11616 - أخبرنا ، حدثنا أحمد بن سليمان ، حدثنا يعلى بن عبيد عبد العزيز بن سياه ، عن ، قال : حبيب بن أبي ثابت أسأله عن هؤلاء القوم الذين قتلهم أبا وائل علي بالنهروان ، فيم استجابوا له ؟ وفيم فارقوه ؟ وفيم استحل قتلهم ؟ فقال : كنا بصفين ، فلما استحر القتل أتيت بأهل الشام ، قال عمرو بن العاص : [ ص: 335 ] أرسل إلى لمعاوية المصحف ، فادعه إلى كتاب الله ، فإنه لن يأبى عليك ، فجاء به رجل ، فقال : بيننا وبينكم كتاب الله ، علي ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم ثم يتولى فريق منهم وهم معرضون ، فقال عليه السلام : أنا أولى بذلك ، بيننا كتاب الله ، فجاءته الخوارج - ونحن ندعوهم يومئذ القراء - وسيوفهم على عواتقهم ، فقالوا : يا أمير المؤمنين ، ما ننتظر بهؤلاء القوم الذين على التل ؟ ألا نمشي إليهم بسيوفنا حتى يحكم الله بيننا وبينهم ؟ فتكلم علي ، فقال : يا أيها الناس ، اتهموا أنفسكم ، فلقد رأيتنا يوم الحديبية - يعني الصلح الذي كان بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين المشركين - ولو نرى قتالا لقاتلنا ، فجاء سهل بن حنيف رضي الله عنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ألسنا على الحق وهم على الباطل ؟ أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار ؟ قال : " بلى " ، قال : ففيم نعطي الدنية في ديننا ، ونرجع ، ولما يحكم الله بيننا وبينهم ؟ قال : يا عمر ابن الخطاب ، إني رسول الله ، ولن يضيعني أبدا قال : فرجع وهو متغيظ ، فلم يصبر حتى أتى رحمه الله ، فقال : ألسنا على الحق وهم على الباطل ؟ أليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار ؟ قال : بلى ، قال : فلم نعطي الدنية ونرجع ، ولما يحكم الله بيننا وبينهم ؟ قال : يا أبا بكر ابن الخطاب ، إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولن يضيعه الله أبدا ، فنزلت سورة الفتح ، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى رضي الله عنه ، فأقرأها إياه ، قال : يا رسول الله ، وفتح هو ؟ قال : " نعم " عمر .