قال أبو جعفر : يعني بقوله : ( فقلنا لهم ) أي : فقلنا للذين اعتدوا في السبت - يعني في يوم السبت .
وأصل " السبت " الهدو والسكون في راحة ودعة ، ولذلك قيل للنائم " مسبوت " لهدوه وسكون جسده واستراحته ، كما قال جل ثناؤه : ( وجعلنا نومكم سباتا ) [ النبأ : 9 ] أي راحة لأجسادكم . وهو مصدر من قول القائل : " سبت فلان يسبت سبتا " .
وقد قيل : إنه سمي " سبتا " ، لأن الله جل ثناؤه فرغ يوم الجمعة - وهو اليوم الذي قبله - من خلق جميع خلقه .
وقوله : ( كونوا قردة خاسئين ) ، أي : صيروا كذلك .
و " الخاسئ " المبعد المطرود ، كما يخسأ الكلب يقال منه : " خسأته أخسؤه خسأ وخسوءا ، وهو يخسأ خسوءا " . قال : ويقال : " خسأته فخسأ وانخسأ " . ومنه قول الراجز :
كالكلب إن قلت له اخسأ انخسأ
يعني : إن طردته انطرد ذليلا صاغرا .فكذلك معنى قوله : ( كونوا قردة خاسئين ) أي ، مبعدين من الخير أذلاء صغراء ، كما : -
1145 - حدثنا ، قال ، حدثنا محمد بن بشار أبو أحمد الزبيري قال ، [ ص: 175 ] حدثنا سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قوله : ( كونوا قردة خاسئين ) قال : صاغرين .
1146 - حدثنا أحمد بن إسحاق قال ، حدثنا أبو أحمد قال ، حدثنا سفيان ، عن رجل ، عن مجاهد مثله .
1147 - حدثني المثنى قال ، حدثنا أبو حذيفة قال ، حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد مثله .
1148 - حدثني الحسن بن يحيى قال ، أخبرنا عبد الرزاق قال ، أخبرنا معمر ، عن قتادة : ( خاسئين ) ، قال : صاغرين .
1149 - حدثني المثنى قال ، حدثنا إسحاق قال ، حدثنا ابن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن الربيع في قوله : ( كونوا قردة خاسئين ) ، أي أذلة صاغرين .
1150 - وحدثت عن المنجاب قال ، حدثنا بشر بن عمارة ، عن أبي روق ، عن الضحاك ، عن ابن عباس : خاسئا ، يعني ذليلا .