1233 (باب جامع صلاة الليل ومن نام عنه أو مرض)
وذكره النووي : في الباب الذي تقدم .
(حديث الباب)
وهو بصحيح \ مسلم النووي ص 25 - 28 ج6 المطبعة المصرية
[حدثنا محمد بن المثنى العنزي. حدثنا محمد بن أبي عدي عن سعيد، عن عن قتادة، أن زرارة، سعد بن هشام بن عامر أراد أن [ ص: 75 ] يغزو في سبيل الله. فقدم المدينة. فأراد أن يبيع عقارا له بها فيجعله في السلاح والكراع. ويجاهد الروم حتى يموت. المدينة لقي أناسا من أهل المدينة، فنهوه عن ذلك وأخبروه أن رهطا ستة أرادوا ذلك في حياة نبي الله صلى الله عليه وسلم فنهاهم نبي الله صلى الله عليه وسلم وقال "أليس لكم في أسوة؟" فلما حدثوه بذلك راجع امرأته وقد كان طلقها. وأشهد على رجعتها فأتى فسأله عن وتر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ابن عباس ألا أدلك على أعلم أهل الأرض بوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: من؟ قال: ابن عباس: فأتها فاسألها ثم ائتني فأخبرني بردها عليك، فانطلقت إليها فأتيت على عائشة حكيم بن أفلح فاستلحقته إليها. فقال ما أنا بقاربها. لأني نهيتها أن تقول في هاتين الشيعتين شيئا فأبت فيهما إلا مضيا. قال: فأقسمت عليه فجاء. فانطلقنا إلى فاستأذنا عليها. فأذنت لنا. فدخلنا عليها. فقالت: عائشة، أحكيم؟ (فعرفته) فقال: نعم. فقالت: من معك؟ قال: سعد بن هشام. قالت: من هشام؟ قال: ابن عامر. فترحمت عليه، وقالت: خيرا. قال (وكان أصيب يوم قتادة أحد) فقلت: يا أم المؤمنين! أنبئيني عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم. قالت: قال: فهممت أن أقوم ولا أسأل أحدا عن شيء حتى أموت. ثم بدا لي فقلت: أنبئيني عن قيام رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقالت: ألست تقرأ: يا أيها المزمل؟ قلت: بلى. قالت: فإن الله عز وجل افترض قيام [ ص: 76 ] الليل في أول هذه السورة. فقام نبي الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه حولا. وأمسك الله خاتمتها اثني عشر شهرا في السماء. حتى أنزل الله في آخر هذه السورة التخفيف. فصار قيام الليل تطوعا بعد فريضة. قال: قلت: يا أم المؤمنين! أنبئيني عن وتر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: كنا نعد له سواكه وطهوره فيبعثه الله ما شاء أن يبعثه من الليل فيتسوك ويتوضأ ويصلي تسع ركعات. لا يجلس فيها إلا في الثامنة. فيذكر الله ويحمده ويدعوه ثم ينهض ولا يسلم ثم يقوم فيصلي التاسعة. ثم يقعد فيذكر الله ويحمده ويدعوه. ثم يسلم تسليما يسمعنا ثم يصلي ركعتين بعد ما يسلم وهو قاعد. وتلك إحدى عشرة ركعة يا بني! فلما أسن نبي الله صلى الله عليه وسلم وأخذه اللحم أوتر بسبع. وصنع في الركعتين مثل صنيعه الأول. فتلك تسع يا بني! وكان نبي الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى صلاة أحب أن يداوم عليها. وكان إذا غلبه نوم أو وجع عن قيام الليل صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة. ولا أعلم نبي الله صلى الله عليه وسلم قرأ القرآن كله في ليلة، ولا صلى ليلة إلى الصبح. ولا صام شهرا كاملا غير رمضان. قال: فانطلقت إلى ألست تقرأ القرآن؟ قلت: بلى. قالت: فإن خلق نبي الله صلى الله عليه وسلم كان القرآن. فحدثته بحديثها. فقال: صدقت. لو كنت أقربها أو أدخل عليها لأتيتها حتى تشافهني به. ابن عباس،
قال: قلت: لو علمت أنك لا تدخل عليها ما حدثتك حديثها. .]. فلما قدم
[ ص: 77 ]