تنبيهات
الأول : قال العلماء ورحمهم الله تعالى «في حديث كعب بن الأشرف دليل على جواز ولا يجوز أن يقال إن هذا كان غدرا ، وقد قال ذلك رجل كان في مجلس أمير المؤمنين قتل من سب سيدنا محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم أو انتقصه أو آذاه ، سواء أكان بعهد أم بغير عهد ، رضي الله تعالى عنه ، فضرب عنقه . وإنما يكون الغدر بعد أمان ، وهذا نقض العهد ، وهجا رسول الله صلى الله عليه وسلم وسبه . وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عاهده ألا يعين عليه أحدا ، فنقض علي بن أبي طالب كعب العهد ، ولم يؤمنه محمد بن مسلمة ولا رفقته بحال ، وإنما كلمه في أمر البيع والرهن إلى أن تمكن منه .
الثاني : وقع في صحيح في قول مسلم كعب بن الأشرف : «إنما هذا محمد بن مسلمة ورضيعه وأبو نائلة » . قال القاضي [عياض] قال لنا شيخنا القاضي الشهيد : صوابه أن يقول : «إنما هذا محمد بن مسلمة ورضيعه أبو نائلة » أي بإسقاط الواو ، كذا ذكر أهل السير أن أبا نائلة كان رضيعا ل محمد بن مسلمة » . ووقع في صحيح «ورضيعي البخاري : أبو نائلة » .
قال : «وهذا له عندي وجه إن صح أنه كان رضيعا لكعب .
الثالث : وقع في الصحيح أن الذي خاطب كعبا هو محمد بن مسلمة ، وجل أهل المغازي على أنه أبو نائلة ، وأومأ إلى ترجيحه ، قال الدمياطي الحافظ : ويحتمل بجمع أن يكون [ ص: 30 ] كل منهما كلمه في ذلك؛ لأن أبا نائلة أخوه من الرضاعة ، ومحمد بن مسلمة هو ابن أخت كعب كما رواه عبد الله بن إسحاق الخراساني في فوائده .
الرابع : وقع في الصحيح عن عن سفيان بن عيينة عمرو بن دينار أن محمد بن مسلمة جاء معه برجلين ، قال سفيان : وقال غير عمرو : وأبو عبس بن جبر ، والحارث بن أوس ، قال وعباد بن بشر . الحافظ : فعلى هذا كانوا خمسة ، وهو أولى من رواية من روى أنهم كانوا ثلاثة فقط ، ويمكن الجمع بأنهم كانوا مرة ثلاثة وفي أخرى خمسة .
الخامس : في بيان غريب ما سبق :
الأشرف : بفتح الهمزة وسكون الشين المعجمة وفتح الراء وبالفاء .
النضير : بالضاد المعجمة ، وزن عليم .
نائلة : بنون وبعد الألف تحتية .
طيئ : بفتح الطاء وتشديد التحتية وآخره همزة .
اليقين : العلم وزوال الشك .
مقرونين : مجعولين قرنا بالشد والإثبات ، يقال : قرنهما تقرينا أي جعلهما قرنين .
كبت : بضم أوله وكسر الموحدة : أذله الله وصرفه عن مراده .
أبو وداعة : اسمه الحارث بن صبيرة ، بضم الصاد المهملة .
السهمي : بفتح السين المهملة وسكون الهاء .
العيص : بكسر العين المهملة وسكون التحتية وبالصاد المهملة ، واد من ناحية ذي المروة على أربع ليال من المدينة .
القليب : البئر .
فشبب بنساء المسلمين : تقول فيهن وذكرهن بسوء .
من لكعب ؟ ! أي من الذي ينتدب لقتله ؟
يتعلق به نفسه : مأخوذ من العلقة ، والعلاق؛ أي بلغة من الطعام إلى وقت الغذاء يعني ما يسد به رمقه من الغذاء . ذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم بالبناء للمفعول . الجهد : بفتح الجيم وضمها : الطاقة . عباد : بفتح العين المهملة وتشديد الموحدة .
ابن بشر : بكسر الموحدة وسكون الشين المعجمة . [ ص: 31 ]
سلكان : بكسر السين المهملة وإسكان اللام .
أبو عبس : بفتح العين المهملة وبعد الموحدة الساكنة سين مهملة واسمه : عبد الرحمن ابن جبر ، بفتح الجيم وسكون الموحدة والجبر ضد الكسر .
من أن نقول : حقه أن يقول ، يريد نفتعل قولا نحتال به ، قال السهيلي : يعني الكذب أباحه له؛ لأنه من خدع الحرب .
ما بدا لكم ، بلا همز . أي ظهر .
عنانا : بمهملة وتشديد النون الأولى من العناء وهو التعب .
وأيضا : أي وزيادة على ذلك ، وقد فسره بقوله : ولتملنه : بفتح الفوقية والميم وتشديد اللام من الملال وهو السآمة .
الوسق : بفتح الواو وكسرها .
ارهنوني : ادفعوا إلي شيئا يكون رهنا على الشيء الذي تريدونه .
نرهنك : بفتح أوله وثالثه من الثلاثي ، ويجوز من الرباعي نرهنك ، فيضم أوله ويكسر ثالثه .
قائل : باللام .
بشعره : بفتحتين من إطلاق القول على الفعل .
هتف : صاح .
محارب : بفتح الراء وكسرها .
ينفح : بالفاء والحاء المهملة .
المغول : بميم مكسورة فغين معجمة ساكنة فواو مفتوحة ، قال في الإملاء .
الحلقة : السلاح كله وأصله في الدرع ، ثم سمي السلاح كله حلقة .
اللأمة : بتشديد اللام وسكون الهمزة . قال كما في الصحيح : يعني السلاح ، وقال أهل اللغة : الدرع . ابن عيينة
بعاث : بضم الموحدة وبالعين المهملة وبثاء مثلثة .
العريض : بعين مهملة فتحتية فضاد معجمة ، تصغير عرض اسم واد شامي بالحرة الشرقية قرب قناة أبطأ بفتح همز أوله وآخره . [ ص: 32 ]