ما يعتمد عليه في معرفة سبب النزول
والعلماء يعتمدون في معرفة سبب النزول على صحة الرواية عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أو عن الصحابة ، فإن إخبار الصحابي عن مثل هذا إذا كان صريحا لا يكون بالرأي ، بل يكون له حكم المرفوع ، قال : " لا يحل القول في أسباب نزول الكتاب إلا بالرواية والسماع ممن شاهدوا التنزيل ، ووقفوا على الأسباب ، وبحثوا عن علمها وجدوا في الطلب " وهذا هو نهج علماء السلف ، فقد كانوا يتورعون عن أن يقولوا شيئا في ذلك دون تثبت ، قال " الواحدي “ : سألت " محمد بن سيرين عبيدة “ عن آية من القرآن فقال : اتق الله وقل سدادا ، ذهب الذين يعلمون فيما أنزل الله من القرآن ، وهو يعني الصحابة ، وإذا كان هذا هو قول " " من أعلام علماء التابعين تحريا للرواية ، ودقة في النقل ، فإنه يدل على وجوب الوقوف عند أسباب النزول الصحيحة ، ولذا فإن المعتمد من ذلك فيما روي من أقوال الصحابة ما كانت صيغته جارية مجرى المسند ، بحيث تكون هذه الصيغة جازمة بأنها سبب النزول . ابن سيرين
وذهب " السيوطي " إلى أن قول التابعي إذا كان صريحا في سبب النزول فإنه يقبل ، ويكون مرسلا ، إذا صح المسند إليه وكان من أئمة التفسير الذين أخذوا عن الصحابة كمجاهد وعكرمة ، واعتضد بمرسل آخر . وسعيد بن جبير
[ ص: 73 ] وقد أخذ " " على علماء عصره تساهلهم في رواية سبب النزول ، ورماهم بالإفك والكذب ، وحذرهم من الوعيد الشديد ، حيث يقول : " أما اليوم فكل أحد يخترع شيئا ، ويختلق إفكا وكذبا ، ملقيا زمامه إلى الجهالة ، غير مفكر في الوعيد للجاهل بسبب الآية " . الواحدي
"