابتة باتفاق، والعمل عندنا على إثبات الألف في الألفاظ [ ص: 208 ] الأربعة، وهي من الأصل المجمع على حذف يائه كراهة اجتماع ياءين، والباء في قوله: "به" بمعنى "في" والضمير يعود على التنزيل، وقوله: "أحياها" بدل من فصلت، وبه حال من: "أحياها" وسبك البيت والشطر بعده: والخلف واقع في: "أحياهم" ثم في: "أحياكم"، وفي "محياهم" حال كونه في "التنزيل"، وفي "فصلت" في: "أحياها" حال كونه في "التنزيل" أيضا.
........... والحذف دون الياء في عقباها
ولفظ سيماهم إليه تال في البكر والرحمن والقتال
ثم اجتباه وهما حرفان في نون مع طه كذا أوصاني
أما "عقباها" ففي "والشمس": ولا يخاف عقباها ، ويمكن أن يكون سبب حذف الياء من كراهة اجتماع صورتين متماثلتين وهما: الباء، والياء; لأنها قبل النقط متماثلان.
وأما "سيماهم" في السور الثلاث، فالذي في "البقرة": تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافا .
- والذي في "الرحمن": يعرف المجرمون بسيماهم .
- والذي في "القتال": فلعرفتهم بسيماهم .
وألف "عقبى" وسيمى للتأنيث، واحترز بقيد السور الثلاث عن الواقع في غيرها وهو ثلاثة؛ منها اثنان في الأعراف: يعرفون كلا بسيماهم ، و: ونادى أصحاب الأعراف رجالا يعرفونهم بسيماهم . وهما داخلان في عموم قوله: "وما به شبه كاليتامى"، فيرسمان بالياء، وواحد في الفتح تقدم في الأحرف السبعة المرسومة بالألف.
وأما "اجتباه" في السورتين فالذي في "ن": فاجتباه ربه فجعله من الصالحين ، والذي في "طه": ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى ، واحترز بقيد السورتين عن الواقع في غيرهما، وهو في "النحل" وسيأتي قريبا.
وأما "أوصاني" ففي "مريم": وأوصاني بالصلاة والزكاة .
قال : وأحسب أنهم كتبوا: "اجتباه"، و: "أوصاني" بغير ياء لئلا يجتمع ثلاث صور، وهي: "التاء والياء والباء" في: "اجتباه"، والنون والياءان في "أوصاني"; لأن المصحف كتب من غير شكل ولا نقط. اهـ. والعمل عندنا على ما لأبي داود [ ص: 209 ] من حذف الألف دون رسم الياء في الألفاظ الأربعة المذكورة في النظم. أبو داود
"تنبيه":
سكت الناظم عن "رءياي" الأول في يوسف، و: "رءياي" الثاني فيها مع أن نص على حذف ألفهما الموجودة في اللفظ بين الياءين وبه جرى عملنا، والضمير في قول الناظم: "إليه" يعود على لفظ: "عقباها"، ومعنى قوله: "تال"، تابع في الحكم للفظ "عقباها"، وفي كلامه حال محذوفة يدل عليها قوله قبل: "والخلف في "التنزيل" وقوله بعد: "وذكر التنزيل"، أيضا وتقدير تلك الحال والحذف دون الياء في "عقباها" وكذا وكذا في التنزيل وبدون تقديرها يوهم كلام الناظم أن الحذف في الألفاظ الأربعة مطلق مع أنه مقيد أبا داود . بأبي داود