القول في ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله قالوا إن الله حرمهما على الكافرين ( 50 ) ) تأويل قوله (
قال أبو جعفر : وهذا خبر من الله تعالى ذكره عن استغاثة أهل النار بأهل الجنة ، عند نزول عظيم البلاء بهم من شدة العطش والجوع ، عقوبة من الله لهم [ ص: 473 ] على ما سلف منهم في الدنيا من ترك طاعة الله ، وأداء ما كان فرض عليهم فيها في أموالهم من حقوق المساكين من الزكاة والصدقة .
يقول تعالى ذكره : " ونادى أصحاب النار " ، بعدما دخلوها " أصحاب الجنة " ، بعدما سكنوها " أن " ، يا أهل الجنة " أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله " ، أي : أطعمونا مما رزقكم الله من الطعام ، كما : -
14749 - حدثني محمد بن الحسين قال ، حدثنا أحمد بن المفضل قال ، حدثنا أسباط ، عن : " السدي أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله " ، قال : من الطعام .
14750 - حدثني يونس قال ، أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قوله : " أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله " ، قال : يستطعمونهم ويستسقونهم .
فأجابهم أهل الجنة ، إن الله حرم الماء والطعام على الذين جحدوا توحيده ، وكذبوا في الدنيا رسله .
و " الهاء والميم " في قوله : " إن الله حرمهما " ، عائدتان على " الماء " وعلى " ما " التي في قوله : " أو مما رزقكم الله " .
وبنحو ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
14751 - حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا أبي ، عن سفيان ، عن عثمان الثقفي ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : " ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله " ، قال : ينادي الرجل أخاه أو أباه ، [ ص: 474 ] فيقول : " قد احترقت ، أفض علي من الماء! " ، فيقال لهم : أجيبوهم ! فيقولون : " إن الله حرمهما على الكافرين "
14752 - وحدثني المثنى قال ، حدثنا قال ، حدثنا ابن دكين سفيان ، عن عثمان ، عن سعيد بن جبير : " ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله " ، قال : ينادي الرجل أخاه : يا أخي ، قد احترقت فأغثني! فيقول : " إن الله حرمهما على الكافرين " .
14753 - حدثني يونس قال ، أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قوله : " قالوا إن الله حرمهما على الكافرين " ، قال : طعام أهل الجنة وشرابها .