[استيلاء القرامطة على دمشق ]
القرامطة دمشق، ولم يحج أحد فيها لا من وفي سنة سبع: ملك الشام ولا من مصر، وعزموا على قصد مصر ليملكوها، فجاء العبيديون فأخذوها، وقامت دولة الرفض في الأقاليم: المغرب ومصر والعراق.
وذلك أن كافورا الإخشيدي صاحب مصر لما مات... اختل النظام، وقلت الأموال على الجند، فكتب جماعة إلى المعز يطلبون منه عسكرا; ليسلموا إليه مصر، فأرسل مولاه جوهرا القائد في مائة ألف فارس، فملكها ونزل موضع [ ص: 621 ] القاهرة اليوم واختطها، وبنى دار الإمارة للمعز، وهي المعروفة الآن بالقصرين، وقطع خطبة بني العباس، ولبس السواد وألبس الخطباء البياض، وأمر أن يقال في الخطبة: (اللهم; صل على محمد المصطفى، وعلى علي المرتضى، وعلى فاطمة البتول، وعلى الحسن والحسين سبطي الرسول، وصل على الأئمة آباء أمير المؤمنين المعز بالله; وذلك كله في شعبان، سنة ثمان وخمسين).
ثم في ربيع الآخر سنة تسع وخمسين: أذنوا في بمصر بـ: (حي على خير العمل) وشرعوا في بناء الجامع الأزهر، ففرغ في رمضان، سنة إحدى وستين.
بالعراق كوكب عظيم أضاءت منه الدنيا، حتى صار كأنه شعاع الشمس، وسمع بعد انقضاضه صوت كالرعد الشديد. وفي سنة تسع وخمسين: انقض
بدمشق في الأذان بـ: (حي على خير العمل) بأمر وفي سنة ستين: أعلن المؤذنون جعفر بن فلاح نائب دمشق للمعز بالله، ولم يجسر أحد على مخالفته.
وفي سنة اثنين وستين: صادر السلطان بختيار المطيع، فقال المطيع: أنا ليس لي غير الخطبة، فإن أحببتم... اعتزلت، فشدد عليه حتى باع قماشه، وحمل أربعمائة ألف درهم، وشاع في الألسنة أن الخليفة صودر.
وفيها: قتل رجل من أعوان الوالي ببغداد، فبعث الوزير [ ص: 622 ] من طرح النار من النحاسين إلى السماكين، فاحترق حريق عظيم لم ير مثله، واحترقت الأموال وأناس كثيرون في الدور وفي الحمامات، وهلك الوزير من عامه، ولا رحمه الله. أبو الفضل الشيرازي
وفي رمضان من هذه السنة: دخل المعز إلى مصر ومعه توابيت آبائه.