الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                        فصل [في الرجل يدعو عبدا له باسمه ليعتقه فيجيبه غيره ، فيقول له : أنت حر]

                                                                                                                                                                                        وقال ابن القاسم فيمن له عبدان ناصح والآخر مرزوق ، فدعا ناصحا فأجابه مرزوق ، فقال : أنت حر -وهو يظنه ناصحا- قال : إن لم تكن عليه بينة عتق ناصح ، وإن كانت عليه بينة عتق ناصح بما أقر له ، ومرزوق بما شهد له ، وقال أشهب : يعتق مرزوق وحده كانت على السيد بينة أو لم تكن . وقال أصبغ : يعتقان جميعا . وإن لم تكن بينة عتق أحدهما بالبينة والآخر باللفظ ، [ ص: 3762 ] وقيل : لا يعتق واحد منهما ، وإن لم تكن بينة ، وهذا هو أحد القولين في العتق والطلاق إنه لا يلزم إلا بالنية والنطق بلفظ العتق ولا يلزم أحدهما بانفراده ، ورجح ها هنا أشهب النية على النطق ، وقول ابن القاسم أحسن ، وقد اجتمع في الأول نطق ونية; لأنه وإن أجابه مرزوق ، فإن نيته بذلك النطق لناصح ، وأرى إن كانت عليه بينة أن يحلف أنه إنما أراد ناصحا ويعتق ، ولا شيء عليه لمرزوق; لأن ما تقدم من قوله : يا ناصح ، يصدق قوله إنه أراده وأنه ظن أنه الذي أجابه .

                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية