وقوله: ولقد آتينا موسى تسع آيات بينات : روي: أن يهوديا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الآيات التسع; فقال: "لا تشركوا بالله شيئا، ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تأكلوا الربا، ولا تمشوا ببريء إلى السلطان ليبتليه، ولا تسحروا، ولا تفروا من الزحف، وعليكم خاصة اليهود: ألا تعدوا في السبت"، فقبل اليهودي ومن كان معه من اليهود يده، وقالوا: نشهد أنك رسول الله حقا، قال: "فما يمنعكم أن تتبعوني؟"، فقالوا: نخشى أن تقتلنا اليهود.
ابن عباس، الآيات التسع: العصا، واليد، واللسان، والبحر، والطوفان، والجراد، والقمل، والضفادع، والدم. والضحاك:
الحسن، الخمس المذكورة في (الأعراف) [يعنيان: {الطوفان} [ ص: 143 ] وما عطف عليه] واليد، والعصا، والسنين، والنقص من الثمرات، وروي نحوه عن والشعبي: إلا أنه يجعل السنين والنقص من الثمرات [واحدة، وجعل التاسعة: تلقف العصا ما يأفكون، وعن الحسن، كذلك، إلا أنه جعل مكان السنين والنقص من الثمرات]: البحر، والجبل. مالك بن أنس
هي الخمس التي في (الأعراف) ، والبحر، والعصا، والحجر، والطمس على أموالهم. محمد بن كعب:
وقوله تعالى: فقال له فرعون إني لأظنك يا موسى مسحورا : قيل: المعنى: قد سحرت.
وقيل: معناه: ساحرا; فهو (مفعول) بمعنى: (فاعل) ; كقولهم: (مشؤوم) بمعنى: (شائم) ، و (ميمون) بمعنى: (يامن). وقيل: معناه: ذو سحر.
وقوله: لقد علمت ما أنـزل هؤلاء إلا رب السماوات والأرض بصائر أي: قال موسى لفرعون: إنك قد علمت ذلك، وجحدته، ومن قرأ: {علمت} ; فهو على إخبار موسى بذلك عن نفسه.
[ ص: 144 ] ومعنى قوله: {مثبورا} في قول ملعونا. ابن عباس:
الحسن، ومجاهد، مهلكا. وقتادة:
وقيل: ممنوعا من الخير، حكى أهل اللغة: (ما ثبرك عن كذا؟) ; أي: ما منعك منه؟
{مثبورا} : مسحورا، رد عليه مثل ما قال له باختلاف اللفظ. الضحاك:
{مثبورا} : مخبولا لا عقل لك. ابن زيد:
فأراد أن يستفزهم من الأرض أي: يزيلهم من مضر بقتلهم، أو بإخراجهم.
وقلنا من بعده أي: من بعد إغراقه.
اسكنوا الأرض أي: أرض الشام.
وقوله: جئنا بكم لفيفا أي: مختلطين، من قولهم: (لففت الشيء) ; إذا خلطته، جميعا، ابن عباس: (اللفيف) جمع لا واحد له. الأصمعي:
وقوله تعالى: وبالحق أنـزلناه وبالحق نـزل يعني: القرآن، ووجه التكرير في قوله: وبالحق نـزل : يجوز أن يكون معنى الأول: أوحينا إليك إنزاله بالحق، ومعنى الثاني: ونزل وفيه الحق; كقولك: (خرج بثيابه) ; أي: وعليه ثيابه.
[ ص: 145 ] [الموفق -مد بحياته الله-]: ويجوز أن يكون المعنى: وبالحق قدرنا أن ينزل، وكذلك نزل.