فصل [فيمن لا يحسن العربية كيف يفتتح الصلاة]
واختلف في فقال العجمي لا يحسن العربية كيف يفتتح الصلاة، في " المدونة" : لا يفتتح بالعجمية . ولم يذكر كيف يفعل. [ ص: 255 ] ابن القاسم
وقال أبو الفرج: لا يجزئه غير التكبير يدخل به، أو بالحرف الذي أسلم به.
قال القاضي أبو محمد عبد الوهاب : من شيوخنا من يقول: يحرم بلسانه -يريد: بالعجمية- ومنهم من يقول: يعتقد الدخول في الصلاة بقلبه بغير نطق .
وقال في المدونة: أكره أن يدعو بالعجمية في الصلاة . مالك
وقال في موضع آخر: واسع أن يدعو به في غير الصلاة.
وقال في الذي يحلف بالعجمية: وما يدريه أن الذي حلف به هو كما قال؟
فعلى هذا لو علم أن ذلك هو اسمه عز وجل بذلك اللسان لجاز أن يدعوه به في الصلاة; لأن الله -عز وجل- علم آدم الأسماء كلها، وسمى نفسه تعالى بكل لسان وأعلمهم كيف يدعونه بلسانهم فقال -عز وجل-: وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه [إبراهيم: 4] ، وقد يحمل ما حكاه من إجازة ذلك أن يقول: إن أهل ذلك اللسان نقلوه خلفا عن سلف على ذلك وقد كان فيهم مؤمنون . [ ص: 256 ] أبو محمد عبد الوهاب