[ ص: 261 ] القول في تأويل قوله ( وهو الله في السماوات وفي الأرض يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون ( 3 ) )
قال أبو جعفر : يقول - تعالى ذكره - : إن الذي له الألوهة التي لا تنبغي لغيره ، المستحق عليكم إخلاص الحمد له بآلائه عندكم - أيها الناس - الذي يعدل به كفاركم من سواه ، هو الله الذي هو في السماوات وفي الأرض يعلم سركم وجهركم ، فلا يخفى عليه شيء . يقول : فربكم الذي يستحق عليكم الحمد ، ويجب عليكم إخلاص العبادة له ، هو هذا الذي صفته ، لا من لا يقدر لكم على ضر ولا نفع ، ولا يعمل شيئا ، ولا يدفع عن نفسه سوءا أريد به .
وأما قوله : " ويعلم ما تكسبون " يقول : ويعلم ما تعملون وتجرحون ، فيحصي ذلك عليكم ليجازيكم به عند معادكم إليه .