قوله: وما لنا لا نؤمن بالله : موضع (لا نؤمن) نصب على الحال.
[ ص: 513 ] عقدتم الأيمان : التشديد دال على التكثير، والتخفيف ينوب عنه و (عاقدتم); بألف يجوز أن يكون مثل: (عقدتم); كقولهم: (عافاه الله)، ويجوز أن يقتضي فاعلين، فيكون المعنى: بما عاقدتم عليه الأيمان; لأن (عاقد) قريب من معنى (عاهد)، و (عاهد): يتعدى إلى مفعولين، الثاني منهما بحرف جر، ثم اتسع فيه، فحذف حرف الجر، فصار: عاقدتموه، ثم حذفت الهاء.
والضمير في قوله: (فكفارته) يعود على [(عقدتم الأيمان) ولا يعود على] (اللغو)، لأنه لا كفارة فيه.
وقيل: هو على حذف المضاف، والتقدير: فكفارة إثم حلفكم; أي: الذي يغطي إثمه.
إطعام عشرة مساكين : (إطعام): خبر عن (كفارته)، وهو مضاف إلى (عشرة)، ولو قرئ: (إطعام); بالتنوين ونصب (عشرة) وبنصب، (مساكين) على البدل; لجاز.
[ ص: 514 ] ومن قرأ: (أهاليكم); فكأن الواحد (أهلاة)، وحكي: (أهل)، و (أهلة)، قال الشاعر: [من الطويل]
وأهلة ود قد تبريت ودهم .....................
فيكون (أهال) كـ (ليال)، الذي هو كأنه جمع (ليلاة)، كما قال: [من الرجز]
في كل يوم ما وكل ليلاة
وضم الكاف من ( كسوتهم): لغة، ومن قرأ: (كإسوتهم); فهو من الإسوة، والمعنى: أو كما يكفي مثلهم، فهو على حذف المضاف، أو ككفاية إسوتهم، ويجوز أن تجعل الإسوة هي الكفاية; فلا يحتاج إلى تقدير حذف.
ليبلونكم الله بشيء من الصيد : يجوز أن تكون (من) لبيان الجنس، ويجوز [ ص: 515 ] أن تكون للتبعيض; لأن الصيد إنما حرم في حال الإحرام.
فجزاء مثل ما قتل من النعم : (فجزاء): مرفوع بالابتداء، والخبر مضمر، التقدير: فعليه جزاء مماثل واجب من النعم، ولا يتعلق قوله: (من النعم) بالمصدر; لأنه قد وصف; فلا يفرق بين المصدر وما عمل فيه بالصفة، ومن أضاف; فالمعنى: فعليه جزاء ما قتل; فهو كقولك: (أنا أكرم مثلك); أي: أنا أكرمك، وقوله: (من النعم) - على قراءة الإضافة - يجوز أن يكون صفة لـ(جزاء)، كما كان في القراءة المتقدمة، ويجوز أن يتعلق بالمصدر الذي هو (جزاء); لأنه لم يوصف كما وصف في قراءة من نون.
ومن نون (جزاء)، ونصب (مثل); فـ (مثل) منصوب بنفس (جزاء)، والمعنى: فعليه أن يجزي مثل ما قتل; فـ (مثل) في صلة (الجزاء)، و (الجزاء): مرفوع بالابتداء، والخبر محذوف; أي: فعليه جزاء مثل ما قتل; فلما نون المصدر أعمله.
[ ص: 516 ] هديا بالغ الكعبة : (هديا): منصوب على الحال من الهاء في (به)، وحذف التنوين من (بالغ) استخفافا.
والقول في: (كفارة طعام مساكين ) حسب ما تقدم في (فدية طعام مساكين ) في (البقرة) [184].
متاعا لكم : مصدر مؤكد، لما قال: (أحل لكم); دل على (متعكم).
ما دمتم حرما : من قرأ: (حرما); فالمعنى: أنهم في امتناعهم مما يمتنع منه المحرم، وامتناع ذلك منهم; كالحرم; فهو راجع إلى معنى (حرم) الذي هو جمع (حرام).
ومن قرأ: (قيما للناس)، فهو مصدر أعل، كما أعل فعله، وكان يجب أن تصح الواو فيه، كما صحت في (الحول) و (العوض).
و (قياما): مصدر (قام)، مثل: (الصيام)، والمعنى: قياما لمعايشهم.
ومعنى قراءة من قرأ: (قيما للناس) أي: مصلحا لهم.