القول في تأويل قوله ( ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا )
قال أبو جعفر : يقول - تعالى ذكره - : ولو جعلنا رسولنا إلى هؤلاء العادلين بي ، القائلين : لولا أنزل على محمد ملك بتصديقه - ملكا ينزل عليهم من السماء ، يشهد بتصديق محمد - صلى الله عليه وسلم - ، ويأمرهم باتباعه " لجعلناه رجلا " يقول : لجعلناه في صورة رجل من البشر ، لأنهم لا يقدرون أن يروا الملك في صورته . يقول : وإذا كان ذلك كذلك ، فسواء أنزلت عليهم بذلك ملكا أو بشرا ، إذ كنت إذا أنزلت عليهم ملكا إنما أنزله بصورة إنسي ، وحججي في كلتا الحالتين عليهم ثابتة : بأنك صادق ، وأن ما جئتهم به حق .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال بعض أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
13084 - حدثنا أبو كريب قال : حدثنا عثمان بن سعيد قال : حدثنا بشر بن عمارة ، عن أبي روق ، عن الضحاك ، عن ابن عباس : " ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا " [ ص: 269 ] يقول : ما آتاهم إلا في صورة رجل ، لأنهم لا يستطيعون النظر إلى الملائكة .
13085 - حدثني محمد بن عمرو قال : حدثنا أبو عاصم قال : حدثنا عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : " ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا " في صورة رجل ، في خلق رجل .
13086 - حدثنا بشر قال : حدثنا قال : حدثنا يزيد بن زريع سعيد ، عن قتادة قوله : " ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا " يقول : لو بعثنا إليهم ملكا لجعلناه في صورة آدم .
13087 - حدثني محمد بن عبد الأعلى قال : حدثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة : " ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا " يقول : في صورة آدمي .
13088 - حدثنا الحسن بن يحيى قال : أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر ، عن قتادة مثله .
13089 - حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قوله : " ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا " قال : لجعلنا ذلك الملك في صورة رجل ، لم نرسله في صورة الملائكة .