الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
معلومات الكتاب

إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين

مرتضى الزبيدي - محمد بن محمد الحسيني الزبيدي

صفحة جزء
ومنها أن يبدأ كل مسلم منهم بالسلام قبل الكلام ويصافحه عند السلام قال صلى الله عليه وسلم : من بدأ بالكلام قبل السلام فلا تجيبوه حتى يبدأ بالسلام .

وقال بعضهم : دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم أسلم ولم أستأذن ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ارجع فقل : السلام عليكم أأدخل .

وروى جابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا دخلتم بيوتكم فسلموا على أهلها ، فإن الشيطان إذا سلم أحدكم لم يدخل بيته حديث أنس خدمت النبي صلى الله عليه وسلم ثماني حجج فقال لي : يا أنس ، أسبغ الوضوء يزد من عمرك وسلم على من لقيته من أمتي تكثر حسناتك وإذا دخلت منزلك فسلم على أهل بيتك يكثر خير بيتك .

وقال أنس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التقى المؤمنان فتصافحا قسمت بينهما سبعون مغفرة تسع وستون لأحسنهما بشرا وقال تعالى وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها وقال صلى الله عليه وسلم : والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أفلا أدلكم على عمل إذا عملتموه تحاببتم ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : أفشوا السلام بينكم .

وقال أيضا إذا سلم المسلم على المسلم فرد عليه صلت عليه الملائكة سبعين مرة .

وقال صلى الله عليه وسلم إن الملائكة تعجب من المسلم يمر على المسلم ولا يسلم عليه : وقال عليه السلام: يسلم الراكب على الماشي ، وإذا سلم من القوم واحد أجزأ عنهم وقال قتادة كانت تحية من كان قبلكم السجود فأعطى الله هذه الأمة السلام وهي تحية أهل الجنة، وكان أبو مسلم الخولاني يمر على قوم فلا يسلم عليهم ويقول: لا يمنعني إلا أني أخشى أن لا يردوا فتلعنهم الملائكة، والمصافحة أيضا سنة مع السلام .

وجاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال السلام عليكم فقال عليه السلام عشر حسنات، فجاء آخر، فقال: السلام عليكم ورحمة الله، فقال: عشرون حسنة، فجاء آخر، فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فقال: ثلاثون وكان أنس يمر على الصبيان فيسلم عليهم .

ويروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه فعل ذلك .

وروى عبد الحميد بن بهرام أنه صلى الله عليه وسلم مر في المسجد يوما وعصبة من النساء قعود فأومأ بيده بالسلام وأشار عبد الحميد بيده إلى الحكاية .

التالي السابق


(ومنها أن يبدأ كل مسلم بالسلام قبل الكلام) أي: يسلم عليه قبل أن يكلمه (ويصافحه عند السلام) أي: يضع يده في يديه، وذلك من تمام المحبة (قال -صلى الله عليه وسلم-: من بدأ بالكلام قبل السلام فلا تجبه حتى يبدأ بالسلام) لأن من أهمل السلام وبدأ في الكلام فقد ترك الحق والحرمة فحقيق أن لا يجاب وجدير بأن لا يهاب، قال في التجنيس وغيره: هذا في الفضاء فيسلم أولا ثم يتكلم، أما في البيوت فيستأذن فإذا دخل سلم، هكذا قيل، وفيه نظر، قال العراقي: رواه الطبراني في الأوسط وأبو نعيم في اليوم والليلة، واللفظ له من حديث ابن عمر بسند فيه لين .

قلت: وكذلك رواه ابن السني في عمل يوم وليلة، ورواه أبو نعيم في الحلية من طريق هشام بن عبد الله عن بقية عن عبد العزيز بن أبي رواد عن نافع عن ابن عمر، ثم قال: غريب من حديث عبد العزيز لم نكتبه إلا من حديث بقية، وفي سند الطبراني هارون ابن محمد أبو الطيب وهو كذاب، ولفظ الطبراني في الكبير من حديث أبي أمامة: من بدأ بالسلام فهو أولى بالله ورسوله.

(وقال بعضهم: دخلت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولم أسلم ولم أستأذن، فقال -صلى الله عليه وسلم-: ارجع فقل: السلام عليكم فادخل) وهذه صورة الاستئذان قريبا، وفي بعض النسخ "وادخل" والأولى هي الصواب، قال العراقي: رواه أبو داود والترمذي وحسنه من حديث كلدة بن الحنبل وهو صاحب القصة. اهـ .

قلت: كلدة بن الحنبل الغساني، وقيل: الأسلمي أخو صفوان بن أمية لأمه وكان أسود، خدم صفوان وأسلم بعد ما روى له أصحاب السنن .

وروى جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- (قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إذا دخلتم بيوتكم فسلموا على أهلها، فإن الشيطان إذا سلم أحد لم يدخل بيته) .

قال العراقي: رواه الخرائطي في مكارم الأخلاق وفيه ضعف، قلت: وروى البيهقي من مرسل قتادة: "إذا دخلتم بيتا فسلموا على أهله، فإذا خرجتم فأودعوا أهله بسلام.

وقال أنس بن مالك -رضي الله عنه- (خدمت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثمان حجج) وروى المزي في التهذيب عن أنس قال: قدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأنا ابن عشر سنين، وتوفي وأنا ابن عشرين، وعنه أيضا قدم -صلى الله عليه وسلم- وأنا ابن ثمان سنين، فذهبت بي أمي إليه، وعنه: خدمت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عشر سنين لم يضربني ضربة ولم يسبني ولم يعبس في وجهي (فقال: يا أنس، أسبغ الوضوء يزد في عمرك وسلم على من لقيته من أمتي تكثر حسناتك وإذا دخلت منزلك فسلم على أهل بيتك يكثر خير بيتك) .

قال العراقي: رواه الخرائطي في مكارم الأخلاق واللفظ له والبيهقي في الشعب بإسناد [ ص: 275 ] ضعيف، وللترمذي وصححه "إذا دخلت على أهل بيتك فسلم يكون بركة عليك وعلى أهل بيتك" قلت: ورواه ابن عدي والعقيلي بزيادة: "ولا تبيت إلا وأنت طاهر فإنك إن مت مت شهيدا، وصل صلاة الضحى فإنها صلاة الأوابين قبلك، وصل بالليل والنهار تحبك الحفظة، ووقر الكبير وارحم الصغير تلقني غدا".

(وقال أنس) -رضي الله عنه- (إذا التقى المؤمنان فتصافحا) أي: وضع كل منهما يده في يد صاحبه (قسمت بينهما سبعون مغفرة) وفي نسخة: "رحمة" (تسعة وستون لأحسنهما بشرا) بالكسر؛ أي: طلاقة الوجه وتبسما وحسن إقبال، هكذا وجد سياق هذا الحديث في هذا الموقع، وسيأتي ذكره بعد قريبا، ولم يذكره العراقي هنا .

(وقال الله تعالى وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها وقال -صلى الله عليه وسلم-: والذي نفسي بيده لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا) بالله تعالى (ولا تؤمنوا) أي: لا يكمل إيمانكم حتى تحابوا؛ أي: يحب بعضكم بعضا (أفلا أدلكم على عمل إذا عملتموه تحاببتم؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: أفشوا السلام بينكم) .

قال العراقي: رواه مسلم من حديث أبي هريرة، قلت: وكذلك رواه أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه وابن حبان، فرواه مسلم وابن ماجه عن أبي بكر بن أبي شيبة عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة، ورواه مسلم أيضا عن أبي خيثمة زهير بن حرب عن جرير عن الأعمش، ورواه أحمد عن وكيع عن الأعمش، ورواه البخاري في الأدب المفرد من طريق العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة، ورواه الطبراني في الكبير من حديث ابن مسعود.

(وقال) صلى الله عليه وسلم (أيضا إذا سلم المسلم على المسلم فرد عليه) بأن قال: عليكم السلام (صلت عليه الملائكة سبعين مرة) .

قال العراقي: ذكره صاحب الفردوس من حديث أبي هريرة ولم يسنده ولده .

(وقال -صلى الله عليه وسلم-: يسلم الراكب على الماشي، وإذا سلم واحد من القوم أجزأ عنهم) .

قال العراقي: رواه مالك في الموطأ عن زيد بن أسلم مرسلا، ولأبي داود من حديث علي يجزئ عن الجماعة إذا مروا أن يسلم أحدهم ويجزئ عن الجلوس أن يرد أحدهم، وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة "يسلم الراكب على الماشي" الحديث. وسيأتي في بقية الباب، قلت: الجملة الأولى من الحديث يأتي ذكرها قريبا مع بقيتها، وأما مرسل زيد فرواه أيضا عبد الرزاق في المصنف عن معمر بن زيد بن أسلم أتم مما في الموطأ، ولفظه: "إذا مر القوم فسلم أحدهم أجزأ عنهم، وإذا رد أحدهم كفى" ورواه ابن عبد البر من طريق ابن جريج عن زيد بن أسلم كذلك، لم يذكر من وصله .

قال الحافظ في أمالي الأذكار: وقد ظفرت به في الحلية من رواية ابن كثير عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري أورده في ترجمة يوسف بن أسباط، قلت: لفظ الحلية: حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى والحسيني بن محمد قالا: حدثنا محمد بن المسيب، حدثنا عبد الله بن خبيق، حدثنا يوسف بن أسباط عن عباد البصري عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار الخدري، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إذا مر رجال بقوم فسلم رجل من الذين مروا على الجالسين ورد من هؤلاء واحد أجزأ عن هؤلاء وعن هؤلاء. غريب من حديث زيد وعباد لم نكتبه إلا من حديث يوسف، وأما حديث علي الذي ذكره العراقي فقد أخبرني به عمر بن أحمد بن عقيل، أخبرنا عبد الله بن سالم، أخبرنا محمد بن العلاء الحافظ، أخبرنا سالم بن محمد أخبرنا محمد بن أحمد بن علي أخبرنا أبو يعلى الأنصاري أخبرنا أبو الفضل الحافظ أخبرني عبد الله بن عمر الحلاوي أخبرنا أحمد بن كشفندي أخبرنا أبو الفرج الحراني أخبرنا أبو أحمد بن سكعية أخبرنا أبو القاسم بن حصين أخبرنا أبو طالب بن غيلان أخبرنا أبو بكر الشامي حدثنا محمد بن بشير حدثنا الحسن بن عبد الله الحلواني حدثنا عبد الملك بن إبراهيم الجدي حدثنا سعيد بن خالد الخزاعي من أهل المدينة حدثنا عبد الله بن فضل حدثني عبيد الله بن أبي رافع عن علي -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: يجزئ عن الجماعة إذا مروا أن يسلم أحدهم ويجزئ عن الجلوس أن يرد أحدهم" هذا حديث حسن أخرجه أبو داود عن الحسن الحلواني فوقع لنا موافقة عالية، ورجاله رجال الصحيح إلا الخزاعي، ففي حفظه مقال، وقد تفرد به ولكن له شاهد، قال الطبراني في الكبير: حدثنا [ ص: 276 ] إبراهيم بن هاشم حدثنا كثير بن يحيى حدثنا حفص بن عمر الرقاشي حدثنا عبد الله بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب عن أبيه عن جده -رضي الله عنه- قال: قيل: يا رسول الله، القوم يأتون الدار فيستأذن واحد منهم أيجزئ عنهم جميعا؟ قال: نعم، قال: فيأذن واحد منهما فيجزئ عنهما؟ قال: نعم، قيل: فالقوم يمرون ويسلم واحد منهم أيجزئ عنهم؟ قال: نعم، قال: فيرد رجل من القوم: أيجزئ عن الجميع؟ قال: نعم، قال الحافظ في الأمالي وإسناده يصلح للاعتبار .

وأخرجه أيضا ابن السني في عمل يوم وليلة، والبيهقي في الشعب .

(وقال قتادة) بن دعامة البصري التابعي رحمه الله تعالى (كانت تحية من كان قبلكم السجود) على الجباه، وقيل: المراد به الانحناء (فأعطى الله هذه الأمة السلام وهي تحية أهل الجنة) قال الله تعالى: تحيتهم يوم يلقونه سلام (وكان أبو إدريس الخولاني) عائذ الله بن عبد الله سمع من كبار الصحابة وكان عالم الشام بعد أبي الدرداء تقدمت ترجمته (يمر على قوم فلا يسلم عليهم ويقول: لا يمنعني) من السلام (إلا أني أخشى أن لا يردوا فتلعنهم الملائكة) أي: فأكون سببا للعنهم، ولقد كان الفخر ابن عساكر لا يمر على مدرسة الحنابلة فقيل له فقال: أخشى أن يقعوا في فأكون سببا لمقتهم، يشير إلى ما كان بينهم وبين الأشاعرة من المخاصمات .

(والمصافحة أيضا سنة مع السلام) أي: عنده أو بعده، أما قبله فلا (و) روي أنه (جاء رجل إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقال: سلام عليك) وفي نسخة: "عليكم" وفي أخرى "السلام عليكم" (فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: عشر حسنات، فجاءه آخر، فقال: سلام عليكم ورحمة الله، فقال: عشرون حسنة، فجاء آخر، وقال: سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فقال: ثلاثون حسنة) .

قال العراقي: رواه أبو داود والترمذي من حديث عمران بن حصين، قال الترمذي: حسن غريب، وقال البيهقي في الشعب: إسناده حسن .

قلت: رواه الدارمي وأحمد وأبو داود جميعا عن محمد بن كثير عن جعفر بن سليمان عن عوف الأعرابي عن أبي رجاء عن عمران بن حصين -رضي الله عنهما- قال: جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: السلام عليكم فرد عليه، ثم قال: عشر، ثم جاء رجل آخر، فقال: السلام عليكم ورحمة الله، فرد عليه، قال: عشرون، ثم جاء رجل آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فرد عليه، وقال: ثلاثون. ورواه أحمد أيضا عن هوذة بن خليفة عن عوف عن أبي رجاء وهو العطاردي فلم يذكر عمران، قال: وهكذا رواه غير هوذة عن عوف مرسلا، ورواه الترمذي عن الدارمي ورواه أيضا عن الحسين الجويري والنسائي عن أبي داود الحراني كلاهما عن محمد بن كثير.

وللحديث شاهد جيد من حديث أبي هريرة أخرجه البخاري في الأدب المفرد، قال: أنا عبد العزيز بن عبد الله أنا محمد بن أبي كثير عن يعقوب بن زيد التيمي عن سعيد المقبري عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رجلا مر على النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو في مجلس، فقال: السلام عليكم، فقال: عشر حسنات، ثم مر رجل آخر، فقال: السلام عليكم ورحمة الله. فقال: عشرون حسنة، قال: فمر رجل آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فقال: ثلاثون حسنة، وهذا السياق بعينه هو سياق المصنف، وهو أقرب إلى سياق حديث عمران الذي تقدم ذكره، وإنما تبعنا فيه الحافظ العراقي، ورواته من شرط الصحيح إلا يعقوب وهو صدوق .

وقد أخرج النسائي في الكبرى من طريق إبراهيم بن طهمان عن يعقوب بن زيد حديثا آخر في السلام بهذا الإسناد، وذكر في سنده اختلافا على سعيد المقبري وأخرج أبو داود عن إسحاق الرملي عن سعيد بن أبي مريم عن نافع بن يزيد عن أبي مرحوم عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني عن أبيه -رضي الله عنه- أن رجلا أتى إلى مجلس فيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: السلام عليكم فرد عليه وقال: عشر حسنات ثم جاء رجل آخر فقال: السلام عليكم ورحمة الله فرد عليه، وقال: عشرون حسنة، ثم جاء آخر وقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، فقال: ثلاثون، وجاء آخر وقال: ومغفرته، فقال: أربعون ثم قال: هكذا تكون الفضائل.

وأخرج الطبراني عن الحسن الحلواني عن أبي أسامة عن موسى عن أيوب بن خالد عن مالك بن التيهان -رضي الله عنه- أنه جاء إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: السلام عليكم. فذكر نحو حديث أبي هريرة، وهذا يمكن أن يفسر به من لم يسم في حديث أبي هريرة [ ص: 277 ] (وكان أنس) -رضي الله عنه- (يمر على الصبيان فيسلم عليهم وروى) هو (عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه فعل ذلك) .

قال العراقي: رفعه متفق عليه. اهـ .

قلت: قال البخاري في الصحيح: حدثنا علي بن الجعد حدثنا شعبة عن سيار قال: كنت أمشي مع ثابت البناني فمر بصبيان فسلم عليهم وحدث أنه كان مع أنس فمر بصبيان فسلم عليهم وحدث أنس أنه كان مع النبي -صلى الله عليه وسلم- فمر بصبيان فسلم عليهم، ورواه أبو بكر الشافعي عن أحمد بن بشر عن علي بن الجعد، ورواه أبو نعيم في المستخرج عن أبي بكر الآجري عن أحمد بن يحيى الحلواني عن علي بن الجعد ورواه الدارمي عن سهل بن حماد عن شعبة ورواه مسلم والنسائي جميعا عن عمرو بن علي عن محمد بن جعفر عن شعبة، ورواه أحمد عن محمد بن جعفر، ورواه الترمذي عن زياد بن يحيى عن سهل بن حماد، ورواه مسلم أيضا من وجهين عن هشيم عن سيار قال في أحدهما كشعبة وفي الآخر بغلمان .

وقال أبو بكر الشافعي: حدثنا محمد بن الأزهر، حدثنا أبو الوليد، حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس أن النبي -صلى الله عليه وسلم- مر بغلمان وأنا فيهم فسلم علينا، وقال عبد بن حميد في مسنده: حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس قال: مررت على غلمة يلعبون فقمت أنظر إلى لعبهم، فجاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فسلم عليهم، ورواه أحمد مطولا عن هاشم بن القاسم، ورواه أبو داود عن القعنبي عن سليمان بن المغيرة، وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل في زوائد المسند: حدثنا أبي قال: حدثنا وكيع عن حبيب القيسي عن ثابت عن أنس قال: مر علينا النبي -صلى الله عليه وسلم- ونحن نلعب، فقال: "السلام عليكم يا صبيان" أخرجه ابن السني من رواية ابن أبي سمينة وأبو نعيم في الحلية من رواية مجاهد بن موسى كلاهما عن وكيع به .

(وروى عبد الحميد بن بهرام) الفزاري المدائني صدوق روى له البخاري في الأدب المفرد والترمذي وابن ماجه (أنه - صلى الله عليه وسلم- مر في المسجد يوما وعصبة من النساء قعود فأومأ بيده بالتسليم وأشار عبد الحميد بيده إلى الحكاية) .

قال العراقي: رواه الترمذي من رواية عبد الحميد بن بهرام عن شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد وقال: حسن، وقال أحمد: لا بأس به، ورواه أبو داود وابن ماجه من رواية ابن أبي حسين عن شهر. اهـ .

قلت: قال أحمد في مسنده: حدثنا هاشم بن القاسم، قال: حدثنا عبد الحميد بن بهرام عن شهر بن حوشب قال: سمعت أسماء بنت يزيد بن السكن تقول إنها كانت في نسوة فمر النبي -صلى الله عليه وسلم- فألوى بيده إليهن بالتسليم. الحديث، هكذا أخرجه الترمذي من طريق عبد الحميد وقال: حسن، وقال أحمد: لا بأس برواية عبد الحميد، وقال أبو داود: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة عن سفيان عن ابن أبي حسين عن شهر عن أسماء بنت يزيد أنها بينما هي في نسوة مر عليهن النبي -صلى الله عليه وسلم- فسلم عليهن، رواه الدارمي عن الحكم بن نافع عن شعيب بن أبي حمزة عن ابن أبي حسين به .




الخدمات العلمية