17378 7715 - (17833) - (4\207 - 208) عن مالك بن صعصعة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: البيت بين النائم واليقظان، إذ أقبل أحد الثلاثة بين الرجلين، فأتيت بطست من ذهب ملآن حكمة، وإيمانا، فشق من النحر إلى مراق البطن، فغسل القلب بماء بينا أنا عند زمزم، ثم ملئ حكمة وإيمانا، ثم أتيت بدابة دون البغل، وفوق الحمار، ثم انطلقت مع جبريل، فأتينا السماء الدنيا، قيل: من هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قيل: محمد.
قيل: وقد أرسل إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحبا به، ونعم المجيء جاء، فأتيت على آدم، فسلمت عليه، فقال: مرحبا بك من ابن ونبي.
ثم أتينا السماء الثانية قيل: من هذا؟ قيل: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال: محمد فمثل ذلك، فأتيت على يحيى، وعيسى،، فسلمت عليهما فقالا: مرحبا بك من أخ ونبي. [ ص: 376 ]
ثم أتينا السماء الثالثة، فمثل ذلك، فأتيت على يوسف فسلمت عليه، فقال: مرحبا بك من أخ ونبي.
ثم أتينا السماء الرابعة، فمثل ذلك، فأتيت على إدريس، فسلمت عليه، فقال: مرحبا بك من أخ ونبي.
ثم أتينا السماء الخامسة، فمثل ذلك، فأتيت على هارون فسلمت عليه، فقال: مرحبا بك من أخ ونبي.
ثم أتينا السماء السادسة، فمثل ذلك، ثم أتيت على موسى فسلمت عليه، فقال: مرحبا بك من أخ ونبي، فلما جاوزته بكى، قيل: ما أبكاك؟ قال: يا رب هذا الغلام الذي بعثته بعدي يدخل من أمته الجنة أكثر وأفضل مما يدخل من أمتي.
ثم أتينا السماء السابعة، فمثل ذلك فأتيت على إبراهيم فسلمت عليه، فقال: مرحبا بك من ابن ونبي، قال: ثم رفع لي البيت المعمور، فسألت جبريل، فقال هذا البيت المعمور يصلي فيه كل يوم سبعون ألف ملك، إذا خرجوا منه لم يعودوا فيه آخر ما عليهم.
قال: ثم رفعت لي سدرة المنتهى، فإذا نبقها مثل قلال هجر، وإذا ورقها مثل آذان الفيلة، وإذا في أصلها أربعة أنهار: نهران باطنان، ونهران ظاهران، فسألت جبريل فقال: أما الباطنان ففي الجنة، وأما الظاهران فالفرات، والنيل .
قال: ثم فرضت علي خمسون صلاة، فأتيت على موسى، فقال: ما صنعت؟ قلت: فرضت علي خمسون صلاة.
فقال: إني أعلم بالناس منك، إني عالجت بني إسرائيل، أشد المعالجة، وإن أمتك لن يطيقوا ذلك، فارجع إلى ربك فاسأله أن يخفف عنك، قال: فرجعت إلى ربي فسألته أن يخفف عني، فجعلها أربعين، ثم رجعت إلى موسى فأتيت عليه، فقال: ما صنعت؟ قلت: جعلها أربعين، فقال لي: مثل مقالته الأولى فرجعت إلى ربي، فجعلها ثلاثين، فأتيت موسى فأخبرته، [ ص: 377 ] فقال لي: مثل مقالته الأولى، فرجعت إلى ربي فجعلها عشرين، ثم عشرة، ثم خمسة، فأتيت على موسى، فأخبرته، فقال لي: مثل مقالته الأولى، فقلت: إني أستحيي من ربي من كم أرجع إليه، فنودي: أن قد أمضيت فريضتي، وخففت عن عبادي، وأجزي بالحسنة عشر أمثالها " . "