[ ص: 57 ] القول في تأويل قوله تعالى ( ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون ( 112 ) )
قال أبو جعفر : يقول تعالى ذكره : ولو شئت ، يا محمد ، أن يؤمن الذين كانوا لأنبيائي أعداء من شياطين الإنس والجن فلا ينالهم مكرهم ويأمنوا غوائلهم وأذاهم ، فعلت ذلك ، ولكني لم أشأ ذلك ، لأبتلي بعضهم ببعض ، فيستحق كل فريق منهم ما سبق له في الكتاب السابق ( فذرهم ) ، يقول : فدعهم يعني الشياطين الذين يجادلونك بالباطل من مشركي قومك ويخاصمونك بما يوحي إليهم أولياؤهم من شياطين الإنس والجن ( وما يفترون ) ، يعني : وما يختلقون من إفك وزور .
يقول له صلى الله عليه وسلم : اصبر عليهم ، فإني من وراء عقابهم على افترائهم على الله ، واختلاقهم عليه الكذب والزور .