قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=67وقال يابني لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من أبواب متفرقة وما أغني عنكم من الله من شيء إن الحكم إلا لله عليه توكلت وعليه فليتوكل المتوكلون [ ص: 197 ] فيه سبع مسائل :
الأولى : لما عزموا على الخروج خشي عليهم العين ; فأمرهم ألا يدخلوا
مصر من باب واحد ، وكانت
مصر لها أربعة أبواب ; وإنما خاف عليهم العين لكونهم أحد عشر رجلا لرجل واحد ; وكانوا أهل جمال وكمال وبسطة ; قاله
ابن عباس والضحاك وقتادة وغيرهم .
الثانية : إذا كان هذا معنى الآية فيكون فيها دليل على التحرز من العين ، والعين حق ; وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
إن العين لتدخل الرجل القبر ، والجمل القدر . وفي تعوذه - عليه السلام
nindex.php?page=hadith&LINKID=835295 - : أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة ما يدل على ذلك . وروى
مالك عن
محمد بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف أنه سمع أباه يقول :
nindex.php?page=hadith&LINKID=835296اغتسل أبي سهل بن حنيف بالخزار فنزع جبة كانت عليه ، nindex.php?page=showalam&ids=49وعامر بن ربيعة ينظر ، قال : وكان سهل رجلا أبيض حسن الجلد قال فقال له عامر بن ربيعة : ما رأيت كاليوم ولا جلد عذراء ! فوعك سهل مكانه واشتد وعكه ، فأتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبر أن سهلا وعك ، وأنه غير رائح معك يا رسول الله ; فأتاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبره سهل بالذي كان من شأن عامر ; فقال رسول الله صلى الله عليه سلم : علام يقتل أحدكم أخاه ألا بركت إن العين حق ، توضأ له ، فتوضأ عامر ، فراح سهل مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليس به بأس ; في رواية ( اغتسل ) فغسل له عامر وجهه ويديه ومرفقيه وركبتيه وأطراف رجليه وداخل إزاره في قدح ثم صب عليه ; فراح سهل مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليس به بأس . وركب
nindex.php?page=showalam&ids=37سعد بن أبي وقاص يوما فنظرت إليه امرأة فقالت : إن أميركم هذا ليعلم أنه أهضم الكشحين ; فرجع إلى منزله فسقط ، فبلغه ما قالت المرأة ، فأرسل إليها فغسلت له ; ففي هذين الحديثين أن
nindex.php?page=treesubj&link=32521العين حق ، وأنها تقتل كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - ; وهذا قول
[ ص: 198 ] علماء الأمة ، ومذهب أهل السنة ; وقد أنكرته طوائف من المبتدعة ، وهم محجوجون بالسنة وإجماع علماء هذه الأمة ، وبما يشاهد من ذلك في الوجود ; فكم من رجل أدخلته العين القبر ، وكم من جمل ظهير أدخلته القدر ، لكن ذلك بمشيئة الله تعالى كما قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=102وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله . قال
الأصمعي : رأيت رجلا عيونا سمع بقرة تحلب فأعجبه شخبها فقال : أيتهن هذه ؟ فقالوا : الفلانية لبقرة أخرى يورون عنها ، فهلكتا جميعا ، المورى بها والمورى عنها . قال
الأصمعي . وسمعته يقول : إذا رأيت الشيء يعجبني وجدت حرارة تخرج من عيني .
الثالثة : واجب
nindex.php?page=treesubj&link=24452على كل مسلم أعجبه شيء أن يبرك ; فإنه إذا دعا بالبركة صرف المحذور لا محالة ; ألا ترى قوله - عليه السلام -
لعامر : ألا بركت فدل على أن
nindex.php?page=treesubj&link=24452العين لا تضر ولا تعدو إذا برك العائن ، وأنها إنما تعدو إذا لم يبرك . والتبريك أن يقول : تبارك الله أحسن الخالقين ! اللهم بارك فيه .
الرابعة :
nindex.php?page=treesubj&link=18740العائن إذا أصاب بعينه ولم يبرك فإنه يؤمر بالاغتسال ، ويجبر على ذلك إن أباه ; لأن الأمر على الوجوب ، لا سيما هذا ; فإنه قد يخاف على المعين الهلاك ، ولا ينبغي لأحد أن يمنع أخاه ما ينتفع به أخوه ولا يضره هو ، ولا سيما إذا كان بسببه وكان الجاني عليه .
الخامسة :
nindex.php?page=treesubj&link=32522من عرف بالإصابة بالعين منع من مداخلة الناس دفعا لضرره ; وقد قال بعض العلماء : يأمره الإمام بلزوم بيته ; وإن كان فقيرا رزقه ما يقوم به ، ويكف أذاه عن الناس . وقد قيل : إنه ينفى ; وحديث
مالك الذي ذكرناه يرد هذه الأقوال ; فإنه - عليه السلام - لم يأمر في
عامر بحبس ولا بنفي ، بل قد يكون الرجل الصالح عائنا ، وأنه لا يقدح فيه ولا يفسق به ; ومن قال : يحبس ويؤمر بلزوم بيته . فذلك احتياط ودفع ضرر ، والله أعلم .
السادسة : روى
مالك عن
حميد بن قيس المكي أنه قال :
nindex.php?page=hadith&LINKID=835297دخل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بابني nindex.php?page=showalam&ids=315جعفر بن أبي طالب فقال لحاضنتهما : ما لي أراهما ضارعين فقالت حاضنتهما : يا رسول الله ! إنه تسرع إليهما العين ، ولم يمنعنا أن نسترقي لهما إلا أنا لا ندري ما يوافقك من ذلك ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : استرقوا لهما فإنه لو سبق شيء القدر سبقته العين . وهذا
[ ص: 199 ] الحديث منقطع ، ولكنه محفوظ
nindex.php?page=showalam&ids=116لأسماء بنت عميس الخثعمية عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من وجوه ثابتة متصلة صحاح ; وفيه أن
nindex.php?page=treesubj&link=27161الرقى مما يستدفع به البلاء ، وأن
nindex.php?page=treesubj&link=32521العين تؤثر في الإنسان وتضرعه ، أي تضعفه وتنحله ; وذلك بقضاء الله تعالى وقدره . ويقال : إن العين أسرع إلى الصغار منها إلى الكبار ، والله أعلم .
السابعة : أمر - صلى الله عليه وسلم - في حديث
أبي أمامة العائن بالاغتسال للمعين ، وأمر هنا بالاسترقاء ; قال علماؤنا : إنما
nindex.php?page=treesubj&link=18740يسترقى من العين إذا لم يعرف العائن ; وأما إذا عرف الذي أصابه بعينه فإنه يؤمر بالوضوء على حديث
أبي أمامة ، والله أعلم .
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=67وما أغني عنكم من الله من شيء أي من شيء أحذره عليكم ; أي لا ينفع الحذر مع القدر .
" إن الحكم " أي الأمر والقضاء .
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=67إلا لله عليه توكلت أي اعتمدت ووثقت .
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=67وعليه فليتوكل المتوكلون .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=67وَقَالَ يَابَنِيَّ لَا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ [ ص: 197 ] فِيهِ سَبْعُ مَسَائِلَ :
الْأُولَى : لَمَّا عَزَمُوا عَلَى الْخُرُوجِ خَشِيَ عَلَيْهِمُ الْعَيْنَ ; فَأَمَرَهُمْ أَلَّا يَدْخُلُوا
مِصْرَ مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ ، وَكَانَتْ
مِصْرُ لَهَا أَرْبَعَةُ أَبْوَابٍ ; وَإِنَّمَا خَافَ عَلَيْهِمُ الْعَيْنَ لِكَوْنِهِمْ أَحَدَ عَشَرَ رَجُلًا لِرَجُلٍ وَاحِدٍ ; وَكَانُوا أَهْلَ جَمَالٍ وَكَمَالٍ وَبَسْطَةٍ ; قَالَهُ
ابْنُ عَبَّاسٍ وَالضَّحَّاكُ وَقَتَادَةُ وَغَيْرُهُمْ .
الثَّانِيَةُ : إِذَا كَانَ هَذَا مَعْنَى الْآيَةِ فَيَكُونُ فِيهَا دَلِيلٌ عَلَى التَّحَرُّزِ مِنَ الْعَيْنِ ، وَالْعَيْنُ حَقٌّ ; وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - :
إِنَّ الْعَيْنَ لَتُدْخِلُ الرَّجُلَ الْقَبْرَ ، وَالْجَمَلَ الْقِدْرَ . وَفِي تَعَوُّذِهِ - عَلَيْهِ السَّلَامُ
nindex.php?page=hadith&LINKID=835295 - : أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ مَا يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ . وَرَوَى
مَالِكٌ عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ يَقُولُ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=835296اغْتَسَلَ أَبِي سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ بِالْخَزَّارِ فَنَزَعَ جُبَّةً كَانَتْ عَلَيْهِ ، nindex.php?page=showalam&ids=49وَعَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ يَنْظُرُ ، قَالَ : وَكَانَ سَهْلٌ رَجُلًا أَبْيَضَ حَسَنَ الْجِلْدِ قَالَ فَقَالَ لَهُ عَامِرُ بْنُ رَبِيعَةَ : مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ وَلَا جِلْدَ عَذْرَاءَ ! فَوُعِكَ سَهْلٌ مَكَانَهُ وَاشْتَدَّ وَعْكُهُ ، فَأُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأُخْبِرَ أَنَّ سَهْلًا وُعِكَ ، وَأَنَّهُ غَيْرُ رَائِحٍ مَعَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ; فَأَتَاهُ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فَأَخْبَرَهُ سَهْلٌ بِالَّذِي كَانَ مِنْ شَأْنِ عَامِرٍ ; فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ سَلَّمَ : عَلَامَ يَقْتُلُ أَحَدُكُمْ أَخَاهُ أَلَا بَرَّكْتَ إِنَّ الْعَيْنَ حَقٌّ ، تَوَضَّأْ لَهُ ، فَتَوَضَّأَ عَامِرٌ ، فَرَاحَ سَهْلٌ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ ; فِي رِوَايَةٍ ( اغْتَسَلَ ) فَغَسَلَ لَهُ عَامِرٌ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ وَمِرْفَقَيْهِ وَرُكْبَتَيْهِ وَأَطْرَافَ رِجْلَيْهِ وَدَاخِلَ إِزَارِهِ فِي قَدَحٍ ثُمَّ صَبَّ عَلَيْهِ ; فَرَاحَ سَهْلٌ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَيْسَ بِهِ بَأْسٌ . وَرَكِبَ
nindex.php?page=showalam&ids=37سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ يَوْمًا فَنَظَرَتْ إِلَيْهِ امْرَأَةٌ فَقَالَتْ : إِنَّ أَمِيرَكُمْ هَذَا لَيَعْلَمُ أَنَّهُ أَهْضَمُ الْكَشْحَيْنِ ; فَرَجَعَ إِلَى مَنْزِلِهِ فَسَقَطَ ، فَبَلَغَهُ مَا قَالَتِ الْمَرْأَةُ ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا فَغَسَلَتْ لَهُ ; فَفِي هَذَيْنَ الْحَدِيثَيْنِ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=32521الْعَيْنَ حَقٌّ ، وَأَنَّهَا تَقْتُلُ كَمَا قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ; وَهَذَا قَوْلُ
[ ص: 198 ] عُلَمَاءِ الْأُمَّةِ ، وَمَذْهَبُ أَهْلِ السُّنَّةِ ; وَقَدْ أَنْكَرَتْهُ طَوَائِفُ مِنَ الْمُبْتَدِعَةِ ، وَهُمْ مَحْجُوجُونَ بِالسُّنَّةِ وَإِجْمَاعِ عُلَمَاءِ هَذِهِ الْأُمَّةِ ، وَبِمَا يُشَاهَدُ مِنْ ذَلِكَ فِي الْوُجُودِ ; فَكَمْ مِنْ رَجُلٍ أَدْخَلَتْهُ الْعَيْنُ الْقَبْرَ ، وَكَمْ مِنْ جَمَلٍ ظَهِيرٍ أَدْخَلَتْهُ الْقِدْرَ ، لَكِنَّ ذَلِكَ بِمَشِيئَةِ اللَّهِ تَعَالَى كَمَا قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=102وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ . قَالَ
الْأَصْمَعِيُّ : رَأَيْتُ رَجُلًا عَيُونًا سَمِعَ بَقَرَةً تَحْلُبُ فَأَعْجَبَهُ شَخْبُهَا فَقَالَ : أَيَّتُهُنَّ هَذِهِ ؟ فَقَالُوا : الْفُلَانِيَّةُ لِبَقَرَةٍ أُخْرَى يُوَرُّونَ عَنْهَا ، فَهَلَكَتَا جَمِيعًا ، الْمُوَرَّى بِهَا وَالْمُوَرَّى عَنْهَا . قَالَ
الْأَصْمَعِيُّ . وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : إِذَا رَأَيْتُ الشَّيْءَ يُعْجِبُنِي وَجَدْتُ حَرَارَةً تَخْرُجُ مِنْ عَيْنِي .
الثَّالِثَةُ : وَاجِبٌ
nindex.php?page=treesubj&link=24452عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ أَعْجَبَهُ شَيْءٌ أَنْ يُبَرِّكَ ; فَإِنَّهُ إِذَا دَعَا بِالْبَرَكَةِ صُرِفَ الْمَحْذُورُ لَا مَحَالَةَ ; أَلَا تَرَى قَوْلَهُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ -
لِعَامِرٍ : أَلَا بَرَّكْتَ فَدَلَّ عَلَى أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=24452الْعَيْنَ لَا تَضُرُّ وَلَا تَعْدُو إِذَا بَرَّكَ الْعَائِنُ ، وَأَنَّهَا إِنَّمَا تَعْدُو إِذَا لَمْ يُبَرِّكْ . وَالتَّبْرِيكُ أَنْ يَقُولَ : تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ! اللَّهُمَّ بَارِكْ فِيهِ .
الرَّابِعَةُ :
nindex.php?page=treesubj&link=18740الْعَائِنُ إِذَا أَصَابَ بِعَيْنِهِ وَلَمْ يُبَرِّكْ فَإِنَّهُ يُؤْمَرُ بِالِاغْتِسَالِ ، وَيُجْبَرُ عَلَى ذَلِكَ إِنْ أَبَاهُ ; لِأَنَّ الْأَمْرَ عَلَى الْوُجُوبِ ، لَا سِيَّمَا هَذَا ; فَإِنَّهُ قَدْ يُخَافُ عَلَى الْمَعِينِ الْهَلَاكُ ، وَلَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَمْنَعَ أَخَاهُ مَا يَنْتَفِعُ بِهِ أَخُوهُ وَلَا يَضُرُّهُ هُوَ ، وَلَا سِيَّمَا إِذَا كَانَ بِسَبَبِهِ وَكَانَ الْجَانِيَ عَلَيْهِ .
الْخَامِسَةُ :
nindex.php?page=treesubj&link=32522مَنْ عُرِفَ بِالْإِصَابَةِ بِالْعَيْنِ مُنِعَ مِنْ مُدَاخَلَةِ النَّاسِ دَفْعًا لِضَرَرِهِ ; وَقَدْ قَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ : يَأْمُرُهُ الْإِمَامُ بِلُزُومِ بَيْتِهِ ; وَإِنْ كَانَ فَقِيرًا رَزَقَهُ مَا يَقُومُ بِهِ ، وَيَكُفُّ أَذَاهُ عَنِ النَّاسِ . وَقَدْ قِيلَ : إِنَّهُ يُنْفَى ; وَحَدِيثُ
مَالِكٍ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ يَرُدُّ هَذِهِ الْأَقْوَالَ ; فَإِنَّهُ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - لَمْ يَأْمُرْ فِي
عَامِرٍ بِحَبْسٍ وَلَا بِنَفْيٍ ، بَلْ قَدْ يَكُونُ الرَّجُلُ الصَّالِحُ عَائِنًا ، وَأَنَّهُ لَا يَقْدَحُ فِيهِ وَلَا يَفْسُقُ بِهِ ; وَمَنْ قَالَ : يُحْبَسُ وَيُؤْمَرُ بِلُزُومِ بَيْتِهِ . فَذَلِكَ احْتِيَاطٌ وَدَفْعُ ضَرَرٍ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
السَّادِسَةُ : رَوَى
مَالِكٌ عَنْ
حُمَيْدِ بْنِ قَيْسٍ الْمَكِّيِّ أَنَّهُ قَالَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=835297دُخِلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِابْنَيْ nindex.php?page=showalam&ids=315جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فَقَالَ لِحَاضِنَتِهِمَا : مَا لِي أَرَاهُمَا ضَارِعَيْنِ فَقَالَتْ حَاضِنَتُهُمَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! إِنَّهُ تُسْرِعُ إِلَيْهِمَا الْعَيْنَ ، وَلَمْ يَمْنَعْنَا أَنْ نَسْتَرْقِيَ لَهُمَا إِلَّا أَنَّا لَا نَدْرِي مَا يُوَافِقُكَ مِنْ ذَلِكَ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : اسْتَرْقُوا لَهُمَا فَإِنَّهُ لَوْ سَبَقَ شَيْءٌ الْقَدَرَ سَبَقَتْهُ الْعَيْنُ . وَهَذَا
[ ص: 199 ] الْحَدِيثُ مُنْقَطِعٌ ، وَلَكِنَّهُ مَحْفُوظٌ
nindex.php?page=showalam&ids=116لِأَسْمَاءَ بُنْتِ عُمَيْسٍ الْخَثْعَمِيَّةِ عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ وُجُوهٍ ثَابِتَةٍ مُتَّصِلَةٍ صِحَاحٍ ; وَفِيهِ أَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=27161الرُّقَى مِمَّا يُسْتَدْفَعُ بِهِ الْبَلَاءُ ، وَأَنَّ
nindex.php?page=treesubj&link=32521الْعَيْنَ تُؤَثِّرُ فِي الْإِنْسَانِ وَتَضْرَعُهُ ، أَيْ تُضْعِفُهُ وَتُنْحِلُهُ ; وَذَلِكَ بِقَضَاءِ اللَّهِ تَعَالَى وَقَدَرَهُ . وَيُقَالُ : إِنَّ الْعَيْنَ أَسْرَعُ إِلَى الصِّغَارِ مِنْهَا إِلَى الْكِبَارِ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
السَّابِعَةُ : أَمَرَ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي حَدِيثِ
أَبِي أُمَامَةَ الْعَائِنَ بِالِاغْتِسَالِ لِلْمَعِينِ ، وَأَمَرَ هُنَا بِالِاسْتِرْقَاءِ ; قَالَ عُلَمَاؤُنَا : إِنَّمَا
nindex.php?page=treesubj&link=18740يُسْتَرْقَى مِنَ الْعَيْنِ إِذَا لَمْ يُعْرَفِ الْعَائِنُ ; وَأَمَّا إِذَا عُرِفَ الَّذِي أَصَابَهُ بِعَيْنِهِ فَإِنَّهُ يُؤْمَرُ بِالْوُضُوءِ عَلَى حَدِيثِ
أَبِي أُمَامَةَ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=67وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ أَيْ مِنْ شَيْءٍ أَحْذَرُهُ عَلَيْكُمْ ; أَيْ لَا يَنْفَعُ الْحَذَرَ مَعَ الْقَدَرِ .
" إِنِ الْحُكْمُ " أَيِ الْأَمْرُ وَالْقَضَاءُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=67إِلَّا لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ أَيِ اعْتَمَدْتُ وَوَثِقْتُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=67وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ .