الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              معلومات الكتاب

                                                                                                                                                                                                                              سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد

                                                                                                                                                                                                                              الصالحي - محمد بن يوسف الصالحي الشامي

                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              ذكر أمره - صلى الله عليه وسلم - بإزالة الصور عن البيت قبل دخوله إياه

                                                                                                                                                                                                                              روى أبو داود ، وابن سعد ، ومحمد بن عمر ، واللفظ له : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمر عمر بن الخطاب - وهو بالبطحاء - أن يأتي الكعبة فيمحو كل صورة فيها ، فلم يدخلها حتى [ ص: 238 ] محيت الصور ، وكان عمر قد ترك صورة إبراهيم

                                                                                                                                                                                                                              فلما دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأى صورة إبراهيم ، فقال يا عمر : «ألم آمرك ألا تدع فيها صورة ؟ ، قاتلهم الله ، جعلوه شيخا يستقسم بالأزلام” . ثم رأى صورة مريم ، فقال : «امسحوا ما فيها من الصور ، قاتل الله قوما يصورون ما لا يخلقون”
                                                                                                                                                                                                                              .

                                                                                                                                                                                                                              وروى البخاري عن ابن عباس - رضي الله عنهما - وابن أبي شيبة عن عكرمة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما قدم مكة أبى أن يدخل البيت وفيه الآلهة يعني الأصنام ، فأمر بها فأخرجت صورة إبراهيم وإسماعيل في أيديهما الأزلام ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : «قاتلهم الله لقد علموا أنهما لم يستقسما بهما قط”

                                                                                                                                                                                                                              . زاد ابن أبي شيبة : ثم أمر بثوب فبل ومحا به صورهما .

                                                                                                                                                                                                                              وعند ابن أبي شيبة عن ابن عمر : أن المسلمين تجردوا في الأزر وأخذوا الدلاء ، وانجروا على زمزم يغسلون الكعبة ظهرها وبطنها ، فلم يدعوا أثرا من المشركين إلا محوه وغسلوه .

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية