القول في تأويل قوله تعالى (
nindex.php?page=treesubj&link=28977_29428_28664nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=102ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شيء فاعبدوه وهو على كل شيء وكيل ( 102 ) )
قال
أبو جعفر : يقول تعالى ذكره : الذي خلق كل شيء وهو بكل شيء عليم ، هو الله ربكم ، أيها العادلون بالله الآلهة والأوثان ، والجاعلون له الجن شركاء ، وآلهتكم التي لا تملك نفعا ولا ضرا ، ولا تفعل خيرا ولا شرا " لا إله إلا هو " .
وهذا تكذيب من الله جل ثناؤه للذين زعموا أن الجن شركاء الله . يقول جل ثناؤه لهم : أيها الجاهلون ، إنه لا شيء له الألوهية والعبادة ، إلا الذي خلق كل شيء ، وهو بكل شيء عليم ، فإنه لا ينبغي أن تكون عبادتكم وعبادة جميع من في السماوات والأرض إلا له خالصة بغير شريك تشركونه فيها ، فإنه خالق
[ ص: 13 ] كل شيء وبارئه وصانعه ، وحق على المصنوع أن يفرد صانعه بالعبادة " فاعبدوه " ، يقول : فذلوا له بالطاعة والعبادة والخدمة ، واخضعوا له بذلك .
"
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=102وهو على كل شيء وكيل " ، يقول : والله على كل ما خلق من شيء رقيب وحفيظ ، يقوم بأرزاق جميعه وأقواته وسياسته وتدبيره وتصريفه بقدرته .
الْقَوْلُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى (
nindex.php?page=treesubj&link=28977_29428_28664nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=102ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ( 102 ) )
قَالَ
أَبُو جَعْفَرٍ : يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ : الَّذِي خَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ، هُوَ اللَّهُ رَبُّكُمْ ، أَيُّهَا الْعَادِلُونَ بِاللَّهِ الْآلِهَةَ وَالْأَوْثَانَ ، وَالْجَاعِلُونَ لَهُ الْجِنَّ شُرَكَاءَ ، وَآلِهَتُكُمُ الَّتِي لَا تَمْلِكُ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا ، وَلَا تَفْعَلُ خَيْرًا وَلَا شَرًّا " لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ " .
وَهَذَا تَكْذِيبٌ مِنَ اللَّهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ لِلَّذِينِ زَعَمُوا أَنَّ الْجِنَّ شُرَكَاءُ اللَّهِ . يَقُولُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ لَهُمْ : أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ ، إِنَّهُ لَا شَيْءَ لَهُ الْأُلُوهِيَّةُ وَالْعِبَادَةُ ، إِلَّا الَّذِي خَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ ، وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ، فَإِنَّهُ لَا يَنْبَغِي أَنْ تَكُونَ عِبَادَتُكُمْ وَعِبَادَةُ جَمِيعِ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا لَهُ خَالِصَةً بِغَيْرِ شَرِيكٍ تُشْرِكُونَهُ فِيهَا ، فَإِنَّهُ خَالِقُ
[ ص: 13 ] كُلِّ شَيْءٍ وَبَارِئُهُ وَصَانِعُهُ ، وَحَقٌّ عَلَى الْمَصْنُوعِ أَنْ يُفْرِدَ صَانِعَهُ بِالْعِبَادَةِ " فَاعْبُدُوهُ " ، يَقُولُ : فَذِلُّوا لَهُ بِالطَّاعَةِ وَالْعِبَادَةِ وَالْخِدْمَةِ ، وَاخْضَعُوا لَهُ بِذَلِكَ .
"
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=102وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ " ، يَقُولُ : وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ مَا خَلَقَ مِنْ شَيْءٍ رَقِيبٌ وَحَفِيظٌ ، يَقُومُ بِأَرْزَاقِ جَمِيعِهِ وَأَقْوَاتِهِ وَسِيَاسَتِهِ وَتَدْبِيرِهِ وَتَصْرِيفِهِ بِقُدْرَتِهِ .