القول في تأويل قوله ( وألقينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة )
قال أبو جعفر : يعني تعالى ذكره بقوله : " وألقينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة " ، بين اليهود والنصارى ، كما : -
12250 - حدثني المثنى قال ، حدثنا أبو حذيفة قال ، حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : " وألقينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة " ، اليهود والنصارى .
فإن قال قائل : وكيف قيل : " وألقينا بينهم العداوة والبغضاء " ، جعلت "الهاء والميم " في قوله : "بينهم " ، كناية عن اليهود والنصارى ، ولم يجر لليهود والنصارى ذكر؟
قيل : قد جرى لهم ذكر ، وذلك قوله : ( لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ) ، [ سورة المائدة : 51 ] ، جرى الخبر في بعض الآي عن الفريقين ، وفي بعض عن أحدهما ، إلى أن انتهى إلى قوله : " وألقينا بينهم العداوة والبغضاء " ، ثم قصد بقوله : "ألقينا بينهم " ، الخبر عن الفريقين .