بالري وأعمالها وهو ابن أربع سنين، ولقبه القادر: مجد الدولة. وفي سنة سبع وثمانين: مات السلطان فخر الدولة، وأقيم ابنه رستم مقامه في السلطنة
قال الذهبي : ومن الأعجوبات: هلاك تسعة ملوك على نسق في سنتي سبع وثمانين وثمان وثمانين: منصور بن نوح ملك ما وراء النهر، وفخر الدولة ملك الري والجبال، والعزيز العبيدي صاحب مصر، وفيهم يقول أبو منصور عبد الملك الثعالبي :
ألم تر مذ عامين أملاك عصرنا يصيح بهم للموت والقتل صائح فنوح بن منصور طوته يد الردى
على حسرات ضمنتها الجوانح [ ص: 636 ] ويا بؤس منصور وفي يوم سرخس
تمزق عنه ملكه وهو طائح وفرق عنه الشمل بالسمل واغتدى
أميرا ضريرا تعتريه الجوائح وصاحب مصر قد مضى لسبيله
ووالي الجبال غيبته الضرائح وصاحب جرجانية في ندامة
ترصده طرف من الحين طامح خوارزم شاه شاه وجه نعيمه
وعن له يوم من النحس طالح وكان علا في الأرض يخبطها أبو
علي إلى أن طوحته الطوائح وصاحب بست ذلك الضيغم الذي
براثنه للمشرقين مفاتح أناخ به من صدمة الدهر كلكل
فلم تغن عنه والمقدر سانح جيوش إذا أربت على عدد الحصى
تغص بها قيعانها والضحاضح ودارت على صمصام دولة بويه
دوائر سوء سلبهن فوادح وقد جاز والي الجوزجان قناطر الـ
ـحياة فوافته المنايا الطوامح
وقام بالأمر بعده ابنه منصور، ولقب: . الحاكم بأمر الله
بسجستان معدن ذهب، فكانوا يصفون من التراب الذهب الأحمر. وفي سنة تسعين: ظهر
دمشق الأسود الحاكمي بمغربي، فطيف به على حمار، ونودي عليه: هذا جزاء من يحب وفي سنة ثلاث وتسعين: أمر نائب أبا بكر ثم ضربت عنقه -رحمه الله- ولا رحم قاتله، ولا أستاذه الحاكم. وعمر،
[ ص: 637 ] بهاء الدولة الشريف أبا أحمد الحسين بن موسى الموسوي قضاء القضاة والحج والمظالم ونقابة الطالبيين، وكتب له من شيراز العهد، فلم ينظر في القضاء; لامتناع القادر من الإذن له. وفي سنة أربع وتسعين: قلد
الحاكم بمصر جماعة من الأعيان صبرا، وأمر بكتب سب الصحابة على أبواب المساجد والشوارع، وأمر العمال بالسب. وفي سنة خمس وتسعين: قتل
وفيها: أمر بقتل الكلاب، وبطل الفقاع والملوخيا، ونهى عن السمك الذي لا قشر له، وقتل جماعة ممن باع ذلك بعد نهيه.
بمصر والحرمين إذا ذكر الحاكم... أن يقوموا ويسجدوا في السوق وفي مواضع الاجتماع. وفي سنة ست وتسعين: أمر الناس
الشيعة وأهل السنة في بغداد، وكاد الشيخ وفي سنة ثمان وتسعين: وقعت فتنة بين يقتل فيها، وصاح أبو حامد الإسفراييني الرافضة ببغداد : يا حاكم يا منصور، فأحفظ القادر من ذلك، وأنفذ الفرسان الذين على بابه لمعاونة أهل السنة، فانكسر الروافض.
وفيها: هدم الحاكم بيعة قمامة التي بالقدس، وهدم جميع الكنائس التي بمصر، وأمر النصارى بأن تعمل في أعناقهم الصلبان، طول الصليب ذراع، [ ص: 638 ] ووزنه خمسة أرطال بالمصري، واليهود أن يحملوا في أعناقهم قرامي الخشب في زنة الصلبان، وأن يلبسوا العمائم السود، فأسلم طائفة منهم، ثم بعد ذلك أذن في إعادة البيع والكنائس، وأذن لمن أسلم أن يعود إلى دينه; لكونه مكرها.
أبو عمرو قاضي البصرة، وولي القضاء وفي سنة تسع وتسعين: عزل فقال أبو الحسن بن أبي الشوارب، العصفري الشاعر:
عندي حديث طريف بمثله يتغنى
من قاضيين: يعزى هذا، وهذا يهنى
فذا يقول: جبرنا وذا يقول: استرحنا
ويكذبان جميعا ومن يصدق منا
وفي سنة أربعمائة: نقصت دجلة نقصانا لم يعهد، وأكريت لأجل جزائر ظهرت، ولم يكن قبل ذلك قط.
عن بيع الرطب وحرقه، الحاكم وعن بيع العنب، وأباد كثيرا من الكروم. وفي سنة اثنتين: نهى
[ ص: 639 ] وفي سنة أربع: منع النساء من الخروج إلى الطرقات ليلا ونهارا، واستمر ذلك إلى أن مات.
-لعنه الله- الحاكم بحلوان -قرية وفي سنة إحدى عشرة: قتل بمصر- وقام بعده ابنه ولقب: بالظاهر لإعزاز دين الله، وتضعضعت دولتهم في أيامه، فخرجت عنهم علي، حلب وأكثر الشام .
الحادي عشر من ذي الحجة، عن سبع وثمانين سنة، ومدة خلافته: إحدى وأربعون سنة وثلاثة أشهر. وفي سنة اثنتين وعشرين: توفي القادر بالله ليلة الاثنين،