يقويه ما قدمناه من خبر عمر رضي الله عنه [ ص: 356 ] ويجوز أن يكون معطوفا على من قرأ: {واتخذوا} ؛ فعلى الأمر، اذكروا نعمتي [البقرة: 123]، كأنه قال ذلك لليهود.
وقيل: هو من الكلمات التي ابتلي بها إبراهيم، فكأنه قال: (إني جاعلك للناس إماما) وقال: (واتخذوا).
أو على معنى: وإذ جعلنا البيت ؛ لأن معناه: (اذكروا إذ جعلنا البيت)، أو على معنى: (جعلنا البيت مثابة) ؛ لأن معناه: (ثوبوا).
ومن فتح الخاء؛ فعلى الخبر، وهو معطوف على: (وإذ جعلنا البيت).
و (إبراهيم) و (أبراهام): لغتان.
قال ومن كفر} : يجوز أن يكون موضع (من) رفعا بالابتداء، وهي شرط، وخبر الابتداء: (فأمتعه)، وهو الجواب، أو يكون نصبا بإضمار فعل بعدها، وهي للشرط أيضا، أو على المعنى: (وارزق من كفر)، فلا تكون للشرط.
[ ص: 357 ] ومن قرأ: (فأمتعه ثم أضطره) ؛ فعلى الدعاء، والضمير في: (قال) لإبراهيم، وأعيد (قال) ؛ لطول الكلام، أو لخروجه من الدعاء لقوم إلى الدعاء على آخرين، والفاعل في (قال) على قراءة الجماعة: اسم الله عز وجل.
وفتح (الراء) على قراءة الأمر؛ لالتقاء الساكنين، ويجوز كسرها، ولم نروه.
ربنا واجعلنا مسلمين لك : التثنية على أن المراد: إبراهيم وإسماعيل، والجمع على أن الدعاء لهما ولغيرهما من أهلهما.
إلا من سفه نفسه : قد تقدم القول فيه، وفي: وإنه في الآخرة لمن الصالحين .
وفي (وصى) معنى التكثير. (وأوصى بها إبراهيم بنيه): (وصى) و (أوصى) بمعنى،
(ويعقوب) من رفع؛ فعلى العطف على (إبراهيم)، أو الاستئناف؛ أي: أوصى يعقوب أن يا بني.
ومن نصب؛ فوجهه: أن الوصية كانت من إبراهيم لبنيه لصلبه، ولابن ابنه يعقوب، فهو معطوف على بنيه.
[ ص: 358 ] قالوا نعبد إلهك وإله آبائك : الجمع ظاهر، ومن قرأ: (إله أبيك) احتمل أن يكون جمع سلامة، كما قال: (من المتقارب)
فلما تبين أصواتنا بكين وفديننا بالأبينا
ويحتمل أن يكون واحدا، و (إبراهيم): بدل منه، وإسماعيل وإسحاق عطف عليه، ويجوز أن يكون (إبراهيم) على هذه القراءة منصوبا بإضمار (أعني)، وعطف عليه ما بعده.إلها واحدا : حال من (إلهك)، أو بدل منه، والفائدة فيه: ذكر التوحيد.
قل بل ملة إبراهيم حنيفا [من رفع؛ فعلى إضمار مبتدأ، التقدير: (ملتنا ملة إبراهيم) أو: (الهدى ملة إبراهيم) ].
ومن نصب؛ فالمعنى: بل نتبع ملة إبراهيم، فهو معطوف على المعنى؛ لأن معنى كونوا هودا أو نصارى : اتبعوا اليهودية أو النصرانية.
وقيل: انتصب على تقدير: بل نكون أهل ملة إبراهيم، فحذف المضاف. [ ص: 359 ] وقيل: هو إغراء؛ أي: الزموا ملة إبراهيم.
و (حنيفا): حال من (إبراهيم).
صبغة الله نصبها على أنها مردودة على (ملة إبراهيم) فيمن نصب، أو على معنى: (اتبعوا صبغة الله)، ولو قرئت بالرفع؛ لجاز، على تقدير: (هي صبغة الله)، أو على الرد على (ملة إبراهيم) فيمن رفع.
والإدغام في (أتحاجوننا) ؛ لاجتماع المثلين.
والتاء والياء في (أم يقولون) ظاهران.
* * *