الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                                      التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

                                                                                                                                                                                                                                      المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      الإعراب:

                                                                                                                                                                                                                                      قوله: وما لنا لا نؤمن بالله : موضع (لا نؤمن) نصب على الحال.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 513 ] عقدتم الأيمان : التشديد دال على التكثير، والتخفيف ينوب عنه و (عاقدتم); بألف يجوز أن يكون مثل: (عقدتم); كقولهم: (عافاه الله)، ويجوز أن يقتضي فاعلين، فيكون المعنى: بما عاقدتم عليه الأيمان; لأن (عاقد) قريب من معنى (عاهد)، و (عاهد): يتعدى إلى مفعولين، الثاني منهما بحرف جر، ثم اتسع فيه، فحذف حرف الجر، فصار: عاقدتموه، ثم حذفت الهاء.

                                                                                                                                                                                                                                      والضمير في قوله: (فكفارته) يعود على [(عقدتم الأيمان) ولا يعود على] (اللغو)، لأنه لا كفارة فيه.

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل: هو على حذف المضاف، والتقدير: فكفارة إثم حلفكم; أي: الذي يغطي إثمه.

                                                                                                                                                                                                                                      إطعام عشرة مساكين : (إطعام): خبر عن (كفارته)، وهو مضاف إلى (عشرة)، ولو قرئ: (إطعام); بالتنوين ونصب (عشرة) وبنصب، (مساكين) على البدل; لجاز.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 514 ] ومن قرأ: (أهاليكم); فكأن الواحد (أهلاة)، وحكي: (أهل)، و (أهلة)، قال الشاعر: [من الطويل]


                                                                                                                                                                                                                                      وأهلة ود قد تبريت ودهم .....................



                                                                                                                                                                                                                                      فيكون (أهال) كـ (ليال)، الذي هو كأنه جمع (ليلاة)، كما قال: [من الرجز]


                                                                                                                                                                                                                                      في كل يوم ما وكل ليلاة



                                                                                                                                                                                                                                      وضم الكاف من ( كسوتهم): لغة، ومن قرأ: (كإسوتهم); فهو من الإسوة، والمعنى: أو كما يكفي مثلهم، فهو على حذف المضاف، أو ككفاية إسوتهم، ويجوز أن تجعل الإسوة هي الكفاية; فلا يحتاج إلى تقدير حذف.

                                                                                                                                                                                                                                      ليبلونكم الله بشيء من الصيد : يجوز أن تكون (من) لبيان الجنس، ويجوز [ ص: 515 ] أن تكون للتبعيض; لأن الصيد إنما حرم في حال الإحرام.

                                                                                                                                                                                                                                      فجزاء مثل ما قتل من النعم : (فجزاء): مرفوع بالابتداء، والخبر مضمر، التقدير: فعليه جزاء مماثل واجب من النعم، ولا يتعلق قوله: (من النعم) بالمصدر; لأنه قد وصف; فلا يفرق بين المصدر وما عمل فيه بالصفة، ومن أضاف; فالمعنى: فعليه جزاء ما قتل; فهو كقولك: (أنا أكرم مثلك); أي: أنا أكرمك، وقوله: (من النعم) - على قراءة الإضافة - يجوز أن يكون صفة لـ(جزاء)، كما كان في القراءة المتقدمة، ويجوز أن يتعلق بالمصدر الذي هو (جزاء); لأنه لم يوصف كما وصف في قراءة من نون.

                                                                                                                                                                                                                                      ومن نون (جزاء)، ونصب (مثل); فـ (مثل) منصوب بنفس (جزاء)، والمعنى: فعليه أن يجزي مثل ما قتل; فـ (مثل) في صلة (الجزاء)، و (الجزاء): مرفوع بالابتداء، والخبر محذوف; أي: فعليه جزاء مثل ما قتل; فلما نون المصدر أعمله.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 516 ] هديا بالغ الكعبة : (هديا): منصوب على الحال من الهاء في (به)، وحذف التنوين من (بالغ) استخفافا.

                                                                                                                                                                                                                                      والقول في: (كفارة طعام مساكين ) حسب ما تقدم في (فدية طعام مساكين ) في (البقرة) [184].

                                                                                                                                                                                                                                      متاعا لكم : مصدر مؤكد، لما قال: (أحل لكم); دل على (متعكم).

                                                                                                                                                                                                                                      ما دمتم حرما : من قرأ: (حرما); فالمعنى: أنهم في امتناعهم مما يمتنع منه المحرم، وامتناع ذلك منهم; كالحرم; فهو راجع إلى معنى (حرم) الذي هو جمع (حرام).

                                                                                                                                                                                                                                      ومن قرأ: (قيما للناس)، فهو مصدر أعل، كما أعل فعله، وكان يجب أن تصح الواو فيه، كما صحت في (الحول) و (العوض).

                                                                                                                                                                                                                                      و (قياما): مصدر (قام)، مثل: (الصيام)، والمعنى: قياما لمعايشهم.

                                                                                                                                                                                                                                      ومعنى قراءة من قرأ: (قيما للناس) أي: مصلحا لهم.



                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية