وقوله : والليل إذ أدبر أي : ولى ، وكذلك {دبر} ، ومعناهما سواء ، وقد قالوا : (أمس الدابر) ، و (المدبر) .
والصبح إذا أسفر أي : أضاء وانكشف .
إنها لإحدى الكبر يعني : النار ، عن ، وغيره . مجاهد
وقوله : نذيرا للبشر : قيل : إن هذا مردود إلى أول السورة؛ والمعنى : يا أيها المدثر؛ قم نذيرا للبشر .
: (نذير) ههنا بمعنى : إنذار . الفراء
وقيل : هو حال من المضمر في {إنها} على معنى النسب؛ كأنه قال : ذات إنذار ، وقيل : هو حال من {هو} في قوله : وما يعلم جنود ربك إلا هو ، وقيل : هو في موضع المصدر؛ كأنه قال : إنذارا للبشر ، وقيل : هو منصوب بإضمار فعل .
وقوله : لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر أي : يتقدم إلى النار بالمعصية ، أو يتأخر عنها بالطاعة .
وقوله : إلا أصحاب اليمين : قال : يعني : الملائكة ، وعن ابن عباس رضي الله عنه : علي
[ ص: 525 ] هم لأنهم لا ذنوب لهم . أولاد المسلمين؛
: هم الذين سبقت لهم من الله الحسنى . الضحاك
وقوله : ما سلككم في سقر أي : يقولون للمجرمين : ما أحلكم في جهنم؟ وقيل : إن المؤمنين يسألون الملائكة عن أقربائهم ، فتسأل الملائكة المشركين ، فيقولون لهم : ما سلككم في سقر ؟
قالوا لم نك من المصلين ، أي : من الموحدين .
وكنا نخوض مع الخائضين ، أي : في أمر محمد عليه الصلاة والسلام ، وفي الباطل .
حتى أتانا اليقين أي : الموت .
فما تنفعهم شفاعة الشافعين : هذا دليل على صحة . الشفاعة للمذنبين
كأنهم حمر مستنفرة ، أي : نافرة ، و (نفر واستنفر) ؛ مثل : (عجب ، واستعجب) ، ومن فتح الفاء؛ فكأن (القسورة) وهو الأسد ، عن ، وغيره- استنفرها . أبي هريرة
[ ص: 526 ] وعن أبي عباس : أن (القسورة) : رجال القنص ، وقاله ، عنه أيضا : أنهم الرماة ، وقال سعيد بن جبير مجاهد وغيرهما ، وعن وعكرمة أيضا : جماعة الرجال ، وعنه أيضا : ركز الناس؛ أي : حسهم . ابن عباس
وأصل الكلمة من (قسره يقسره قسرا) ؛ إذا قهره .
وقوله :
بل يريد كل امرئ منهم أن يؤتى صحفا منشرة : قال : أي ينزل عليه كتاب فيه : من الله عز وجل إلى فلان بن فلان ، وقيل : قالوا : إذا كانت ذنوب الإنسان تكتب عليه ، فما بالنا لا نرى ذلك؟ مجاهد
وقوله: كلا إنه تذكرة يعني: القرآن .