الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                                      التحصيل لفوائد كتاب التفصيل الجامع لعلوم التنزيل

                                                                                                                                                                                                                                      المهدوي - أبو العباس أحمد بن عمار المهدوي

                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: ليس عليكم ولا عليهم جناح بعدهن أي: ليس عليكم ولا عليهم جناح في ترك الاستئذان بعد هذه الأوقات; يعني: {من قبل صلاة الفجر}; وهو وقت خروج الناس من فرشهم، للبس ثيابهم، وحين وضعهم ثيابهم من الظهيرة; للقائلة، ومن بعد صلاة العشاء ; يعني: العشاء الآخرة، وهو وقت التجرد للنوم.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: ثلاث عورات لكم أي: أوقات الاستئذان ثلاث عورات لكم ومن نصب; فالمعنى: يستأذنون في ثلاث عورات لكم.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: طوافون عليكم بعضكم على بعض أي: يطوفون عليكم، وتطوفون عليهم.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: وإذا بلغ الأطفال منكم الحلم فليستأذنوا كما استأذن الذين من قبلهم : قال الزهري: يستأذن الرجل على أمه; وفي ذلك نزلت الآية، وروي نحوه عن عمر بن الخطاب، وابن عباس، وغيرهما.

                                                                                                                                                                                                                                      قال كثير من العلماء: وذلك واجب في البنت، والأخت، وذوات المحارم، ليس لبالغ أن يدخل على امرأة من ذوات محارمه حتى يستأذن.

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 562 ] وقوله: كما استأذن الذين من قبلهم يعني: الرجال البالغين من أقربائهم.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحا فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة : {القواعد} : العجز اللواتي قعدن عن التصرف، في قول أكثر العلماء.

                                                                                                                                                                                                                                      قال ربيعة: هي التي إذا رأيتها تستقذرها.

                                                                                                                                                                                                                                      وقال أبو عبيدة: اللاتي قعدن عن الولد، وليس ذلك بمستقيم; لأن المرأة تقعد عن الولد وفيها مستمتع.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: فليس عليهن جناح : قال ابن مسعود، يعني: الرداء، وهو معنى قول ابن عباس.

                                                                                                                                                                                                                                      قال بعض العلماء: إنما ذلك في منزلها الذي يراها فيه ذوو محارمها، ولبس الجلباب خير لها، كما قال: وأن يستعففن خير لهن .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية