قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=66قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدا قال إنك لن تستطيع معي صبرا وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا قال ستجدني إن شاء الله صابرا ولا أعصي لك أمرا قال فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا
nindex.php?page=treesubj&link=28989قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=66قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدا فيه مسألتان :
[ الأولى ]
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=66قال له موسى هل أتبعك هذا سؤال الملاطف ، والمخاطب المستنزل المبالغ في حسن الأدب ، المعنى : هل يتفق لك ويخف عليك ؟ وهذا كما في الحديث : ( هل تستطيع أن تريني كيف كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتوضأ ؟ . . . ) وعلى بعض التأويلات يجيء كذلك قوله - تعالى - :
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=112هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة من السماء . . . حسب ما تقدم بيانه في " المائدة " .
[ الثانية ] في هذه الآية دليل على أن
nindex.php?page=treesubj&link=18485المتعلم تبع للعالم وإن تفاوتت المراتب ، ولا يظن أن في تعلم
موسى من
الخضر ما يدل على أن
الخضر كان أفضل منه ، فقد يشذ عن الفاضل ما
[ ص: 392 ] يعلمه المفضول ، والفضل لمن فضله الله ;
فالخضر إن كان وليا
فموسى أفضل منه ، لأنه نبي والنبي أفضل من الولي ، وإن كان نبيا
فموسى فضله بالرسالة . والله أعلم .
ورشدا مفعول ثان ب تعلمني .
قال
الخضر .
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=67إنك لن تستطيع معي صبرا أي إنك يا
موسى لا تطيق أن تصبر على ما تراه من علمي ; لأن الظواهر التي هي علمك لا تعطيه ، وكيف تصبر على ما تراه خطأ ولم تخبر بوجه الحكمة فيه ، ولا طريق الصواب .
وهو
nindex.php?page=treesubj&link=28989معنى قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=68وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا والأنبياء لا يقرون على منكر ، ولا يجوز لهم التقرير أي لا يسعك السكوت جريا على عادتك وحكمك . وانتصب خبرا على التمييز المنقول عن الفاعل . وقيل : على المصدر الملاقى في المعنى ، لأن قوله : لم تحط . معناه لم تخبره ، فكأنه قال : لم تخبره خبرا ; وإليه أشار
مجاهد والخبير بالأمور هو العالم بخفاياها وبما يختبر منها .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=69قال ستجدني إن شاء الله صابرا أي سأصبر بمشيئة الله .
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=69ولا أعصي لك أمرا أي قد ألزمت نفسي طاعتك وقد اختلف في الاستثناء ، هل هو يشمل قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=69ولا أعصي لك أمرا أم لا ؟ فقيل : يشمله كقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=33&ayano=35والذاكرين الله كثيرا والذاكرات . وقيل : استثنى في الصبر فصبر ، وما استثنى في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=69ولا أعصي لك أمرا فاعترض وسأل ، قال علماؤنا : إنما كان ذلك منه ; لأن الصبر أمر مستقبل ولا يدرى كيف يكون حاله فيه ، ونفي المعصية معزوم عليه حاصل في الحال ، فالاستثناء فيه ينافي العزم عليه ، ويمكن أن يفرق بينهما بأن الصبر ليس مكتسبا لنا بخلاف فعل المعصية وتركه ، فإن ذلك كله مكتسب لنا ; والله أعلم .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=70قال فإن اتبعتني فلا تسألني عن شيء حتى أحدث لك منه ذكرا أي حتى أكون أنا الذي أفسره لك ، وهذا من
الخضر تأديب وإرشاد لما يقتضي دوام الصحبة ، فلو صبر ودأب لرأى العجب ، لكنه أكثر من الاعتراض فتعين الفراق والإعراض .