[ ص: 99 ] الآية الثانية فأسر بعبادي ليلا إنكم متبعون } . قوله تعالى : {
فيها مسألتان : المسألة الأولى السرى : سير الليل . والإدلاج : سير السحر ، والإسآد : سيره كله .
والتأويب : سير النهار . ويقال : سرى وأسرى ، وقد يضاف إلى الليل ، قال الله تعالى : { والليل إذا يسر } وهو يسرى فيه ، كما قيل : ليل نائم ، وهو ينام فيه ; وذلك من اتساعات العرب . المسألة الثانية قوله تعالى : { فأسر بعبادي ليلا }
أمر بالخروج بالليل ، وسير الليل يكون من الخوف ; والخوف يكون من وجهين : إما من العدو فيتخذ الليل سترا مسدلا ، فهو من أستار الله تعالى . وإما من خوف المشقة على الدواب والأبدان بحر أو جدب ، فيتخذ السرى مصلحة من ذلك . وكان النبي صلى الله عليه وسلم يسرى ويدلج ويترفق ويستعجل قدر الحاجة وحسب العجلة ، وما تقتضيه المصلحة .
وفي جامع الموطإ : { } . إن الله رفيق يحب الرفق ، ويرضى به ، ويعين عليه ما لا يعين على العنف ، فإذا ركبتم هذه الدواب العجم فأنزلوها منازلها ، فإن كانت الأرض جدبة فانجوا عليها بنقيها ، وعليكم بسير الليل فإن الأرض تطوي بالليل ما لا تطوي بالنهار ، وإياكم والتعريس على الطريق فإنه طرق الدواب ومأوى الحيات