قال أبو جعفر : يعني جل ثناؤه بقوله : " وإذ تأذن " ، واذكر ، يا محمد ، إذ آذن ربك ، وأعلم .
وهو "تفعل" من "الإيذان" ، كما قال الأعشى ، ميمون بن قيس :
أذن اليوم جيرتي بخفوف صرموا حبل آلف مألوف
يعني بقوله : "أذن" ، أعلم . وقد بينا ذلك بشواهده في غير هذا الموضع .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
15297 - حدثني محمد بن عمرو قال ، حدثنا أبو عاصم قال ، حدثنا عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قول الله : " وإذ تأذن ربك " ، قال : أمر ربك .
15298 - حدثنا الحارث قال ، حدثنا عبد العزيز قال ، حدثنا أبو سعد ، عن مجاهد : " وإذ تأذن ربك " ، قال : أمر ربك .
وقوله : " ليبعثن عليهم " ، يعني : أعلم ربك ليبعثن على اليهود من يسومهم سوء [ ص: 205 ] العذاب . قيل : إن ذلك العرب ، بعثهم الله على اليهود ، يقاتلون من لم يسلم منهم ولم يعط الجزية ، ومن أعطى منهم الجزية كان ذلك له صغارا وذلة .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
15299 - حدثني المثنى بن إبراهيم وعلي بن داود قالا حدثنا عبد الله بن صالح قال ، حدثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس قوله : " وإذ تأذن ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب " ، قال : هي الجزية ، والذين يسومونهم : محمد صلى الله عليه وسلم وأمته ، إلى يوم القيامة .
15300 - حدثني محمد بن سعد قال ، حدثني أبي قال ، حدثني عمي قال ، حدثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس قوله : " وإذ تأذن ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب " ، فهي المسكنة ، وأخذ الجزية منهم .
15301 - حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال ، حدثني حجاج قال ، قال قال ابن جريج ، ابن عباس : " وإذ تأذن ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب " ، قال : يهود ، وما ضرب عليهم من الذلة والمسكنة .
15302 - حدثنا بشر قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد ، عن قتادة : " وإذ تأذن ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب " ، قال : فبعث الله عليهم هذا الحي من العرب ، فهم في عذاب منهم إلى يوم القيامة .
15303 - حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال ، حدثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة : " ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم " ، قال : بعث [ ص: 206 ] عليهم هذا الحي من العرب ، فهم في عذاب منهم إلى يوم القيامة . وقال عبد الكريم الجزري : يستحب أن تبعث الأنباط في الجزية .
15304 - حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا إسحاق بن إسماعيل ، عن يعقوب ، عن جعفر ، عن سعيد : " وإذ تأذن ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم " ، قال : العرب " سوء العذاب " ، قال : الخراج . وأول من وضع الخراج موسى عليه السلام ، فجبى الخراج سبع سنين .
15305 - حدثنا ابن حميد قال ، حدثنا يعقوب ، عن جعفر ، عن سعيد : " وإذ تأذن ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم " ، قال : العرب " سوء العذاب "؟ قال : الخراج . قال : وأول من وضع الخراج موسى ، فجبى الخراج سبع سنين .
15306 - حدثنا ابن حميد قال ، حدثنا يعقوب ، عن جعفر ، عن سعيد : " وإذ تأذن ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب " ، قال : هم أهل الكتاب ، بعث الله عليهم العرب يجبونهم الخراج إلى يوم القيامة ، فهو سوء العذاب . ولم يجب نبي الخراج قط إلا موسى صلى الله عليه وسلم ثلاث عشرة سنة ، ثم أمسك ، وإلا النبي صلى الله عليه وسلم .
15307 - حدثنا الحسن بن يحيى قال ، أخبرنا عبد الرزاق قال ، أخبرنا معمر ، عن قتادة في قوله : " وإذ تأذن ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب " ، قال : يبعث عليهم هذا الحي من العرب ، فهم في عذاب منهم إلى يوم القيامة .
15308 - . . . . . قال أخبرنا معمر قال ، أخبرني عبد الكريم ، عن [ ص: 207 ] ابن المسيب قال : يستحب أن تبعث الأنباط في الجزية .
15309 - حدثني محمد بن الحسين قال ، حدثنا أحمد بن المفضل قال ، حدثنا أسباط عن : " السدي وإذ تأذن ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب " ، يقول : إن ربك يبعث على بني إسرائيل العرب ، فيسومونهم سوء العذاب ، يأخذون منهم الجزية ويقتلونهم .
15310 - حدثني يونس قال ، أخبرنا ابن وهب قال ، قال ابن زيد في قوله : " وإذ تأذن ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة " ، ليبعثن على يهود .