فهذه شفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولآحاد أمته من العلماء والصالحين شفاعة أيضا ، حتى قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يدخل الجنة بشفاعة رجل من أمتي أكثر من ربيعة ومضر .
وقال صلى الله عليه وسلم : يقال للرجل : قم يا فلان ، فاشفع ، فيقوم الرجل فيشفع للقبيلة ، ولأهل البيت ، وللرجل ، والرجلين ، على قدر عمله .
وقال أنس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وعن إن رجلا من أهل الجنة يشرف يوم القيامة على أهل النار ، فيناديه رجل من أهل النار ويقول : يا فلان ، هل تعرفني ؟ فيقول : لا والله ما أعرفك ، من أنت ؟ فيقول : أنا الذي مررت بي في الدنيا فاستسقيتني شربة ماء فسقيتك ، قال : قد عرفت ، قال : فاشفع لي بها عند ربك ، فيسأل الله تعالى ذكره ، ويقول : إني أشرفت على أهل النار ، فناداني رجل من أهلها فقال : هل تعرفني ؟ فقلت : لا ، من أنت ؟ فقال : أنا الذي استسقيتني في الدنيا فسقيتك ، فاشفع لي عند ربك ، فشفعني فيه فيشفعه ، الله فيه ، فيؤمر به فيخرج من النار قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنا أول الناس خروجا إذا بعثوا ، وأنا خطيبهم إذا وفدوا ، وأنا مبشرهم إذا يئسوا ، لواء الحمد يومئذ بيدي ، وأنا أكرم ولد آدم على ربي ، ولا فخر وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني أقوم بين يدي ربي عز وجل : أنس . فأكسى حلة من حلل الجنة ، ثم أقوم عن يمين العرش ، ليس أحد من الخلائق يقوم ذلك المقام غيري
وقال رضي الله عنهما ابن عباس . جلس ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ينتظرونه ، فخرج حتى إذا دنا منهم سمعهم يتذاكرون ، فسمع حديثهم ، فقال بعضهم عجبا : إن الله عز وجل اتخذ من خلقه خليلا ، اتخذ إبراهيم خليلا ، وقال آخر : ماذا بأعجب من كلام موسى ، كلمه تكليما ، وقال آخر : فعيسى كلمة الله وروحه ، وقال آخر : آدم اصطفاه الله ، فخرج عليهم صلى الله عليه وسلم فسلم ، وقال : قد سمعت كلامكم وتعجبكم ، إن إبراهيم خليل الله ، وهو كذلك ، وموسى نجي الله ، وهو كذلك ، وعيسى روح الله وكلمته ، وهو كذلك ، وآدم اصطفاه الله تعالى ، وهو كذلك ، ألا وأنا حبيب الله ، ولا فخر ، وأنا حامل لواء الحمد يوم القيامة ، ولا فخر ، وأنا أول شافع ، وأول مشفع ، يوم القيامة ، ولا فخر ، وأنا أول من يحرك حلق الجنة ، فيفتح الله لي فأدخلها ، ومعي فقراء المؤمنين ، ولا فخر ، وأنا أكرم الأولين والآخرين ، ولا فخر