الثاني :
قال في قوله : «فرج سقف بيتي» ، يقال : لم لم يدخل من الباب مع قوله تعالى : ابن دحية وأتوا البيوت من أبوابها [البقرة : 189] ، فالحكمة في ذلك المبالغة في المناجاة ، والتنبيه على أن ولعل كونه فرج عن سقف بيته توطئة وتمهيد لكونه فرج عن صدره ، فأراه الملك ، بإفراجه عن السقف فالتأم السقف على الفور ، كيفية ما يصنع به ، وقرب له الأمر في نفسه بالمآل المشاهد في بيته لطفا في حقه وتبيينا لبصره ، ولعله فرج عن سقف بيته حتى لا يعرج الملك ، وقد جاء في هذا الأمر المهم العظيم على شيء سواه ، فانصب له من السماء انصبابة واحدة وهي خرق الحجاب . الكرامة والاستدعاء كانا على غير ميعاد ،
ولو أنه جاء على العادة من الباب لاحتاج أن يلج صحن الدار ، ثم يعرج إلى البيت الذي هو فيه وقال الحافظ : قيل الحكمة في نزوله عليه من السقف المبالغة في مفاجأته بذلك والتنبيه على أن المراد منه أن يعرج به إلى جهة العلو .