القول في
nindex.php?page=treesubj&link=28979_29313تأويل قوله ( nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=7وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم )
قال
أبو جعفر : يقول تعالى ذكره : واذكروا ، أيها القوم ( إذ يعدكم الله إحدى الطائفتين ) ، يعني إحدى الفرقتين ، فرقة
nindex.php?page=showalam&ids=12026أبي سفيان بن حرب والعير ، وفرقة المشركين الذين نفروا من
مكة لمنع عيرهم .
وقوله : ( أنها لكم ) ، يقول : إن ما معهم غنيمة لكم (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=7وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم ) ، يقول : وتحبون أن تكون تلك الطائفة التي ليست لها شوكة يقول : ليس لها حد ، ولا فيها قتال أن تكون لكم . يقول : تودون أن تكون لكم العير التي ليس فيها قتال لكم ، دون جماعة
قريش الذين جاءوا لمنع عيرهم ، الذين في لقائهم القتال والحرب .
وأصل " الشوكة " من " الشوك " .
وبنحو ما قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك :
15719 - حدثنا
علي بن نصر ،
وعبد الوارث بن عبد الصمد قالا حدثنا
عبد الصمد بن عبد الوارث قال ، حدثنا
أبان العطار قال ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=17245هشام بن عروة ، عن
عروة :
أن أبا سفيان أقبل ومن معه من ركبان قريش مقبلين من الشأم ، فسلكوا طريق الساحل . فلما سمع بهم النبي صلى الله عليه وسلم ، ندب أصحابه ، وحدثهم بما معهم من الأموال ، وبقلة عددهم . فخرجوا [ ص: 399 ] لا يريدون إلا أبا سفيان والركب معه ، لا يرونها إلا غنيمة لهم ، لا يظنون أن يكون كبير قتال إذا رأوهم . وهي التي أنزل الله فيها ( nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=7وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم ) .
15720 - حدثنا
ابن حميد قال ، حدثنا
سلمة ، عن
محمد بن إسحاق ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=12300محمد بن مسلم الزهري ،
nindex.php?page=showalam&ids=16276وعاصم بن عمر بن قتادة ،
وعبد الله بن أبي بكر ،
ويزيد بن رومان ، عن
عروة بن الزبير وغيرهم من علمائنا ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11عبد الله بن عباس ، كل قد حدثني بعض هذا الحديث ، فاجتمع حديثهم فيما سقت من حديث
بدر ، قالوا : لما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم
بأبي سفيان مقبلا من
الشأم ، ندب المسلمين إليهم وقال : هذه عير
قريش فيها أموالهم ، فاخرجوا إليها لعل الله أن ينفلكموها ! فانتدب الناس ، فخف بعضهم وثقل بعض ، وذلك أنهم لم يظنوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يلقى حربا . وكان
أبو سفيان يستيقن حين دنا من
الحجاز ويتحسس الأخبار ، ويسأل من لقي من الركبان ، تخوفا على
[ ص: 400 ] أموال الناس ، حتى أصاب خبرا من بعض الركبان : " أن
محمدا قد استنفر أصحابه لك ولعيرك " ! فحذر عند ذلك ، واستأجر
ضمضم بن عمرو الغفاري ، فبعثه إلى
مكة ، وأمره أن يأتي
قريشا يستنفرهم إلى أموالهم ، ويخبرهم أن
محمدا قد عرض لها في أصحابه . فخرج
ضمضم بن عمرو سريعا إلى
مكة . وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في أصحابه حتى بلغ واديا يقال له "
ذفران " ، فخرج منه ، حتى إذا كان ببعضه ، نزل ، وأتاه الخبر عن
قريش بمسيرهم ليمنعوا عيرهم ،
nindex.php?page=treesubj&link=30764فاستشار النبي صلى الله عليه وسلم الناس ، وأخبرهم عن
قريش . فقام
أبو بكر رضوان الله عليه ، فقال فأحسن . ثم قام
عمر رضي الله عنه ، فقال فأحسن . ثم قام
المقداد بن عمرو فقال : يا رسول الله ، امض إلى حيث أمرك الله ، فنحن معك ، والله ، لا نقول كما قالت بنو إسرائيل
لموسى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=24اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون ) ، [ سورة المائدة : 24 ] ، ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون ! فوالذي بعثك بالحق ، لئن سرت بنا إلى
برك الغماد يعني :
مدينة الحبشة لجالدنا معك من دونه حتى تبلغه ! فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرا ، ثم دعا له بخير ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أشيروا علي
[ ص: 401 ] أيها الناس ! وإنما يريد
الأنصار ، وذلك أنهم كانوا عدد الناس ، وذلك أنهم حين بايعوه على العقبة قالوا : " يا رسول الله ، إنا برآء من ذمامك حتى تصل إلى ديارنا ، فإذا وصلت إلينا فأنت في ذمتنا ، نمنعك مما نمنع منه أبناءنا ونساءنا " ، فكأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخوف أن لا تكون
الأنصار ترى عليها نصرته إلا ممن دهمه
بالمدينة من عدوه ، وأن ليس عليهم أن يسير بهم إلى عدو من بلادهم قال : فلما قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال له
nindex.php?page=showalam&ids=307سعد بن معاذ : لكأنك تريدنا يا رسول الله ؟ قال : أجل ! قال : فقد آمنا بك وصدقناك ، وشهدنا أن ما جئت به هو الحق ، وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة ، فامض يا رسول الله لما أردت ، فوالذي بعثك بالحق إن استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك ، ما تخلف منا رجل واحد ، وما نكره أن تلقى بنا عدونا غدا ، إنا لصبر عند الحرب ، صدق عند اللقاء ، لعل الله أن يريك منا ما تقر به عينك ، فسر بنا على بركة الله ! فسر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقول
سعد ونشطه ذلك ، ثم قال : سيروا على بركة الله وأبشروا ، فإن الله قد وعدني إحدى الطائفتين ، والله لكأني أنظر الآن إلى مصارع القوم غدا " .
[ ص: 402 ]
15721 - حدثني
محمد بن الحسين قال ، حدثنا
أحمد بن المفضل قال ، حدثنا
أسباط ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي :
أن أبا سفيان أقبل في عير من الشأم فيها تجارة قريش ، وهي اللطيمة ، فبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها قد أقبلت ، فاستنفر الناس ، فخرجوا معه nindex.php?page=treesubj&link=30785ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا . فبعث عينا له من جهينة ، حليفا للأنصار يدعى " ابن أريقط " ، فأتاه بخبر القوم . وبلغ أبا سفيان خروج محمد صلى الله عليه وسلم ، فبعث إلى أهل مكة يستعينهم ، فبعث رجلا من بني غفار يدعى ضمضم بن عمرو ، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم ولا يشعر بخروج قريش ، فأخبره الله بخروجهم ، فتخوف من الأنصار أن يخذلوه ويقولوا : " إنا عاهدنا أن نمنعك إن أرادك أحد ببلدنا " ! فأقبل على أصحابه فاستشارهم في طلب العير ، فقال له أبو بكر رحمة الله عليه : إني قد سلكت هذا الطريق ، فأنا أعلم به ، وقد فارقهم الرجل بمكان كذا وكذا ، فسكت النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم عاد فشاورهم ، فجعلوا يشيرون عليه بالعير . فلما أكثر المشورة ، تكلم nindex.php?page=showalam&ids=307سعد بن معاذ ، فقال : يا رسول الله ، أراك تشاور أصحابك فيشيرون عليك ، وتعود فتشاورهم ، فكأنك لا ترضى ما يشيرون عليك ، وكأنك تتخوف أن تتخلف عنك الأنصار ! أنت رسول الله ، وعليك أنزل الكتاب ، وقد أمرك الله بالقتال ، ووعدك النصر ، والله لا يخلف الميعاد ، امض لما أمرت به ، فوالذي بعثك بالحق لا يتخلف عنك رجل من الأنصار ! ثم قام المقداد بن الأسود الكندي فقال : يا رسول الله ، إنا لا نقول لك كما قال بنو إسرائيل لموسى : ( nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=24اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون ) ، [ ص: 403 ] [ سورة المائدة : 24 ] ، ولكنا نقول : أقدم فقاتل ، إنا معك مقاتلون ! ففرح رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك ، وقال : إن ربي وعدني القوم ، وقد خرجوا ، فسيروا إليهم ! فساروا .
15722 - حدثنا
بشر بن معاذ قال ، حدثنا
يزيد قال ، حدثنا
سعيد ، عن
قتادة قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=7وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم ) ، قال : الطائفتان إحداهما
nindex.php?page=showalam&ids=12026أبو سفيان بن حرب إذ أقبل بالعير من
الشأم ، والطائفة الأخرى
أبو جهل معه نفر من
قريش . فكره المسلمون الشوكة والقتال ، وأحبوا أن يلقوا العير ، وأراد الله ما أراد .
15723 - حدثني
المثنى قال ، حدثنا
عبد الله بن صالح قال ، حدثني
معاوية ، عن
علي بن أبي طلحة ، عن
ابن عباس قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=7وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين ) ، قال : أقبلت عير
أهل مكة يريد : من
الشأم فبلغ
أهل المدينة ذلك ، فخرجوا ومعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يريدون العير . فبلغ ذلك
أهل مكة ، فسارعوا السير إليها ، لا يغلب عليها النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه . فسبقت العير رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان الله وعدهم إحدى الطائفتين ، فكانوا أن يلقوا العير أحب إليهم ، وأيسر شوكة ، وأحضر مغنما . فلما سبقت العير وفاتت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، سار رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمسلمين يريد القوم ، فكره القوم مسيرهم لشوكة في القوم .
15724 - حدثني
محمد بن سعد قال ، حدثني أبي قال ، حدثني عمي قال ، حدثني أبي ، عن أبيه ،
عن ابن عباس قوله : ( nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=7وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم ) ، قال : أرادوا العير . قال : ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة في شهر ربيع الأول ، فأغار [ ص: 404 ] كرز بن جابر الفهري يريد سرح المدينة حتى بلغ الصفراء ، فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فركب في أثره ، فسبقه كرز بن جابر . فرجع النبي صلى الله عليه وسلم ، فأقام سنته . ثم إن أبا سفيان أقبل من الشأم في عير لقريش ، حتى إذا كان قريبا من بدر ، نزل جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم فأوحى إليه : ( nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=7وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم ) ، فنفر النبي صلى الله عليه وسلم بجميع المسلمين ، وهم يومئذ ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا منهم سبعون ومئتان من الأنصار ، وسائرهم من المهاجرين . وبلغ أبا سفيان الخبر وهو بالبطم ، فبعث إلى جميع قريش وهم بمكة ، فنفرت قريش وغضبت .
15725 - حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال ، حدثني حجاج ، عن nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج : ( nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=7وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم ) ، قال : كان جبريل عليه السلام قد نزل فأخبره بمسير قريش وهي تريد عيرها ، ووعده إما العير ، وإما قريشا وذلك كان ببدر ، وأخذوا السقاة وسألوهم ، فأخبروهم ، فذلك قوله : ( nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=7وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم ) ، هم أهل مكة .
[ ص: 405 ]
15726 - حدثني
يونس قال ، أخبرنا
ابن وهب قال ، قال
ابن زيد في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=7وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم ) ، إلى آخر الآية ، خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى
بدر وهم يريدون يعترضون عيرا
لقريش . قال : وخرج الشيطان في صورة
سراقة بن جعشم ، حتى أتى
أهل مكة فاستغواهم ، وقال : إن
محمدا وأصحابه قد عرضوا لعيركم ! وقال : لا غالب لكم اليوم من الناس من مثلكم ، وإني جار لكم أن تكونوا على ما يكره الله ! فخرجوا ونادوا أن لا يتخلف منا أحد إلا هدمنا داره واستبحناه ! وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه
بالروحاء عينا للقوم ، فأخبره بهم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله قد وعدكم العير أو القوم ! فكانت العير أحب إلى القوم من القوم ، كان القتال في الشوكة ، والعير ليس فيها قتال ، وذلك قول الله عز وجل : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=7وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم ) ، قال : " الشوكة " ، القتال ، و" غير الشوكة " ، العير .
15727 - حدثني
المثنى قال ، حدثنا
إسحاق قال ، حدثنا
يعقوب بن محمد الزهري قال ، حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=16472عبد الله بن وهب ، عن
ابن لهيعة ، عن
ابن أبي حبيب ، عن
أبي عمران ، عن
أبي أيوب قال : أنزل الله جل وعز : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=7وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم ) ، فلما وعدنا إحدى الطائفتين أنها لنا ، طابت أنفسنا : و" الطائفتان " ، عير
أبي سفيان ، أو
قريش .
[ ص: 406 ]
15728 - حدثني
المثنى قال ، حدثنا
سويد بن نصر قال ، أخبرنا
ابن المبارك ، عن
ابن لهيعة ، عن
يزيد بن أبي حبيب ، عن
أسلم أبي عمران الأنصاري ، أحسبه قال : قال
أبو أيوب : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=7وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم ) ، قالوا : " الشوكة " القوم و" غير الشوكة " العير ، فلما وعدنا الله إحدى الطائفتين ، إما العير وإما القوم ، طابت أنفسنا .
15729 - حدثني
المثنى قال ، حدثنا
إسحاق قال ، حدثني
يعقوب بن محمد قال ، حدثني غير واحد في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=7وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم ) ، إن " الشوكة " ،
قريش .
15730 - حدثت عن
الحسين بن الفرج قال ، سمعت
أبا معاذ قال ، حدثنا
عبيد بن سليمان قال ، سمعت
الضحاك يقول في قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=7وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم ) ، هي عير
أبي سفيان ، ود أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن العير كانت لهم ، وأن القتال صرف عنهم .
15731 - حدثنا
ابن حميد قال ، حدثنا
سلمة ، عن
ابن إسحاق : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=7وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم ) ، أي الغنيمة دون الحرب .
وأما قوله : ( أنها لكم ) ، ففتحت على تكرير " يعد " ، وذلك أن قوله : ( يعدكم الله ) ، قد عمل في " إحدى الطائفتين " .
فتأويل الكلام : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=7وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين ) ، يعدكم أن إحدى الطائفتين لكم ، كما قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=66هل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة ) . [ سورة محمد : 18 ] .
[ ص: 407 ]
قال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=7وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم ) ، فأنث " ذات " ، لأنه مراد بها الطائفة . ومعنى الكلام : وتودون أن الطائفة التي هي غير ذات الشوكة تكون لكم ، دون الطائفة ذات الشوكة .
الْقَوْلُ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=28979_29313تَأْوِيلِ قَوْلِهِ ( nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=7وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ )
قَالَ
أَبُو جَعْفَرٍ : يَقُولُ تَعَالَى ذِكْرُهُ : وَاذْكُرُوا ، أَيُّهَا الْقَوْمُ ( إِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ ) ، يَعْنِي إِحْدَى الْفِرْقَتَيْنِ ، فِرْقَةَ
nindex.php?page=showalam&ids=12026أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ وَالْعِيرَ ، وَفِرْقَةَ الْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ نَفَرُوا مِنْ
مَكَّةَ لِمَنْعِ عِيرِهِمْ .
وَقَوْلُهُ : ( أَنَّهَا لَكُمْ ) ، يَقُولُ : إِنَّ مَا مَعَهُمْ غَنِيمَةٌ لَكُمْ (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=7وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ ) ، يَقُولُ : وَتُحِبُّونَ أَنْ تَكُونَ تِلْكَ الطَّائِفَةُ الَّتِي لَيْسَتْ لَهَا شَوْكَةٌ يَقُولُ : لَيْسَ لَهَا حَدٌّ ، وَلَا فِيهَا قِتَالٌ أَنْ تَكُونَ لَكُمْ . يَقُولُ : تَوَدُّونَ أَنْ تَكُونَ لَكُمُ الْعِيرُ الَّتِي لَيْسَ فِيهَا قِتَالٌ لَكُمْ ، دُونَ جَمَاعَةِ
قُرَيْشٍ الَّذِينَ جَاءُوا لِمَنْعِ عِيرِهِمْ ، الَّذِينَ فِي لِقَائِهِمُ الْقِتَالُ وَالْحَرْبُ .
وَأَصْلُ " الشَّوْكَةِ " مِنَ " الشَّوْكِ " .
وَبِنَحْوِ مَا قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْلُ التَّأْوِيلِ .
ذِكْرُ مَنْ قَالَ ذَلِكَ :
15719 - حَدَّثَنَا
عَلِيُّ بْنُ نَصْرٍ ،
وَعَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ قَالَا حَدَّثَنَا
عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ قَالَ ، حَدَّثَنَا
أَبَانُ الْعَطَّارُ قَالَ ، حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=17245هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ ، عَنْ
عُرْوَةَ :
أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ أَقْبَلَ وَمَنْ مَعَهُ مِنْ رُكْبَانِ قُرَيْشٍ مُقْبِلِينَ مِنَ الشَّأْمِ ، فَسَلَكُوا طَرِيقَ السَّاحِلِ . فَلَمَّا سَمِعَ بِهِمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، نَدَبَ أَصْحَابَهُ ، وَحَدَّثَهُمْ بِمَا مَعَهُمْ مِنَ الْأَمْوَالِ ، وَبِقِلَّةِ عَدَدِهِمْ . فَخَرَجُوا [ ص: 399 ] لَا يُرِيدُونَ إِلَّا أَبَا سُفْيَانَ وَالرَّكْبُ مَعَهُ ، لَا يَرَوْنَهَا إِلَّا غَنِيمَةً لَهُمْ ، لَا يَظُنُّونَ أَنْ يَكُونَ كَبِيرُ قِتَالٍ إِذَا رَأَوْهُمْ . وَهِيَ الَّتِي أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهَا ( nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=7وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ ) .
15720 - حَدَّثَنَا
ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ ، حَدَّثَنَا
سَلَمَةُ ، عَنْ
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=12300مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ الزُّهْرِيِّ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16276وَعَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ ،
وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ ،
وَيَزِيدَ بْنِ رُومَانَ ، عَنْ
عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ وَغَيْرِهِمْ مِنْ عُلَمَائِنَا ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=11عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ ، كُلٌّ قَدْ حَدَّثَنِي بَعْضَ هَذَا الْحَدِيثِ ، فَاجْتَمَعَ حَدِيثُهُمْ فِيمَا سُقْتُ مِنْ حَدِيثِ
بَدْرٍ ، قَالُوا : لَمَّا سَمِعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بِأَبِي سُفْيَانَ مُقْبِلًا مَنَ
الشَّأْمِ ، نَدَبَ الْمُسْلِمِينَ إِلَيْهِمْ وَقَالَ : هَذِهِ عِيرُ
قُرَيْشٍ فِيهَا أَمْوَالُهُمْ ، فَاخْرُجُوا إِلَيْهَا لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُنَفِّلَكُمُوهَا ! فَانْتَدَبَ النَّاسُ ، فَخَفَّ بَعْضُهُمْ وَثَقُلَ بَعْضٌ ، وَذَلِكَ أَنَّهُمْ لَمْ يَظُنُّوا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَلْقَى حَرْبًا . وَكَانَ
أَبُو سُفْيَانَ يَسْتَيْقِنُ حِينَ دَنَا مِنَ
الْحِجَازِ وَيَتَحَسَّسُ الْأَخْبَارَ ، وَيَسْأَلُ مَنْ لَقِيَ مِنَ الرُّكْبَانِ ، تَخَوُّفًا عَلَى
[ ص: 400 ] أَمْوَالِ النَّاسِ ، حَتَّى أَصَابَ خَبَرًا مِنْ بَعْضِ الرُّكْبَانِ : " أَنَّ
مُحَمَّدًا قَدِ اسْتَنْفَرَ أَصْحَابَهُ لَكَ وَلِعِيرِكَ " ! فَحَذَّرَ عِنْدَ ذَلِكَ ، وَاسْتَأْجَرَ
ضَمْضَمَ بْنَ عَمْرٍو الْغِفَارِيَّ ، فَبَعَثَهُ إِلَى
مَكَّةَ ، وَأَمْرَهُ أَنْ يَأْتِيَ
قُرَيْشًا يَسْتَنْفِرَهُمْ إِلَى أَمْوَالِهِمْ ، وَيُخْبِرَهُمْ أَنَّ
مُحَمَّدًا قَدْ عَرَضَ لَهَا فِي أَصْحَابِهِ . فَخَرَجَ
ضَمْضَمُ بْنُ عَمْرٍو سَرِيعًا إِلَى
مَكَّةَ . وَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَصْحَابِهِ حَتَّى بَلَغَ وَادِيًا يُقَالُ لَهُ "
ذَفِرَانُ " ، فَخَرَجَ مِنْهُ ، حَتَّى إِذَا كَانَ بِبَعْضُهُ ، نَزَلَ ، وَأَتَاهُ الْخَبَرُ عَنْ
قُرَيْشٍ بِمَسِيرِهِمْ لِيَمْنَعُوا عِيرَهُمْ ،
nindex.php?page=treesubj&link=30764فَاسْتَشَارَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاسَ ، وَأَخْبَرَهُمْ عَنْ
قُرَيْشٍ . فَقَامَ
أَبُو بَكْرٍ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيْهِ ، فَقَالَ فَأَحْسَنَ . ثُمَّ قَامَ
عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَقَالَ فَأَحَسَنَ . ثُمَّ قَامَ
الْمِقْدَادُ بْنُ عَمْرٍو فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، امْضِ إِلَى حَيْثُ أَمَرَكَ اللَّهُ ، فَنَحْنُ مَعَكَ ، وَاللَّهِ ، لَا نَقُولُ كَمَا قَالَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ
لِمُوسَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=24اذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ ) ، [ سُورَةُ الْمَائِدَةِ : 24 ] ، وَلَكِنِ اذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتَلَا إِنَّا مَعَكُمَا مُقَاتِلُونَ ! فَوَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ ، لَئِنْ سِرْتَ بِنَا إِلَى
بَرْكِ الْغِمَادِ يَعْنِي :
مَدِينَةَ الْحَبَشَةِ لَجَالَدْنَا مَعَكَ مِنْ دُونِهِ حَتَّى تَبْلُغَهُ ! فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْرًا ، ثُمَّ دَعَا لَهُ بِخَيْرٍ ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَشِيرُوا عَلَيَّ
[ ص: 401 ] أَيُّهَا النَّاسُ ! وَإِنَّمَا يُرِيدُ
الْأَنْصَارَ ، وَذَلِكَ أَنَّهُمْ كَانُوا عَدَدَ النَّاسِ ، وَذَلِكَ أَنَّهُمْ حِينَ بَايَعُوهُ عَلَى الْعَقَبَةِ قَالُوا : " يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّا بُرَآءُ مِنْ ذِمَامِكَ حَتَّى تَصِلَ إِلَى دِيَارِنَا ، فَإِذَا وَصَلْتَ إِلَيْنَا فَأَنْتَ فِي ذِمَّتِنَا ، نَمْنَعُكَ مِمَّا نَمْنَعُ مِنْهُ أَبْنَاءَنَا وَنِسَاءَنَا " ، فَكَأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَخَوَّفُ أَنْ لَا تَكُونَ
الْأَنْصَارُ تَرَى عَلَيْهَا نُصْرَتَهُ إِلَّا مِمَّنْ دَهَمَهُ
بِالْمَدِينَةِ مِنْ عَدُوِّهِ ، وَأَنْ لَيْسَ عَلَيْهِمْ أَنْ يَسِيرَ بِهِمْ إِلَى عَدُوٍّ مِنْ بِلَادِهِمْ قَالَ : فَلَمَّا قَالَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ لَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=307سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ : لَكَأَنَّكَ تُرِيدُنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : أَجَلْ ! قَالَ : فَقَدْ آمَنَّا بِكَ وَصَدَّقْنَاكَ ، وَشَهِدْنَا أَنَّ مَا جِئْتَ بِهِ هُوَ الْحَقُّ ، وَأَعْطَيْنَاكَ عَلَى ذَلِكَ عُهُودَنَا وَمَوَاثِيقَنَا عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ ، فَامْضِ يَا رَسُولَ اللَّهِ لِمَا أَرَدْتَ ، فَوَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ إِنِ اسْتَعْرَضْتَ بِنَا هَذَا الْبَحْرَ فَخُضْتَهُ لَخُضْنَاهُ مَعَكَ ، مَا تَخَلَّفَ مِنَّا رَجُلٌ وَاحِدٌ ، وَمَا نَكْرَهُ أَنْ تَلْقَى بِنَا عَدُوَّنَا غَدًا ، إِنَّا لَصُبُرٌ عِنْدَ الْحَرْبِ ، صُدُقٌ عِنْدَ اللِّقَاءِ ، لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُرِيَكَ مِنَّا مَا تَقَرُّ بِهِ عَيْنُكَ ، فَسِّرْ بِنَا عَلَى بَرَكَةِ اللَّهِ ! فَسُرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَوْلِ
سَعْدٍ وَنَشَّطَهُ ذَلِكَ ، ثُمَّ قَالَ : سِيرُوا عَلَى بَرَكَةِ اللَّهِ وَأَبْشِرُوا ، فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ وَعَدَنِي إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ ، وَاللَّهِ لِكَأَنِّي أَنْظُرُ الْآنَ إِلَى مَصَارِعِ الْقَوْمِ غَدًا " .
[ ص: 402 ]
15721 - حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ ، حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ الْمُفَضَّلِ قَالَ ، حَدَّثَنَا
أَسْبَاطٌ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيِّ :
أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ أَقْبَلَ فِي عِيرٍ مِنَ الشَّأْمِ فِيهَا تِجَارَةُ قُرَيْشٍ ، وَهِيَ اللَّطِيمَةُ ، فَبَلَغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهَا قَدْ أَقْبَلَتْ ، فَاسْتَنْفَرَ النَّاسَ ، فَخَرَجُوا مَعَهُ nindex.php?page=treesubj&link=30785ثَلَاثُمِائَةٍ وَبِضْعَةَ عَشَرَ رَجُلًا . فَبَعَثَ عَيْنًا لَهُ مِنْ جُهَيْنَةَ ، حَلِيفًا لِلْأَنْصَارِ يُدْعَى " ابْنُ أُرَيْقِطٍ " ، فَأَتَاهُ بِخَبَرِ الْقَوْمِ . وَبَلَغَ أَبَا سُفْيَانَ خُرُوجُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَبَعَثَ إِلَى أَهْلِ مَكَّةَ يَسْتَعِينُهُمْ ، فَبَعَثَ رَجُلًا مِنْ بَنِي غِفَارٍ يُدْعَى ضَمْضَمُ بْنُ عَمْرٍو ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا يَشْعُرُ بِخُرُوجِ قُرَيْشٍ ، فَأَخْبَرَهُ اللَّهُ بِخُرُوجِهِمْ ، فَتَخَوَّفَ مِنَ الْأَنْصَارِ أَنْ يَخْذُلُوهُ وَيَقُولُوا : " إِنَّا عَاهَدْنَا أَنْ نَمْنَعَكَ إِنْ أَرَادَكَ أَحَدٌ بِبَلَدِنَا " ! فَأَقْبَلَ عَلَى أَصْحَابِهِ فَاسْتَشَارَهُمْ فِي طَلَبِ الْعِيرِ ، فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ : إِنِّي قَدْ سَلَكْتُ هَذَا الطَّرِيقَ ، فَأَنَا أَعْلَمُ بِهِ ، وَقَدْ فَارَقَهُمُ الرَّجُلُ بِمَكَانِ كَذَا وَكَذَا ، فَسَكَتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ عَادَ فَشَاوَرَهُمْ ، فَجَعَلُوا يُشِيرُونَ عَلَيْهِ بِالْعِيرِ . فَلَمَّا أَكْثَرَ الْمَشُورَةَ ، تَكَلَّمَ nindex.php?page=showalam&ids=307سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَرَاكَ تُشَاوِرُ أَصْحَابِكَ فَيُشِيرُونَ عَلَيْكَ ، وَتَعُودُ فَتُشَاوِرُهُمْ ، فَكَأَنَّكَ لَا تَرْضَى مَا يُشِيرُونَ عَلَيْكَ ، وَكَأَنَّكَ تَتَخَوَّفُ أَنْ تَتَخَلَّفَ عَنْكَ الْأَنْصَارُ ! أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ ، وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ الْكِتَابُ ، وَقَدْ أَمَرَكَ اللَّهُ بِالْقِتَالِ ، وَوَعَدَكَ النَّصْرِ ، وَاللَّهُ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ ، امْضِ لِمَا أُمِرْتَ بِهِ ، فَوَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَا يَتَخَلَّفُ عَنْكَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ ! ثُمَّ قَامَ الْمِقْدَادُ بْنُ الْأَسْوَدِ الْكِنْدِيُّ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّا لَا نَقُولُ لَكَ كَمَا قَالَ بَنُو إِسْرَائِيلَ لِمُوسَى : ( nindex.php?page=tafseer&surano=5&ayano=24اذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلًا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ ) ، [ ص: 403 ] [ سُورَةُ الْمَائِدَةِ : 24 ] ، وَلَكِنَّا نَقُولُ : أَقْدِمْ فَقَاتِلْ ، إِنَّا مَعَكَ مُقَاتِلُونَ ! فَفَرِحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَلِكَ ، وَقَالَ : إِنْ رَبِّي وَعَدَنِي الْقَوْمَ ، وَقَدْ خَرَجُوا ، فَسِيرُوا إِلَيْهِمْ ! فَسَارُوا .
15722 - حَدَّثَنَا
بِشْرُ بْنُ مُعَاذٍ قَالَ ، حَدَّثَنَا
يَزِيدُ قَالَ ، حَدَّثَنَا
سَعِيدٌ ، عَنْ
قَتَادَةَ قَوْلَهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=7وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ ) ، قَالَ : الطَّائِفَتَانِ إِحْدَاهُمَا
nindex.php?page=showalam&ids=12026أَبُو سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ إِذْ أَقْبَلَ بِالْعِيرِ مِنَ
الشَّأْمِ ، وَالطَّائِفَةُ الْأُخْرَى
أَبُو جَهْلٍ مَعَهُ نَفَرٌ مِنْ
قُرَيْشٍ . فَكَرِهَ الْمُسْلِمُونَ الشَّوْكَةَ وَالْقَتَّالَ ، وَأَحَبُّوا أَنْ يُلْقُوا الْعِيرَ ، وَأَرَادَ اللَّهُ مَا أَرَادَ .
15723 - حَدَّثَنِي
الْمُثَنَّى قَالَ ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ قَالَ ، حَدَّثَنِي
مُعَاوِيَةُ ، عَنْ
عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلَهُ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=7وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ ) ، قَالَ : أَقْبَلَتْ عِيرُ
أَهْلِ مَكَّةَ يُرِيدُ : مِنَ
الشَّأْمِ فَبَلَغَ
أَهْلَ الْمَدِينَةِ ذَلِكَ ، فَخَرَجُوا وَمَعَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرِيدُونَ الْعِيرَ . فَبَلَغَ ذَلِكَ
أَهْلَ مَكَّةَ ، فَسَارَعُوا السَّيْرَ إِلَيْهَا ، لَا يَغْلِبُ عَلَيْهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ . فَسَبَقَتِ الْعِيرُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَكَانَ اللَّهُ وَعَدَهُمْ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ ، فَكَانُوا أَنْ يُلْقُوا الْعِيرَ أَحَبَّ إِلَيْهِمْ ، وَأَيْسَرَ شَوْكَةً ، وَأَحْضَرَ مَغْنَمًا . فَلَمَّا سَبَقَتِ الْعِيرُ وَفَاتَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، سَارَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمُسْلِمِينَ يُرِيدُ الْقَوْمَ ، فَكَرِهَ الْقَوْمُ مَسِيرَهُمْ لِشَوْكَةٍ فِي الْقَوْمِ .
15724 - حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ قَالَ ، حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ ، حَدَّثَنِي عَمِّي قَالَ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ أَبِيهِ ،
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَوْلَهُ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=7وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ ) ، قَالَ : أَرَادُوا الْعِيرَ . قَالَ : وَدَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ ، فَأَغَارَ [ ص: 404 ] كُرْزُ بْنُ جَابِرٍ الْفِهْرِيُّ يُرِيدُ سَرْحَ الْمَدِينَةِ حَتَّى بَلَغَ الصَّفْرَاءَ ، فَبَلَغَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَكِبَ فِي أَثَرِهِ ، فَسَبَقَهُ كُرْزُ بْنُ جَابِرٍ . فَرَجَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَقَامَ سَنَتَهُ . ثُمَّ إِنَّ أَبَا سُفْيَانَ أَقْبَلَ مِنَ الشَّأْمِ فِي عِيرٍ لِقُرَيْشٍ ، حَتَّى إِذَا كَانَ قَرِيبًا مِنْ بَدْرٍ ، نَزَلَ جِبْرِيلُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَوْحَى إِلَيْهِ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=7وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ ) ، فَنَفَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِجَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ ، وَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَلَاثُمَائَةٍ وَثَلَاثَةَ عَشَرَ رَجُلًا مِنْهُمْ سَبْعُونَ وَمِئَتَانِ مِنَ الْأَنْصَارِ ، وَسَائِرُهُمْ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ . وَبَلَغَ أَبَا سُفْيَانَ الْخَبَرُ وَهُوَ بِالْبُطْمِ ، فَبَعْثَ إِلَى جَمِيعِ قُرَيْشٍ وَهْمُ بِمَكَّةَ ، فَنَفَرَتْ قُرَيْشٌ وَغَضِبَتْ .
15725 - حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ قَالَ ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ قَالَ ، حَدَّثَنِي حَجَّاجٌ ، عَنِ nindex.php?page=showalam&ids=13036ابْنِ جُرَيْجٍ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=7وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ ) ، قَالَ : كَانَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَدْ نَزَلَ فَأَخْبَرَهُ بِمَسِيرِ قُرَيْشٍ وَهِيَ تُرِيدُ عِيرَهَا ، وَوَعَدَهُ إِمَّا الْعِيرَ ، وَإِمَّا قُرَيْشًا وَذَلِكَ كَانَ بِبَدْرٍ ، وَأَخَذُوا السُّقَاةَ وَسَأَلُوهُمْ ، فَأَخْبَرُوهُمْ ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ : ( nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=7وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ ) ، هُمْ أَهْلُ مَكَّةَ .
[ ص: 405 ]
15726 - حَدَّثَنِي
يُونُسُ قَالَ ، أَخْبَرَنَا
ابْنُ وَهْبٍ قَالَ ، قَالَ
ابْنُ زَيْدٍ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=7وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ ) ، إِلَى آخِرِ الْآيَةِ ، خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى
بَدْرٍ وَهُمْ يُرِيدُونَ يَعْتَرِضُونَ عِيرًا
لِقُرَيْشٍ . قَالَ : وَخَرَجَ الشَّيْطَانُ فِي صُورَةِ
سُرَاقَةَ بْنِ جَعْشَمٍ ، حَتَّى أَتَى
أَهْلَ مَكَّةَ فَاسْتَغْوَاهُمْ ، وَقَالَ : إِنَّ
مُحَمَّدًا وَأَصْحَابَهُ قَدْ عَرَضُوا لِعِيرِكُمْ ! وَقَالَ : لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ مِنْ مِثْلِكُمْ ، وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ أَنْ تَكُونُوا عَلَى مَا يَكْرَهُ اللَّهُ ! فَخَرَجُوا وَنَادَوْا أَنْ لَا يَتَخَلَّفَ مِنَّا أَحَدٌ إِلَّا هَدَمْنَا دَارَهُ وَاسْتَبَحْنَاهُ ! وَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابَهُ
بِالرَّوْحَاءِ عَيْنًا لِلْقَوْمِ ، فَأَخْبَرَهُ بِهِمْ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ قَدْ وَعَدَكُمُ الْعِيرَ أَوِ الْقَوْمَ ! فَكَانَتِ الْعِيرُ أَحَبَّ إِلَى الْقَوْمِ مِنَ الْقَوْمِ ، كَانَ الْقِتَالُ فِي الشَّوْكَةِ ، وَالْعِيرُ لَيْسَ فِيهَا قِتَالٌ ، وَذَلِكَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=7وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ ) ، قَالَ : " الشَّوْكَةُ " ، الْقِتَالُ ، وَ" غَيْرُ الشَّوْكَةِ " ، الْعِيرُ .
15727 - حَدَّثَنِي
الْمُثَنَّى قَالَ ، حَدَّثَنَا
إِسْحَاقُ قَالَ ، حَدَّثَنَا
يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ قَالَ ، حَدَّثَنَا
nindex.php?page=showalam&ids=16472عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ ، عَنِ
ابْنِ لَهِيعَةَ ، عَنِ
ابْنِ أَبِي حَبِيبٍ ، عَنْ
أَبِي عِمْرَانَ ، عَنْ
أَبِي أَيُّوبَ قَالَ : أَنْزَلَ اللَّهُ جَلَّ وَعَزَّ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=7وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ ) ، فَلَمَّا وَعَدَنَا إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَنَا ، طَابَتْ أَنْفُسُنَا : وَ" الطَّائِفَتَانِ " ، عِيرُ
أَبِي سُفْيَانَ ، أَوْ
قُرَيْشٍ .
[ ص: 406 ]
15728 - حَدَّثَنِي
الْمُثَنَّى قَالَ ، حَدَّثَنَا
سُوَيْدُ بْنُ نَصْرٍ قَالَ ، أَخْبَرَنَا
ابْنُ الْمُبَارَكِ ، عَنِ
ابْنِ لَهِيعَةَ ، عَنْ
يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ ، عَنْ
أَسْلَمَ أَبِي عِمْرَانَ الْأَنْصَارِيِّ ، أَحْسَبُهُ قَالَ : قَالَ
أَبُو أَيُّوبَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=7وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ ) ، قَالُوا : " الشَّوْكَةُ " الْقَوْمُ وَ" غَيْرُ الشَّوْكَةِ " الْعِيرُ ، فَلَمَّا وَعَدَنَا اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ ، إِمَّا الْعِيرَ وَإِمَّا الْقَوْمَ ، طَابَتْ أَنْفُسُنَا .
15729 - حَدَّثَنِي
الْمُثَنَّى قَالَ ، حَدَّثَنَا
إِسْحَاقُ قَالَ ، حَدَّثَنِي
يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ ، حَدَّثَنِي غَيْرُ وَاحِدٍ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=7وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ ) ، إِنَّ " الشَّوْكَةَ " ،
قُرَيْشٌ .
15730 - حُدِّثْتُ عَنِ
الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَرَجِ قَالَ ، سَمِعْتُ
أَبَا مُعَاذٍ قَالَ ، حَدَّثَنَا
عُبَيْدُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ ، سَمِعْتُ
الضَّحَّاكَ يَقُولُ فِي قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=7وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ ) ، هِيَ عِيرُ
أَبِي سُفْيَانَ ، وَدَّ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ الْعِيرَ كَانَتْ لَهُمْ ، وَأَنَّ الْقِتَالَ صُرِفَ عَنْهُمْ .
15731 - حَدَّثَنَا
ابْنُ حُمَيْدٍ قَالَ ، حَدَّثَنَا
سَلَمَةُ ، عَنِ
ابْنِ إِسْحَاقَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=7وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ ) ، أَيِ الْغَنِيمَةَ دُونَ الْحَرْبِ .
وَأَمَّا قَوْلُهُ : ( أَنَّهَا لَكُمْ ) ، فَفُتِحَتْ عَلَى تَكْرِيرِ " يَعِدُ " ، وَذَلِكَ أَنَّ قَوْلَهُ : ( يَعِدُكُمُ اللَّهُ ) ، قَدْ عَمِلَ فِي " إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ " .
فَتَأْوِيلُ الْكَلَامِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=7وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ ) ، يَعِدُكُمْ أَنَّ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ لَكُمْ ، كَمَا قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=66هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً ) . [ سُورَةُ مُحَمَّدٍ : 18 ] .
[ ص: 407 ]
قَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=7وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ ) ، فَأَنَّثَ " ذَاتَ " ، لِأَنَّهُ مُرَادٌ بِهَا الطَّائِفَةُ . وَمَعْنَى الْكَلَامِ : وَتَوَدُّونَ أَنَّ الطَّائِفَةَ الَّتِي هِيَ غَيْرُ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ ، دُونَ الطَّائِفَةِ ذَاتِ الشَّوْكَةِ .