16083 7087 - (16518) - (4\48 - 49) عن حدثنا عكرمة ، قال : حدثني أبي ، قال : " إياس ، الحديبية ونحن أربع عشرة مائة وعليها خمسون شاة لا ترويها ، فقعد رسول الله صلى الله عليه وسلم على جبالها ، فإما قال : ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا بالبيعة في أصل الشجرة ، فبايعه أول الناس ، وبايع وبايع ، حتى إذا كان في وسط من الناس قال : " يا دعا وإما بسق فجاشت فسقينا واستقينا " سلمة ، بايعني " ، قلت : قد بايعتك في أول الناس يا رسول الله ، قال : " وأيضا فبايع " ، ورآني أعزلا فأعطاني حجفة أو درقة ، ثم بايع وبايع ، حتى إذا كان في آخر الناس قال : " ألا تبايعني؟ " ، قال : قلت : يا رسول الله ، بايعت أول الناس وأوسطهم وآخرهم ، قال : " وأيضا فبايع " ، فبايعته ، ثم قال : " أين درقتك أو حجفتك التي أعطيتك؟ " ، قال : قلت : يا رسول الله ، لقيني عمي عامر أعزلا فأعطيته إياها ، قال : فقال : " إنك كالذي قال : اللهم أبغني حبيبا هو أحب إلي من [ ص: 385 ] نفسي " ، وضحك ، ثم إن المشركين راسلونا الصلح ، حتى مشى بعضنا إلى بعض ، قال : وكنت تبيعا أحس فرسه وأسقيه ، وآكل من طعامه ، وتركت أهلي ومالي مهاجرا إلى الله ورسوله ، فلما اصطلحنا نحن وأهل لطلحة بن عبيد الله مكة واختلط بعضنا ببعض ، أتيت الشجرة فكسحت شوكها ، واضطجعت في ظلها ، فأتاني أربعة من أهل مكة فجعلوا وهم مشركون يقعون في رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فتحولت عنهم إلى شجرة أخرى وعلقوا سلاحهم واضطجعوا ، فبينما هم كذلك إذ نادى مناد من أسفل الوادي : يا آل المهاجرين قتل ابن زنيم ، فاخترطت سيفي فشددت على الأربعة ، فأخذت سلاحهم فجعلته ضغثا ثم قلت : والذي أكرم محمدا لا يرفع رجل منكم رأسه إلا ضربت الذي ـ يعني فيه عيناه ـ فجئت أسوقهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وجاء عمي عامر بابن مكرز يقود به فرسه يقود سبعين ، حتى وقفناهم ، فنظر إليهم فقال : " دعوهم ، يكون لهم بدو الفجور " ، وعفا عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنزلت : وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم [ الفتح : 24] ، ثم رجعنا إلى المدينة فنزلنا منزلا يقال له : لحي جمل ، فاستغفر رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن رقي الجبل في تلك الليلة ، كأنه طليعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، فرقيت تلك الليلة مرتين أو ثلاثة ، ثم قدمنا المدينة وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بظهره مع غلامه رباح وأنا معه ، وخرجت بفرس أنديه على ظهره ، فلما أصبحنا إذا طلحة عبد الرحمن بن عيينة الفزاري قد أغار على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم فانتسفه أجمع وقتل راعيه . قدمنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم