3415 باب: ما كتم الأمراء فهو غلول

وقال النووي : ( باب تحريم هدايا العمال) .

حديث الباب

وهو بصحيح مسلم \ النووي ص222 ج12 المطبعة المصرية

[عن عدي بن عميرة الكندي ; قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: "من استعملناه منكم على عمل، فكتمنا مخيطا فما فوقه: كان غلولا يأتي به يوم القيامة". قال: فقام إليه رجل أسود، من الأنصار، كأني أنظر [ ص: 306 ] إليه، فقال: يا رسول الله! اقبل عني عملك. قال: "وما لك؟" قال: سمعتك تقول كذا، وكذا. قال: "وأنا أقوله الآن: من استعملناه منكم على عمل، فليجئ بقليله، وكثيره. فما أوتي منه أخذ. وما نهي عنه انتهى" ].

التالي السابق

الشرح

(الشَّرْحُ)

( عَنْ عَدِيِّ بْنِ عَمِيرَةَ) بِفَتْحِ الْعَيْنِ. قَالَ عِيَاضٌ : وَلَا يُعْرَفُ مِنَ الرِّجَالِ أَحَدٌ، يُقَالُ لَهُ: "عُمَيْرَةُ" بِالضَّمِّ. بَلْ كُلُّهُمْ بِالْفَتْحِ. وَوَقَعَ فِي النَّسَائِيِّ الْأَمْرَانِ.

( الْكِنْدِيُّ; قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: مَنِ اسْتَعْمَلْنَاهُ مِنْكُمْ عَلَى عَمَلٍ، فَكَتَمَنَا مِخْيَطًا) بِكَسْرِ الْمِيمِ وَإِسْكَانِ الْخَاءِ: وَهُوَ "الْإِبْرَةُ". ( فَمَا فَوْقَهُ: كَانَ غُلُولًا يَأْتِي بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. قَالَ: فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ أَسْوَدُ، مِنَ الْأَنْصَارِ، كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! اقْبَلْ عَنِّي عَمَلَكَ. قَالَ: وَمَا لَكَ؟ قَالَ: سَمِعْتُكَ تَقُولُ كَذَا، وَكَذَا. قَالَ: وَأَنَا أَقُولُهُ الْآنَ: مَنِ اسْتَعْمَلْنَاهُ مِنْكُمْ عَلَى عَمَلٍ، فَيَجِيءُ بِقَلِيلِهِ وَكَثِيرِهِ. فَمَا أُوتِيَ مِنْهُ أَخَذَ. وَمَا نُهِيَ عَنْهُ انْتَهَى) .

[ ص: 307 ] دَلَّ الْحَدِيثُ: عَلَى تَحْرِيمِ الْغُلُولِ، قَلِيلًا كَانَ أَوْ كَثِيرًا. وَتَقَدَّمَ نَقْلُ النَّوَوِيِّ الْإِجْمَاعَ عَلَى أَنَّهُ مِنَ الْكَبَائِرِ.

وَفِيهِ أَيْضًا: إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ "هَدَايَا الْعُمَّالِ" حَرَامٌ وَغُلُولٌ; لِأَنَّهُ خَانَ فِي وِلَايَتِهِ وَأَمَانَتِهِ.

(الشرح)

( عن عدي بن عميرة) بفتح العين. قال عياض : ولا يعرف من الرجال أحد، يقال له: "عميرة" بالضم. بل كلهم بالفتح. ووقع في النسائي الأمران.

( الكندي; قال: سمعت رسول صلى الله عليه وآله وسلم، يقول: من استعملناه منكم على عمل، فكتمنا مخيطا) بكسر الميم وإسكان الخاء: وهو "الإبرة". ( فما فوقه: كان غلولا يأتي به يوم القيامة. قال: فقام إليه رجل أسود، من الأنصار، كأني أنظر إليه، فقال: يا رسول الله! اقبل عني عملك. قال: وما لك؟ قال: سمعتك تقول كذا، وكذا. قال: وأنا أقوله الآن: من استعملناه منكم على عمل، فيجيء بقليله وكثيره. فما أوتي منه أخذ. وما نهي عنه انتهى) .

[ ص: 307 ] دل الحديث: على تحريم الغلول، قليلا كان أو كثيرا. وتقدم نقل النووي الإجماع على أنه من الكبائر.

وفيه أيضا: إشارة إلى أن "هدايا العمال" حرام وغلول; لأنه خان في ولايته وأمانته.