[ ص: 64 ] ذكر البيان بأن المصطفى صلى الله عليه وسلم أكل مما حمله أهل ذلك الجيش من العنبر الذي قذفه البحر لهم
5260 - أخبرنا قال : حدثنا أبو خليفة قال : حدثنا أبو الوليد الطيالسي قال : حدثنا أبو خيثمة زهير بن معاوية عن أبو الزبير قال : جابر يتلقى عيرا أبا عبيدة بن الجراح لقريش ، وزودنا جراب تمر لم يجد لنا غيره ، فكان يطعمنا تمرة تمرة ، قلت : فكيف كنتم تصنعون بها ؟ قال : نمصها كما يمص الصبي ، ثم نشرب عليها من الماء ، فيكفينا يومنا إلى الليل قال : وكنا نضرب بعصينا الخبط ثم نبله بالماء فنأكله قال : فانطلقنا ، فرفع لنا على ساحل البحر كهيئة الكثيب الضخم ، فأتيناه فإذا هو دابة تدعى العنبر ، فقال : أبو عبيدة : ميتة ، ثم [ ص: 65 ] قال : لا ، نحن رسل رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي سبيل الله ، وقد اضطررتم فكلوا ، قال : فأقمنا عليه شهرا ، ونحن ثلاثمائة حتى سمنا ، ولقد رأيتنا نغترف من وقب عينيه بالقلال ، ونقطع منه الفدر كالثور أو كقدر الثور ، ولقد أخذ منا أبو عبيدة ثلاثة عشر رجلا ، فأقعدهم في وقب عينه ، وأخذ ضلعا من أضلاعه فأقامها ، ثم أرحل أعظم بعير منا فمر تحتها ، قال : وتزودنا من لحمه وشائق ، فلما قدمنا أبو عبيدة المدينة ، أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فذكرنا ذلك له ، فقال : هو رزق أخرجه الله لكم ، فهل من لحمه معكم شيء تطعمونا ؟ فأرسلنا إليه منه فأكله بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر علينا .