الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
nindex.php?page=treesubj&link=2165_2166باب المشي أمام الجنازة وما جاء في الركوب معها قد سبق في ذلك حديث المغيرة .
1448 - ( وعن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر أنه { nindex.php?page=hadith&LINKID=7495رأى النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر يمشون أمام الجنازة . } رواه الخمسة ، واحتج به nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد ) .
حديث المغيرة تقدم في الصلاة على السقط ، وحديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر أخرجه أيضا nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان وصححه ، nindex.php?page=showalam&ids=13933والبيهقي من حديث nindex.php?page=showalam&ids=16008ابن عيينة عن الزهري عن سالم عن أبيه ، به قال nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد : إنما هو عن الزهري مرسل . وحديث سالم فعل nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر . وحديث nindex.php?page=showalam&ids=16008ابن عيينة وهم . قال الترمذي : أهل الحديث يرون المرسل أصح قاله nindex.php?page=showalam&ids=16418ابن المبارك " قال : وروى nindex.php?page=showalam&ids=17124معمر nindex.php?page=showalam&ids=17419ويونس nindex.php?page=showalam&ids=16867ومالك عن الزهري { nindex.php?page=hadith&LINKID=4253أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمشي أمام الجنازة } قال [ ص: 88 ] الزهري : وأخبرني سالم أن أباه كان يمشي أمام الجنازة . قال الترمذي : ورواه nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج عن الزهري مثل nindex.php?page=showalam&ids=16008ابن عيينة ، ثم روى عن nindex.php?page=showalam&ids=16418ابن المبارك أنه قال : أرى أن nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج أخذه عن nindex.php?page=showalam&ids=16008ابن عيينة وقال nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي : وصله خطأ والصواب مرسل . وقال nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد : حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=14078حجاج قرأت على nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ، حدثنا زياد بن سعد أن ابن شهاب أخبره ، حدثني سالم عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر { nindex.php?page=hadith&LINKID=8197أنه كان يمشي بين يدي الجنازة ، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر يمشون أمامها } وأخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13114ابن خزيمة في صحيحه من فعل nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر nindex.php?page=showalam&ids=1وأبي بكر nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر nindex.php?page=showalam&ids=7وعثمان . قال الزهري : وكذلك السنة . قال الحافظ في التلخيص فهذا أصح من حديث nindex.php?page=showalam&ids=16008ابن عيينة ، وصحح nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني بعد ذكر الاختلاف أنه فعل nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ورجح nindex.php?page=showalam&ids=13933البيهقي الموصول ; لأن nindex.php?page=showalam&ids=16008ابن عيينة ثقة حافظ ، وقد أتى بزيادة على من أرسل ، والزيادة مقبولة وقد قال لما قال له ابن المديني : إنه قد خالفه الناس في هذا الحديث : إن الزهري حدثه به مرارا عن سالم عن أبيه . قال الحافظ : وهذا لا ينفي الوهم ; لأنه ضبط أنه سمعه منه عن سالم عن أبيه وهو كذلك إلا أن فيه إدراجا ، وقد جزم بصحة الحديث nindex.php?page=showalam&ids=12918ابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=13064وابن حزم وفي الباب عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس عند الترمذي مثله ، وقال : سألت عنه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري فقال : هذا خطأ أخطأ فيه محمد بن بكر . وقد اختلف أهل العلم nindex.php?page=treesubj&link=2165هل الأفضل لمتبع الجنازة أن يمشي خلفها أو أمامها ؟ فقال الزهري nindex.php?page=showalam&ids=16867ومالك nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي nindex.php?page=showalam&ids=12251وأحمد والجمهور وجماعة من الصحابة منهم nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر nindex.php?page=showalam&ids=2وعمر nindex.php?page=showalam&ids=7وعثمان nindex.php?page=showalam&ids=12وابن عمر nindex.php?page=showalam&ids=3وأبو هريرة : إن nindex.php?page=treesubj&link=2165المشي أمام الجنازة أفضل . واستدلوا بحديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر المذكور في الباب
وقال nindex.php?page=showalam&ids=11990أبو حنيفة وأصحابه ، وحكاه الترمذي عن nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري وإسحاق وحكاه في البحر عن العترة : إن المشي خلفها أفضل ، واستدلوا بما تقدم من حديث nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود عند الترمذي وأبي داود قال : { nindex.php?page=hadith&LINKID=19946سألنا النبي صلى الله عليه وسلم عن المشي خلف الجنازة ، فقال : ما دون الخبب } فقرر قولهم : خلف الجنازة ولم ينكره . واستدلوا أيضا بما روي عن nindex.php?page=showalam&ids=16248طاوس أنه قال : { nindex.php?page=hadith&LINKID=34623ما مشى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى مات إلا خلف الجنازة } وهذا مع كونه مرسلا لم أقف عليه في شيء من كتب الحديث .
وروي في البحر عن nindex.php?page=showalam&ids=8علي عليه السلام أنه قال : nindex.php?page=treesubj&link=2166_2165المشي خلف الجنازة أفضل . وحكي في البحر عن nindex.php?page=showalam&ids=16004الثوري أنه قال : الراكب يمشي خلفها والماشي أمامها . ويدل لما قاله : حديث المغيرة المتقدم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { nindex.php?page=hadith&LINKID=14259الراكب خلف الجنازة والماشي أمامها قريبا منها عن يمينها أو عن يسارها } أخرجه أصحاب السنن وصححه nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم . وهذا مذهب قوي لولا ما سيأتي من الأدلة الدالة على كراهة nindex.php?page=treesubj&link=2165_2166الركوب لمتبع الجنازة
وقال nindex.php?page=showalam&ids=9أنس بن مالك : إنه يمشي بين يديها وخلفها وعن يمينها وعن شمالها ، رواه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عنه تعليقا ووصله nindex.php?page=showalam&ids=16505عبد الوهاب بن عطاء في كتاب الجنائز ، ووصله أيضا nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة nindex.php?page=showalam&ids=16360وعبد الرزاق . [ ص: 89 ]
1449 - ( وعن nindex.php?page=showalam&ids=98جابر بن سمرة { nindex.php?page=hadith&LINKID=2970أن النبي صلى الله عليه وسلم اتبع جنازة ابن الدحداح ماشيا ، ورجع على فرس } . رواه الترمذي .
وفي رواية : أتي بفرس معرور ، فركبه حين انصرفنا من جنازة ابن الدحداح ونحن نمشي حوله . رواه nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي ) .
1450 - ( وعن nindex.php?page=showalam&ids=99ثوبان قال { nindex.php?page=hadith&LINKID=18439 : خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في جنازة فرأى ناسا ركبانا فقال : ألا تستحيون إن ملائكة الله على أقدامهم وأنتم على ظهور الدواب ؟ } رواه nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه والترمذي ) .
1451 - ( وعن nindex.php?page=showalam&ids=99ثوبان أيضا { nindex.php?page=hadith&LINKID=5405أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتي بدابة وهو مع جنازة فأبى أن يركبها فلما انصرف أتي بدابة فركب فقيل له ، فقال : إن الملائكة كانت تمشي فلم أكن لأركب وهم يمشون ، فلما ذهبوا ركبت } . رواه أبو داود ) .
حديث nindex.php?page=showalam&ids=98جابر بن سمرة قال الترمذي : حسن صحيح ، وفي لفظ له { nindex.php?page=hadith&LINKID=17606وهو على فرس له يسعى ونحن حوله وهو يتوقص به } وحديث nindex.php?page=showalam&ids=99ثوبان الأول قال الترمذي : قد روي عنه مرفوعا ولم يتكلم عليه بحسن ولا ضعف ، وفي إسناده أبو بكر بن أبي مريم وهو ضعيف . وحديث nindex.php?page=showalam&ids=99ثوبان الثاني سكت عنه أبو داود nindex.php?page=showalam&ids=16383والمنذري ، ورجال إسناده رجال الصحيح . قوله : ( ابن الدحداح ) بدالين مهملتين وحاءين مهملتين ، ويقال أبو الدحداح ، ويقال أبو الدحداحة . قال nindex.php?page=showalam&ids=13332ابن عبد البر : لا يعرف اسمه . قوله : ( ورجع على فرس ) فيه أنه nindex.php?page=treesubj&link=2166لا بأس بالركوب عند الرجوع من دفن الميت . قوله : ( معرور ) بضم الميم وفتح الراء . قال أهل اللغة : اعروريت الفرس إذا ركبته عريانا فهو معرور . قال النووي : ولم يأت افعوعل معدى إلا قولهم اعروريت الفرس واحلوليت الشيء ا هـ . قوله : ( ونحن نمشي حوله ) فيه nindex.php?page=treesubj&link=18459_2166جواز مشي الجماعة مع كبيرهم الراكب ، وأنه لا كراهة فيه ، في حقه ولا في حقهم إذا لم يكن فيه مفسدة وإنما يكره ذلك إذا حصل فيه انتهاك للتابعين أو خيف إعجاب أو نحو ذلك من المفاسد . قوله : ( ألا تستحيون ) فيه كراهة nindex.php?page=treesubj&link=2165_2166الركوب لمن كان متبعا للجنازة ، ويعارضه حديث المغيرة المتقدم من إذنه للراكب أن يمشي خلف الجنازة ، ويمكن الجمع بأن قوله صلى الله عليه وسلم " الراكب خلفها " لا يدل على عدم الكراهة ، وإنما يدل على الجواز ، فيكون الركوب جائزا مع الكراهة ، أو بأن إنكاره صلى الله عليه وسلم على من [ ص: 90 ] ركب وتركه للركوب إنما كان لأجل مشي الملائكة ، ومشيهم مع الجنازة التي مشى معها رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يستلزم مشيهم مع كل جنازة لإمكان أن يكون ذلك منهم تبركا به صلى الله عليه وسلم فيكون الركوب على هذا جائزا غير مكروه ، والله تعالى أعلم .